part 4

48 8 5
                                        

حزني على نفسي ام على مافقدت ....

فجاة سمعت صوت ضجه بالقرب من منزلي..ضجه تشبه صوت
."سيارة الاطفاء"

!!!!! قلتها بصوت عالٍ بعدما انتفضت واقفه بسرعه..ركضت لمنزلي بخوف ..تمنيت حقا لو انني بقيت في المنزل بقية اليوم كنت سأكون معهم في مكان آخر .كان المنزل يحترق.. اذكر صراخي بصوت مبحوح ممزوج مع صراخ قلبي المرتجف خوفا من القادم
"امي ..ابي، ياالهي ماذا حصل هنا اين والداي؟"

ركضت من دون وعي الى المنزل وعندما اقتربت اوقفني رجل غريب كان يرتدي زي الاطفاء لم يسمح لي بالدخول ..لم يشفق على حالي ويجعلني ارى والداي ربما لاخر مرة في حياتي.
.انا لااصدق مايحصل حقا..ارى رجال الاطفال منتشرين يحاولون بكل جهد اخراج والداي من المنزل ..التقطت اذناي شيئا من قولهم .ان لم يخرجوهم الان سبنفجر المنزل بأي لحظة.

..لالا بالتاكيد لم اسمع جيدا..فجاة دوى صوت قوي في الارجاء كل ماحولي اصبح يهتز ..لقد انفجر المنزل وبداخله ابواي ..هذا كثير حقا انا لااحتمل المزيد..اريد والداي...بعد مدة ظللت جالسه واضعة راسي المحاصر بيداي على قدمي رفعت راسي ورايت ابشع ماقد يراه شخص ..رايت جسديّ والداي وهما..ياالهي كانا شبه متفحمين ..انزلقت يدي عن قدمي ووقفت في صدمة من هول المنظر .

مرا من جانبي محمولين على اسرّة بيضاء اقتربت بسرعه منهما ..لم يسمح لي رجال الاسعاف التقدم اكثر ,
.قاموا بتغطية جسديّ ابي وامي بغطاء ابيض

..هنا انا حقا لم اعد اشعر بشيء فقط سقطت على الارض من شده الصدمه ..لقد كنا قبل سويعات قليله نمرح معا والان ها هما يضطجعان ساكنين على فراش الموت
..لما لايمكنني ان ارى ابتسامه ابي ..امي لما لاتنادين اسمي وتحتضنيني مثل كل مرة ..الم يعد لدي عائلة بعد الان؟ ..انتما انانيان حقا ..كيف تتركان ابنتكما الوحيده هكذا؟..هيا قفا لتلعبا معي وتناديانني بلقبي..انهضا ارجوكما انا احتاج اليكما جدا..ناجيت بماتبقى لي من قوة بداخلي ان ينهضا..ولكن لم يحركا ساكنا..انا فقط وقفت وركضت الى اللامكان..يبدو انني فرحت كثيرا ذلك اليوم لدرجه ان الحزن تضايق فجعلني اتألم اضعاف ذلك ..كأنني ادفع ثمن كل ابتسامه صغيرة خرجت من فمي طوال حياتي..لكن هذا كثير جدا ..فقط لما لا ياخذ القدر اي شي مني ويعيد لي والداي؟..
"لاتبكي"
رفعت راسي ناظرة لمصدر الصوت لقد كان ابن السيد الذي عمل لديه والدي..هل هو يواسيني الان؟
"ماذا؟"
قلت بنبرة مستفهمه تبعتها شهقة
"لاتبكي لااحب الفتيات الباكيات"
قالها بنبرة احسست انه حاول جعلها لطيفه

.."حسنا انا اعتذر ساذهب لمكان اخر للبكاء بمفردي"
وقفت ومسحت دموعي بخشونه..لاول مرة شخص غير والداي يرى دموعي..انا في موقف اصعب من ان يجعلني افكر باي شيء.
." يا لاترحلي لم اطلب منك الرحيل"
قالها عابسا..استغربت امره حقا
"ماذا تريد "استفسرت "
لااريد فقط ...امم بالمناسبه قلادتك جميلة"

قالها محرجا وهو يضع يده خلف رقبته..نظرت لقلادتي لتتجمع دموعي مرة اخرى
"انها كذلك..هي هديه من امي وابي ..الذان رحلا توا "
قلتها مبتسمه بحزن في الاول الامر..لتغادر الابتسامه ويبقى الحزن في نهاية كلامي..شعرت بنظراته عليّ
"انا.. اه نعم هل تعلمين ان لقلادة الشمس حكايه ؟ "
قالها متوترا ثم مالبث حتى قال متحمسا..انها المرة الاولى التي اراه فيها متحمسا هكذا..حسنا انا لم اره من قبل لقد التقيته منذ ساعتين فقط.
."ماهي؟"
قلت بفضول..لقد استطاع ان ينسيني القليل من حزني بسهولة ..
"هذه الشمس تستودع الارواح..من يهديها كهديه فهو يودع روحه بداخلها ..تروي الاساطير انها اشبه بالروح عندما تحملينها تشعرين بالاطمئنان وتبعد عنك الضرر والاذى..لذلك لايجب ان تحزني لان والديك قد اودعا روحهما داخل هذا الشمس
لذا كلما نظرتي لها تأكدي انهما معك..لاتفقديها ابدا"

قالها شارحا الامر بطريقه مبسطه وابتسامه صغيرة وجدت مكانها عند شفتيه ..

هذا الجانب اللطيف لقد احببته..هل حقا والداي هنا؟ هما لم يتركاني وحيده اذن..قلت لنفسي وابتسمت باتساع حاضنة قلادتي بقوة..اعدكما ساحتفظ بها جيدا كأنها جزء من روحي.
.هي كذلك بالفعل
.."انا ساحرص على ان لاافقدها ابدا..شكرا لك كثير قلتها بابتسامه شاكره له ..لازلت لااعرف اسمه ..حسنا لاباس يبدو انه لايريد جعلي اعرفه..بعد اكمال كلامي نظر لي قليلا ثم غادر متجها الى المنزل..استندت على جذع الشجره في حديقه قصرهم مفكرة بكلامه...تقدمت لي الخادمة وطلبت مني الدخول للقصر ..استغربت في بادئ الامر بعدها علمت ان السيد طلب ان يجعلني اسكن معهم ..هو حقا لطيف مع انني لااعرف اسمه ولا اعرف شيئا عنه لكن هو مثلما قال عنه والدي..انسان لطيف ومتواضع .هو لايبدو بذلك الكبر ايضا لقد شاهدته بعد ان قدم تعازيه الحارة لي..سكنت معهم في القصر ليوم فقط ..في اليوم التاي اخذني عمي معه الى بيته ..لم ترحب بي زوجة عمي ولم يبدو انها تستلطفني هي وابنتها..اكتشفت بعد ايام انها طامعة بميراث والداي..

انا فقط تجاهلت كل شيء لاجل عمي ، كما انني كنت كثيرة المكوث بافكاري وحيده في الغرفه..شعرت بالراحه فيها لم اكن اغادرها الا بعد مغادرة عمي لعمله بعد اسبوع من جنازة

والداي..عندها بدات زوجة عمي تجعلني كالخادمة لها ولابنتها ..وانا تجنبا للمشاكل تغاضيت واستمريت بالعمل بفمٍ مطبق..
.*عودة الى الحاضر*.
.شعرت بالدموع تسقط على يدي انزلت راسي وبقيت ابكي
"انا اسفه لم استطع المحافظه على روحيكما جيدا..سامحاني..لكنني ساجدها اعدكم بذلك وهذه المرة لن امكث الوعد..ساجدها ولو كلفني ذلك حياتي ".

.قلتها ورفعت ناظري للسماء كانهما هناك ويسمعانني ..مر شهاب من امامي اغمضت عيني متمنيه ان اجدها ..وقفت بعدما ادركت ان الوقت تأخر ..لقد ظللت جالسه لاربع ساعات هنا..ثم سرت متوجهة للبيت.

يتبع

الشيطان الملائكي Where stories live. Discover now