الفصل الخامس

84.9K 2.9K 917
                                    


ملحق ثلاثية الذئاب ..

في البداية باعتذر عن التأخير لانقطاع خدمة الانترنت ...


الفصل الخامس

(الصدمة)

وضع إصبعيه أعلى طرف أنفه ليضغط برفق عليه بعد أن أصابه الإرهاق من كثرة الانتظار، فتح عينيه ليحملق بنظراتٍ مزعوجة في أوجه المارقين للداخل ثم انخفضت عيناه نحو ساعة يده الثمينة ليتأكد من كونه لم يتأخر عن ميعاد حضورها المعتاد، عبست تعابيره وامتلأت حدقتاه بحمرة طفيفة، فكعادتها مؤخرًا لم تظهر على الساحة مما أصابه بالإحباط والضيق، طرق "يامن" بأصابعه على حافة الزجاج الخاص بباب السيارة الملاصق له، أطل برأسه للأمام قليلاً لينظر عن كثبٍ للطالبات اللاتي يلجن للداخل في تتابع مستمر راجيًا في نفسه أن تكون ضمنهن، خشي أن تكون قد أتت مبكرًا عن قدومه وبالتالي لم يلحظها، تراجع في جلسته على المقعد محبطًا، رفع يده للأعلى قليلاً ليتلمس بحذرٍ شديد خصلات شعره المرتبة بعناية، أدار رأسه للجانب ناظرًا في انعكاس وجهه عبر المرآة الأمامية، ضبط وضعيتها إلى حد ما ليتمكن من رؤية القادم من الخلف، ثم عاد ليحدق في بوابة المدرسة بجمود لبعض الوقت، ردد لنفسه بامتعاضٍ يائس:

-غريبة فعلاً، بقالي أكتر من أسبوع مستنيها وهي مابتحضرش!

طقطق فقرات عنقه بتحريك رأسه للجانبين ليخفف من الضغط الكائن بهم بعد أن طال انتظاره، تنهد مضيفًا لنفسه:

-غيابها ده مش طبيعي!

انتهت الطالبات من دخول الحرم المدرسي وتولى الحارس إغلاق البوابة لينقطع أمله من جديد في رؤيتها، هنا نفذ صبره فهتف بنرفزة:

-كده كتير بجد

للحظة فكر في العودة حينما يحين موعد انصراف الطالبات ليسأل إحداهن عنها، لكنه تراجع عن تلك الفكرة المتهورة بعد أن عاود التفكير في تبعاتها واضعًا في رأسه عدة احتمالات منطقية، فربما هي اكتشفت وجوده لذا تتعمد التخفي عنه كي لا يلمحها فتحول دون فرصة تحدثه إليها، أو ربما قد أصابها مكروه ما فمنعها من الحضور، دارت برأسه الهواجس وفي لحظة قرر أن يترجل من سيارته ليسأل عنها، تسمرت قدماه وبدا في حيرة جلية، فكر برويةٍ ليضع في حسبانه تبعات تهوره الطائش، فربما إن أقدم على رغبته غير المدروسة لتسبب في إحراج نفسه بتوبيخها اللاذع له أمام زميلاتها ومعلميها وربما قد يتطور الوضع لأسوأ من ذلك ويتهم بمحاولة التحرش بها، ظل على تردده الحائر لبرهة إلى أن فاض به الكيل من كثر التفكير المتعب، ولكن أضاء عقله بفكرة أخرى مجنونة تحتاج فقط منه لحسن ترتيب وتنفيذ، صفى "يامن" ذهنه ليفكر مليًا، برقت عيناه بوهجٍ متحمس بعد أن حسم أمره أخيرًا ليقول لنفسه بنبرة عازمة:

أَوتَارُ الفُؤادِ.. أَوْس! ©️ (الجزء الخامس- كامل) ✅Where stories live. Discover now