الفصل الثالث

7.2K 192 16
                                    

الفصل الثالث
كانت تقف في غرفة الضابط هي واحمد وجميع من كانوا لدى الشيخ اضافة الى الشيخ نفسه والمرأة التي تنظم مواعيده ينتظرون قدوم الضابط ليتم التحقيق معهم ... زفرت انفاسها بضيق فهي تقف هنا منذ حوالي ساعة وقالت بملل :
" متى سيأتي حضرته ...؟! لقد مللت من وقوفي هكذا ..."
رد عليها احمد بتحذير :
" اخرسي ... ولا تفتحي فمك بكلمة واحدة ... يكفي ما حدث الى الان بسببك ..."
" وما علاقتي انا ...؟!"
سألته بضيق ليرد عليها باندهاش :
" كل هذا وتقولين ما علاقتي انا ... نحن الان في مركز الشرطة بسببك ...والله وحده يعلم متى سنخرج منه ..."
" لماذا تتحدث وكأننا ممسوكين بقضية دعارة ....؟!"
قالتها ساخرة بصوت عالي قليلا ليزمجر بها :
" انتبهي الى كلامك يا فتاة ..."
ردت عليه بصوت هامس وقد انتبهت لما قالته :
" وماذا قلت انا ...؟"
اشاح بوجهه بعيدا عنها لترميه بنظرات متململة قبل ان يدخل الضابط ...
ولج الضابط الى الداخل وجلس على مكتبه ... تقدمت رشا منه فورا وقالت معرفة عن نفسها :
" حضرة الضابط انا الصحفية رشا السالم وكنت في مهمة تخص عملي و ..."
قاطعها بنبرة قوية :
" من سمح لك بالتحدث هنا ...؟! "
ابتلعت ريقها بتوتر ونظرت الى احمد بطرف عينيها والذي اخذ يهز رأسه بيأس منها ومن تصرفاتها المتسرعة بينما عادت هي بانظارها ناحية الضابط وقالت بتحدي لا يمكن ان تتخلى عنه :
" انا فقط اردت ان اوضح لك وضعي ... فأنت لا يحق لك ان تجمعني مع هؤلاء بهذا الشكل ..."
تأملها قليلا بنظرات متفحصة قبل ان يقول بحزم :
" عودي الى مكانك ... وعندما يأتي دورك في التحقيق قولي ما لديك ..."
رفعت ذقنها بشموخ قبل ان تعود الى مكانها وهي تكاد تنفجر من شدة الغضب ... فكيف له ان يتحدث معها بهذا الشكل الغليظ ...؟!
بدأ الضابط التحقيق مع الموجودين واحدا تلو الاخر ولم يأت دورها بعد ...
اخذت تعض على شفتيها بغيظ فيبدو ان الضابط تعمد ان يحقق معها اخر واحدة ... حتى احمد خرج قبلها وهي ما زالت تنتظره ...
انتهى الضابط من التحقيق مع الجميع ولم يتبق سواها ليأمرها ان تأتي اليه ..
" الان بامكانك قول ما لديك ..."
قالها بعد ان عاد بظهره الى الوراء مستندا على كرسيه متأملا اياها بنظراته القوية لتنحنح رشا قليلا قبل ان ترد بثقة :
" لقد ذهبت الى منزل الشيخ لأخذ سبق صحفي ... كذبت عليه واخبرته بأنني اعاني من كوابيس ليلية واريد التخلص منها ... كنت اريد معرفة طبيعة عمله وكيف يستطيع السيطرة على عقول الناس وإيهامهم بأنه قادر على حل مشاكلهم ... ولولا مجيئكم انتم لكنت الان في صدد نشر مقال كامل عنه وبالتفصيل ..."
قالت نبرتها الاخيرة متأسفة على ذلك الخبر المهم والذي ضاع من بين يديها ...
سألها الضابط بجدية :
" ألم تخافي وانت تذهبين الى منطقة شعبية كهذه ...؟! وماذا إن كشفوكِ...؟! ماذا كنت ستفعلين حينها ...؟"
اجابته بنبرة قوية :
" انا لن اخاف بالتأكيد من شيء كهذا ... كما ان هذه وظيفتي وطبيعة عملي ويجب ان أؤديها على اكمل وجه ..."
تطلع الضابط اليها باعجاب فبالرغم من صغر سنها وبنيتها الجسدية الا انها تبدو قوية وواثقة من نفسها بشكل مثير للاعجاب ...
شعرت رشا بالخجل من نظراته تلك بينما عاد هو الى طبيعته اخيرا وقال بنبرة جادة :
" سوف تخرجين الان يا انسة ولكن انتبهي الى تصرفاتك مرة ثانية ولا تضعي نفسك في مزيد من المخاطر ..."
اومأت رشا رأسها بتفهم ثم حملت حقيبتها وخرجت لتجد احمد في انتظارها والذي ركض بسرعة ناحيتها وهو يقول براحة :
" واخيرا خرجت ..."
ردت عليها بعصبية :
" الضابط الغبي تركني للاخير ..."
كمم احمد فمها بكف يده وقال بسرعة وهو يحرك رأسه يمينا ويسارا :
" اخرسي ... ماذا إن سمعنا احد ... ؟! سوف يحبسوننا بتهمة التعدي على ضابط وشتمه ..."
حررت رشا فمها من قبضته وقالت بخفوت :
" دعنا نخرج اذا لأتحدث كما اريد ..."
" حسنا ... هيا يا آخرة صبري ..."
قالها احمد وهو يتجه خارج مركز الشرطة تتبعه رشا والذي اخذت تبتسم رغما عنها وهي تفكر بأن تلك مرتها الاولى التي تدخل بها الى مركز الشرطة فبدا لها الامر مفرحا ومثيرا في آن واحد ...
..............................
نهضت من فوق السرير واخذت ترتدي ملابسها المرمية على ارضية الغرفة...
ما ان انتهت من ارتداء ملابسها حتى التفتت اليه لتجده ما زال ممددا على السرير نصفه العلوي عاري و
...يدخن سيجارته بشراهة ويبدو انه يفكر بأمر هام ...
اقتربت منه وجلست على حافة السرير بجانبه قائلة :
" العملية الجديدة ليست سهلة اطلاقا وانا خائفة منها للغاية .."
نفث دخان سيجارته ثم قال بجدية :
" هي فعلا ليست سهلة ... لكن انت قمت بمثلها من قبل ..."
ردت عليه بقلق :
" أيمن ... انت تعرف ان عملية كهذه فيها خطورة كبيرة علينا ... انها المرة الاولى التي اكون بها قريبة من الهدف لهذه الدرجة ..."
نهض من مكانه واخذ يرتدي بنطاله ... ثم ارتدى قميصه ... انتهى من اغلاق ازرار قميصه واستدار ناحيتها قائلا بنبرة ثابتة :
" لا تخافي يا رنا ... لن يحدث لك شيء ... بكل خطوة تخطينها سوف تجدينني بجانبك ..."
نهضت من مكانها هي الاخرى وابتسمت له بحب قبل ان تقول بثقة :
" اعلم بأنك لن تعرضني لأي من المخاطر ... انا أثق بك كثيرا ..."
لا يعرف لماذا شعر بخوف غريب من كلامها ... لأول مرة يشعر بشيء كهذا ... وكأنه غير واثق مما قاله ...
شعرت هي الاخرى بتشوش افكاره فقالت متسائلة :
" ماذا حدث حبيبي ...؟ يبدو أنك تفكر بأمر هام ..."
اجابها على الفور :
" كلا لا يوجد شيء ... لقد تذكرت ان اليوم لدي موعد مع طبيب مصطفى ..."
زمت شفتيه وقالت بعبوس :
" سوف تتركني كالعادة وتذهب ... اصبحت لا اراك الا نادرا ..."
" ماذا حدث الان يا رنا ...؟ لماذا تتذمرين كثيرا ...؟!"
اجابته رنا بحدة خفيفة :
" انا لا اتذمر ... انت الذي اصبحت لا تبالي بي ..."
انتفخت اوداجه بغضب منها ومن طريقة حديثها معه ليقول لها بنبرة هادئة لكنها قوية :
" هذه اخر مرة اسمح لك ان تتحدثي بها معي بهذه الطريقة ... انت تعرفين جيدا مدى المسؤوليات التي ورائي فلا داعي لأن نعيد هذه الاسطوانة كل يوم ..."
" حسنا كما تريد .."
قالتها باذعان وهي تكز على اسنانها من شدة الغيظ بينما وقف هو امام المراة واخذ يعدل شعره ثم وضع القليل من عطره وخرج من الغرفة تحت انظارها لتجلس هي على السرير وتفكر في علاقتها معه وتغيره الملحوظ معها ... تسرب القلق والخوف اليها من ان يكون قد مل منها ... حاولت طرد تلك الافكار من رأسها فقررت ان تنهض وتعود الى منزلها بسرعة قبل ان تصل رشا وتسألها عن سبب تأخرها ...
........................
كانت تجلس في كافيتريا الجامعة تقرأ في احد الكتب حينما شعرت بشخص ما يقترب منها ويجلس على الكرسي المقابل لها ...
رفعت رأسها لتنصدم بعلي امامها ...
اتسعت عيناها بعدم تصديق ... ابتسم هو تلقائيا على منظرها المصدوم وقال محييا اياها :
" صباح الخير ..."
عادت عيناها لحجميهما الطبيعي اخيرا لترد عليه بابتسامة دافئة لا يعرف لماذا اسرت قلبه :
" صباح النور ...."
" يا الهي كم انهما جميلتان ... ابتسمي دائما لكي يظهران ..."
قالها وهو يشير الى غمازتيها من جديد لتضع يدها عليهما بعفوية قبل ان ترد باستيحاء :
" شكرا ..."
" انت هكذا دائما ....؟! تبدين لطيفة وبريئة الى حد كبير ..."
قالها متسائلا بينما لم تستطع هي الرد عليه فقد سيطر عليها الخجل الشديد من كلامه واطراءه المستمر ...
شعر هو بخجلها فقال ممازحا :
" لقد اصبحت تشبهين الطماطم من شدة خجلك ..."
انعقد لسانها تماما ولم تستطع الحديث ثم ما لبثت ان اخفضت عيناها ارضا من شدة الخجل ليقول هو اخيرا :
" حسنا لن اقول شيئا بعد الان ... لكن ارفعي رأسك قليلا ودعيني ارى وجهك ..."
رفعت بصرها اخيرا ناحيته ليقول هو متسائلا بعدما انتبه الى الكتاب القابع بين يديها :
" ما هذا الكتاب الذي تقرأينه ...؟"
اجابته :
" انها رواية للكاتب غيوم ميسو اسمها فتاة من ورق ..."
" هل هي جميلة ...؟"
اجابته بتنهيدة :
" للغاية ..."
ابتسم على حالميتها وقال :
" تبدو رومانسية ..."
لترد بخفوت :
" نعم ... هي بالفعل رومانسية ..."
اردفت بعدها بتساؤل :
" هل تحب قراءة الروايات الرومانسية ...؟"
اجابها بجدية :
" في الحقيقة كلا ... انا لا احب القراءة من الاساس ..."
لم تشعر بالاستغراب فهي كانت تتوقع هذا من شاب مثله ...
اكمل هو بدوره :
" ألن تسأليني عن سبب مجيئي إليك ...؟!"
فكرت بأنها بالفعل تشعر بفضول كبير لمجيئه اليها وجلوسه معها فقالت :
" لماذا جئت الي ...؟"
اجابها على الفور :
" لكي ادعوكِ لحفلة عيدميلادي ..."
شعرت فرح بغرابة دعوته فهما لم يكونا يوما اصدقاء ... هما من الاساس لم يلتقيا سوى مرة واحدة فكيف يدعوها الى حفلة عيدميلاده ...
افاقت من افكارها على صوته وهو يقول :
" سوف تأتين بالتاكيد ... أليس كذلك ...؟!"
لم تعرف بماذا تجيبه بينما مد هو لها كارت دعوة قائلا :
" هذا عنوان القاعة الذي سيتم بها الحفل ... انها بعد غد ... سوف انتظر مجيئك بلهفة شديدة ..."
ثم نهض من مكانه وودعها تاركا اياها في حيرة شديدة ... فلا تعرف اذا كان عليها الذهاب الى تلك الحفلة ام لا ...
                          ........................
" ماتت .."
هتف بها ادهم بعدم تصديق قبل ان يبتسم فجأة وتتحول ابتسامته الى قهقهات اثارت استغراب الطرف الاخر ...
" لماذا تضحك ...؟"
سأله الطرف الاخر والذي لم يكن سوى راشد احد رجال ادهم والاكثر قربا منه ليجيبه ادهم بعد ان توقف اخيرا عن ضحكاته :
" اخر ما تخيلته ان يفعل شيئا كهذا ... يبدو انه جن حقا ..."
عقد راشد حاجبيه متسائلا بعدم فهم :
" من تقصد ...؟"
" سوف تفهم كل شيء حينما تسمع هذا التسجيل ..."
قالها ادهم وهو يخرج فلاش صغير من درج مكتبه ... ادخل الفلاش في الحاسبة وشغله ليأتي صوت مؤيد وهو يخبر ادهم عن حمل سرى منه ...
ما ان انتهى التسجيل حتى صرخ راشد بعدم تصديق :
" يا الهي لا اصدق...مؤيد من قتلها ..."
" بلى صدق ... مؤيد قادر على ان يفعل اي شيء ..."
قالها ادهم بنبرة ذات مغزى وهو يغلق حاسوبه ثم اعطى الفلاش الى راشد وأمره :
" اريد نسخة اخرى من هذا الفلاش ... نسخة تضعها معك ... والاصلية تبقى معي ..."
" هل تخاف من ان يغدر بك ...؟"
تسائل راشد باستغراب من طلب ادهم ليجيبه ادهم بغموض :
" لا يوجد شيء مضمون يا راشد... انا اثق بمؤيد كثيرا ... لكن انا احب ان اضع لكل شخص ما يجعله غير قادر على خيانتي او التلاعب بي ..."
" يعجبني ذكائك ..."
قالها راشد بصدق ثم اردف بجدية :
" هناك شيء اخر يجب ان تعرفه ..."
" ما هو ...؟"
سأله ادهم ليجيبه راشد بنفس الجدية :
" رشا السالم ... ما زالت تهاجمك في مقالاتك وتتهمك بأنك تتاجر في الممنوعات وتكسب اموالك من طرق غير مشروعة ..."
تنهد ادهم بصوت مسموع  قبل ان يقول بضيق وملل :
" لقد مللت حقا من موضوع رشا السالم ومقالاتها المملة ... "
" متى سوف تضع حدا لها ...؟"
تسائل راشد باستغراب من اهمال ادهم لموضوع رشا وعدم اهتمامه به كما يجب ان يكون ليجيبه ادهم بشرود:
" كل شيء سيحدث في وقته المناسب ... ."
ثم اردف بقوة :
" رشا السالم سوف تأخذ جزاء تهورها وافعالها لكن ليس الان ... "
هز راشد رأسه بتفهم ثم خرج من المكتب تاركا ادهم يفكر بعمق قبل ان يمسك هاتفه ويبعث رسالة مختصرة مضمونها :
" ادعوكِ على العشاء معي اليوم ... سوف اكون عندك في تمام الساعة العاشرة مساءا ..."

                      .........................
دلف مؤيد الى احد المطاعم ليجد جنا في انتظاره ... تقدم ناحيتها وجلس على طاولتها تحديدا على الكرسي المقابل لها ...
سألها قائلا :
" لماذا اتصلت بي وطلبتِ ان أاتي إليك بهذه السرعة ...؟"
اجابته بنبرة غامضة :
" لان هناك شيء مهم يجب ان تعرفه ..."
تطلع اليها مؤيد في ترقب بينما اخرجت جنا من حقيبتها ورقة ووضعتها على الطاولة والتي لم تكن سوى ورقة طلاقها ...
حمل مؤيد الورقة وقرأ ما بها ليقول بعدم تصديق :
" تطلقتِ ... بهذه السرعة ..."
اومأت جنا برأسها وقالت :
" نعم ... بهذه السرعة ..."
" لكن كيف ..؟"
سألها بدهشة لتجيبه :
" لا يهم كيف ... المهم انني تطلقت ..."
طوى مؤيد الورقة ووضعها على الطاولة ثم قال بنبرة ساخرة :
" والان بالطبع سوف تبدئين في مخططك لنيل ادهم ... خصوصا انك اصبحت حرة ..."
ابتسمت جنا بخبث ولمعت عيناها الزرقاوتين لتقول :
" بالطبع ...الان سوف يبدأ عملي الحقيقي ..."
ثم اردفت بنبرة ذات مغزى :
" وسوف يبدأ عملك انت ايضا ..."
" أنا ...؟!"
قالها مؤيد بعدم فهم وهو يشير الى نفسه لتهز جنا رأسها مؤكدة ما قالته قبل ان تكمل بجدية :
" لجين ..."
تأفف مؤيد بضيق وقال :
" هل سوف نعود الى تلك السيرة ...؟ اخبرتك مسبقا بأن ما تفكرين به من المستحيل ان يتم ..."
لترد جنا بنبرة واثقة :
" بلى سوف يتم ..."
سألها مؤيد هازئا :
" كيف ...؟"
اجابته جنا بحدة :
" انا افكر في مصلحتك ايها الغبي ... زواجك من لجين سوف يرفع من شأنك لدى ادهم ... سوف يجعلك اساس كل شيء..."
رد مؤيد بضيق جلي :
" علاقتي بادهم جيدة للغاية ... طوال عمره وهو يعتبرني اخ له ... ما الذي سوف يتغير اذا تزوجت من لجين ...؟!"
" سوف يتغير الكثير ... فأنت سوف تكون زوج مدللته ... وسوف تنال من دلال زوجتك بكل تأكيد ..."
قالتها جنا بخبث ليقطب مؤيد جبينه بحيرة وقد بدأ كلامها يمس عقله بينما استمرت جنا في نفث سمومها واكملت :
" كما انك ستكسب زوجة تحبك بل تعشقك ... حينها كل شيء سيصبح بين يديك وتحت امرك ..."
رماها مؤيد بنظرات غير مقتنعة لتكمل باصرار :
" اسمع كلامي وصدقني لن تندم اطلاقا ..."
صمت مؤيد للحظات يفكر في كلامها قبل ان يتسائل بجدية :
" ما المطلوب مني ..؟"
ابتسمت جنا براحة فيبدو ان مؤيد قد اعجبه كلامها وتخطيطها لتقول اخيرا :
" اسمع ما سأقوله لك ونفذه بالحرف الواحد .."
                             .....................
دلف كلا من ادهم وهند الى احد المطاعم الشديدة الرقي ... جلسا امام بعضهما على احدى الطاولات التي حجزها ادهم مسبقا ...
تقدم النادل على الفور ورحب بهم ثم وضع قائمتي الطعام امامهما ...
" اليوم سوف تأكلين طبق رئيسي فأنا لن اسمح لك بأن تكتفي بطبق سلطة ..."
قالها ادهم ممازحا لتبتسم هند وتقول :
" في الحقيقة انا معتادة على ألا اتناول وجبة العشاء ... لكن اليوم سوف أكسر قاعدتي هذه من اجلك ..."
بعد لحظات تقدم النادل واخذ طلباتهما ...
ما ان ابتعد النادل عنهما حتى قال ادهم لها :
" تبدين رائعة اليوم..."
لتزم هند شفتيها بضيق مفتعل وتقول :
" ألست هكذا دائما ...؟"
رد عليها ادهم :
" بالطبع انت هكذا دائما ... اساسا انت اجمل امرأة رأيتها في حياتي كلها ..."
احمرت وجنتاها خجلا لا اراديا فهاهو كالعادة يتغلب عليها بغزله وكلامه المعسول ...
" هند ..."
ناداها ادهم بنبرة رقيقة لتنظر اليه بترقب فتجده يخرج من جيبه علبة زرقاء ويفتحها امامها ...
تطلعت هند باعجاب الى العلبة التي تحتوي على خاتم ماسي براق رائع التصميم بينما اكمل ادهم حديثه قائلا :
" تتزوجيني ...؟"
نهاية الفصل

ولها في جحيمه حياة ( سلسلة شياطين العشق )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن