حَرب الظِلال| صِراع الخير والشَر / متوقفة مؤقتًا

الـمُـقَـدِّمَـة

"حَرب الظِلال"

الحُب والعاشِقين في ضفَة
وهُما في ضفَة أُخرى، لا هو حَبيبًا لَها
ولا هيّ كأي أُنثى طبيعيّة
سَبق ووَصف حضورَها بِأنّهُ سام، ونَظراتُها تَسلُب العقل بِحدّتها، رائِحَتها تُسكِر المارّ بِجانِبها
وصوتُها سمفونيّة لِبيتهوفِن العِملاق
قال بِأنّها أغرَب مِن الخيال، وقريبَة لِأن تَكون أسطورَة
لِرجُل مجنون، توّرَط فيها بِسبب فضول رَجُل لا يُصدّق بِوجود أُنثى لا تبكِ..

ولٰكِنّهُ عَشِقَها وإن كانَت هلاكَهُ
وإن كانَت تسعى لِقتلَهُ، لتربَح قضيتّها
كان مُستّعِدًا لِلدخول في تِلك العاصِفَة التي لَن يخرُج مِنها سالِمًا، حتى يَحصُل على تِلك الأُنثى التي أغرتَه بِغرورَها وبِصعوبَتها، كان الخوض في عِشقها كالخوض في مَعركَة بين عقلَهُ وقلبَهُ، كان يَتعامَل مَعها كما يتعامَل جُندي مع أرض مُلّغمَة..

لَم يفهَم كَيف وضَعها القَدر بين يَداه
هٰكذا وكأن الله ينتقِم مِن كُل سوء إرتَكبَهُ
وفي ذات الوَقت يُجازيه على كُل خير فَعلَهُ
أتت عَلى هيئَة عِقاب وحسنَة حصد جزاء إرتِكابَها..

وقَف يومًا قُبالَة عينيها العسليّة المُكحلّة بِطريقَة غجريّة مُغريّة، وهمس مُستمتِعًا بِمذاق العسَل المُذاب في عَينيها..

" وكأن الأمر محبوك عَلى أيادي كاتِب بارِع، كَتب قِصّتنا ليقتُل شخصًا ما ألف مرّة ونحن الضحايا.."

قِصتهُما
بل مَعركَتهُما، من يدخُل فيها لا يَخرُج مِنها سالِمًا، لا يمُر مرور الكِرام، وكَما بدأت بِعاصِفَة، لا تنتَهي سِوى بِخراب بعد العاصِفَة..

* * *

أَتُحِبُّنِي بَعْدَ الَّذِي كَانَا!؟
إِنَّي أُحِبُّكِ رَغْمَ مَا كَانَا
مَاضِيكِ لَا أَنْوِي إِثَارَتَهُ
حَسْبِي بِأَنَّكِ هَا هُنَا ألَانَا
تَتَبَسَّمِينَ وَتَمَسُّكَيْنِ يَدِي
فَيَعُودُ شَكِّي فِيكِ إِيمَانًا
عَنْ أَمْسٍ لَا تَتَكَلَّمِي أَبَدًا
وَتَأْلِقِي شَعْرًا وَأَجْفَانًا
أَخْطَاؤُكِ الصُّغْرَى أَمُرُّ بِهَا
وَأُحَوِّلُ الأَشْوَاكَ رِيحَانَا
لَوْلَا المَحَبَّةَ فِي جوانحه
مَا أَصْبِحْ الإِنْسَانُ إِنْسَانًا.
-نِزار قبّاني، قصيدَة بعد العاصِفَة..

____________
الإهداء

لِكُل شخص إرتَكب سوء بِنا وعلّمنا بِأن الثِقَة لاتُعطى على طَبق من حماقَة طيبَة، لِلذين أثبتوا لَنا بِأننا وحيدين رُغم بقاء أجسادَهُم بِجانِبنا، لِلذين تركونا نبكيهُم خيبَة، ونلعن الساعَة التي عَرِفناهُم فيها، أنتُم يا خيبات على هيئَة أصدِقاء وأحباب، لِكُل أحبّتي وأصدِقائي الزائِفين، هٰذا الكِتاب لَكُم، والسلام عَليكم حينَما مِتُّم في قَلبي..

كُتبت في اليوم العُشرين مِن شَهر مايو عام ٢٠١٩ من الميلاد..