في تلك الفيلا جلس ذلك الشاب العشريني علي احد الارئك يدخن احد السجائر بنشوة بعد ان اخذ تلك الجرعه التي جعلته يحلق بعالم خيالي فيما جلس ذلك الشاب الاخر الذي القي بالرزمة المالية التي أخذها من اخته للتو من اخته لذلك الشاب المدعو حسن والذي وقف يتطلع إليهم مستمتعا برؤيتهم علي تلك الحالة المزرية... فقد استحوذت عليهم المخدرات بشكل كامل واستولي عليهم الضياع بعد ان كانوا افضل الشباب ذوي المستوي الاجتماعى والثقافي.... تنهد حسن مسرور بتحقيق غايته بتدميرهم بتلك السموم واستنزاف أموالهم ليناول حازم تلك اللفافة البلاستيكية الصغيرة والتي أخذها منه بلهفه وبدأ باستنشاقها.....
فجأه اندفع رجلان ضخمان من ذلك الباب الذي ركله أحدهم بقدمه بقوه ليفتحه ليسرع حسن يفر من احد الأبواب الخلفيه ومعه حازم فيما كان عدي مازال يحلق بهذا العالم الوهمي ليمسك به هذان الرحلات يخرجاه وسط مقاومته التي اشتعلت ما أن اقتربا منه.....

أرخي اليل ستائرة علي هذا القصر المهيب كصاحبه الذي كان يجلس خلف مكتبه ليدخل كمال بخطي واسعه نحوه قائلا : مساء الخير ياسيف
تجاهل سيف تحيته قائلا بجمود : وصلت لعدي
جلس كمال في احد المقاعد المقابله له قاءلا: ايوة.. الرجاله اللي بعتهم يدورا عليه لقيوه وزمانهم جايين بيه في الطريق...
قال بجمود:لقيوه فين؟
: في فيلا واحد بيضرب في الساحل... تنحنح لحظة ثم قال : وعرفت ان صاحبه ده هو اللي ساعده يهرب من المصحه
تقلص وجهه سيف بغضب ناري أشعل عيناه السوداء القاتمه ليكمل كمال مترددا : ومش بس كدة  ده الدكتور بلغني ان من وقت ما عدي دخل المصلحة وحالته متحسنتش ابدا وده خلالهم يراقبوه وعرفوا انه كان لسة بيتعاطي البودرة جوه المصحة
هب سيف من مكانه قائلا بعصبيه : ازاي ده ده انا هوديهم في داهيه... هقفلهم المصحة دي وانا كنت بوديه عشان يتعالج ولا يكمل ضرب
قال كمال مهدئا : اهدي ياسيف.. الدكاترة اكيد ميعرفوش حاجة زي دي واكيد المخدرات دي كانت بتدخل متهربة
: برضه... دي مصحة مش سوق اي حاجة تدخل وتخرج... انا هعرف شغلي معاهم
في تلك اللحظة دلف من الباب رئيس حرسة راشد يتبعه رجلان ضخمان يمسكان بذراعي عدي بقوة فيما لم يتوقف عن مقاومتها ومحاولة التخلص منهما وهو يصيح بهما بانفعال : سبيوني ياكلاب.. سيبوني
تأججت النيران بعيون سيف الذي تطلع لهيئه أخيه بشعره الاشعث وثيابه الرثة بالإضافة لعيناه المحاطة بتلك الظلال السوداء وقد اختفي جسده الرياضي خلف ذلك الهزل الذي أصابة... اقترب منه سيف بضع خطوات وعيناه تستعر بالنيران ليرسم عدي البرود علي ملامحه يتحدي أخيه... فتنفلت أعصاب سيف بتلك اللحظة وهو يري أخيه يتحداه بهذا البرود... ليجذبه بعنف من تلابيبه وهو يصيح : هربت من المصحة عشان ترجع للشم تاني... ياشمام ياسرنجاتي... عاجبك حالك كدة وانت كلب مدمن ..... عاوز تموت قولي وانا اموتك بأيدي احسنلي من التدوير عليك في الزباله اللي هيرموك فيها لما تموت بجرعه زيادة .... هزه بعنف اكثر وهو يقول : عاوز تموت قولي وانا اضربك بالنار زي الكلب ومحدش يدري بيك احسن من اني اشوفك قدامي كدة
اندفع كمال نحو سيف يحاول تخليص يده من حول عنق عدي ليبعده عنه سيف بعنف : سيبني ياكمال... سيبني اخلص عليه واخلص منه الشمام ده..
: لا ياسيف سيببه.... اهدي وسيبه
ابتعد عنه سيف فيما مازال يرمق عدي بنظراته الحارقة ليقابلها عدي بنظراته المتحدية والمتمرده ليسحق سيف أسنانه قائلا : هوديك مصحة تانية ياكلب ياشمام وريني هتهرب منها ازاي المرة دي
ارتبكت نظرات عدي وانهار تمرده بلحظة  ليصيح: لا ياسيف لا مش عاوز ارجع المصحة تاني... ابوس ايدك انا هموت لو رجعت هناك تاني...
انحني تجاه قدم سيف الذي وقف امامه بجمود يتنافي مع ذلك الانهيار بداخله لرؤيه أخيه بتلك الحالة... اعمل فيا اللي انت عاوزه بس بلاش المصحة تاني انا بموت هناك
تمسك بجموده قائلا بتهكم : بتموت..! ياراجل ده انت كنت عايش هناك باشا..المخدرات بتدخلك لغاية عندك وبتضرب ومقضيها
هز عدي رأسة بيأس ليرفعه سيف من ذراعه بعنف قائلا ; مش عاوز ترجع المصحة... ماشي تمام... انا مش هرجعك المصحة. هخليك هنا وهعالجك بطريقتي
عاد ليلقيه علي الارض مرة اخري صائحا في رجاله... تاخدوه علي اوضته وتقفوا قدامها نملة متدخلش ولاتخرج منها فاهمين
اومأ الرجلين بطاعه ليعودا ممسكين بذراعي عدي صاعدين به الدرج للاعلي...
ليلتفت تجاه راشد قائلا : عاوزك تعرفلي كل حاجة عن الواد اللي هرب عدي من المصحة..
: امرك ياباشا..
انصرف راشد ليقول كمال مهدئا : اهدي ياسيف وكل حاجة هتتحل
قال سيف هادرا ; تتحل ازاي.. انت مش شايف حالته..
هز راسه موافقا : ايوة ياسيف... بس الدكاترة أكدوا انه من شهر بس بيضرب وان شاء الله هيخلص من السم ده قريب
قبض سيف يده بقوة وهو يقول بوعيد.. : بس يقع في أيدي اللي زقه علي السكه دي مش هرحمه....!
.... بقلم رونا فؤاد
.....
فركت نور يدها بقلق وهي تندفع خارج غرفتها تجاه غرفة أخيها الذي دلف من الباب بهيئته المرتعبه بعد ان هرب من رجال سيف الذين داهمو الفيلا لأخذ عدي ... انتفض من مكانه حينما دخلت للغرفة خلفه... حازم مالك؟
هز راسه وابتلع لعابه بعصبيه ; مفيش يانور.. مفيش
نظرت له بأسي قائلة : حازم انت لازم تتعالج من القرف ده
هز راسه والضياع يكتسح محياه : حاضر يانور..
....... بقلم رونا فؤاد
غادرت غرفة أخيها بخطي مهزومه لتغمض عيناها بقوة لاتعرف ماعليها فعله... لن تدعه يموت بالبطيء وتقف مكتوفه الأيدي..
: مبترديش لية علي خطيبك
التفتت نحو زوجة ابيها التي كانت تتطلع اليها من الأعلي للاسفل : نعم.!
: بقولك جاسر بيتصل بيكي مش بتردي عليه
قالت بعدم اكتراث : مش سامعه التليفون
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم

سيف منتقم..!..... بقلم رونا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن