ظل ( حمادة يقود السيارة لمدة زادت عن الساعتين حتى بدأ الليل يحل علينا فقلت له :

- " ( مادة ) ، أرجو أي ما أكونش بضايقك لكن مش ملاحظ إن الساعة عدت ( ۹ ) من زمان ، هو أنت طالع بينا على ليبيا وألا إيه يا بوب "

فجأة وجدت ( مادة ) يقول في عصبية :

- " اخرس يا ( فرغلي ) بدل ما أحطك في شنطة العربية بدل الاستبن "

نظرت بدهشة لحمادة الذي ظهر عليه القلق وكذلك عبعزيز الذي نظر لي نظرة ذات معنى ثم نظر لحمادة وقال :

- " هو إحنا فاضلنا كتير علشان نوصل ؟ " - " مش كتير أوي يعني " - طب إحنا بعيد عن البلد أوري ؟ " - " مش بعيد أوي يعني "

. اطب أنت عارف الطريق كويس ؟ "

- " مش عارفه أوي يعني " - " نعم يا خويا ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! "

قلت أنا آخر عبارة منتفضا مما سمعت و ( عبعزيز ) يقول بسرعة :

- " هو أنت مش قلت إن الطريق سهل ؟

- " الحقيقة أنا حاسس أني تايه من حوالي ساعة ومش عايز أتكلم وعمال ألف يمكن نلاقي أقرب طريق للبلد ا

ن قرار دارد تا أمسكت شعري وأنا أقول بعصبية :

- " وأنا عمال أقول إحنا ليه بنلف في الصحراء من الصبح ، یقی كدة تخميني طلع صح ودخلنا على ليبيا ، أنا حاسس أبي مقابل ناس راكبة جمل بعد شوية وبيقولوا هاي شلة معاكم لبان بيطرقع "

صرخ في ( عبعزیز ) کی يمنعني من السخرية في حين أمر هو ( مادة ) أن يقف على جانب الطريق کي يمكننا أن نستعيد طريقنا مرة أخرى ونوقف أي سيارة لنسألها على الطريق .

ن نوعا من النحس ، لأنه بمجرد أن هبطنا من السيارة

رات تمر بجانبا سوی لوري ضخم ولم يقف لنا ، علی و مظلمة وعلى اليمين صحراء مظلمة أيضا ، نظرت

لقد كان نوعا من النخه لم نجد أي سيارات تمر ؟ اليسار صحراء مظلمة وعلى "

إلى رمادة و ( عبعزیز ) فوجدهما يستعملان هواتفهما الحرا ولكن يبدو على وجوههم التذمر والضيق فأخرجت هاتفی شی أيضا وبالفعل لم أجد إشارة للإرسال ، أعتقد أنني شاهدت تلك الأحداث من قبل في فيلم رعب قديم ، ولكن كان الأبطال يرافقهم كمية من ( المزز ) يمكنها أن تغزو العالم ، استندت إلى السيارة بظهري وأنا أسرح بخيالي في ( سوسة ) ، عيناها السوداوان مع بعض الحول القليل ، الحدود الحمراء من أثر المعارك التي تخوضها مع زملائنا بالجامعة ، الصوت الرقيق والذي لا يخلو من بعض الخشونة من تدخين الشيشة وخصوصا عندما تقول بكل رومانسية " نعم يا عمر " ، سارت خیالاتي حتى سمعت صوت ( هادة وهو يقول :

- " يالهوي يا أمه ، إحنا توهنا في الصحراء بجد زي ما قال

الحيوان ده "

حكايات فرغلي المستكاوي لـ حسن الجندي   Där berättelser lever. Upptäck nu