'التَحدى و العِناد'

12.5K 522 99
                                    

تقف على اطراف اصابعها بين حِزمة كبيرة من الشباب...تحاول بقدر الامكان عبور هذه الفوضى للوصل الى الحائط الزُجاجى المُعلق عليه أوراق نتائج الصف الاخير من الثانوية...بعد رُبع ساعة دامت من العراك لمحاولة الوصل...وصلت اخيراً لتبداً عملية البحث سريعاً عن اسمها....عمود، اثنان، ثلاثة،...تخطت ثلاثة عواميد من الاسماء مما يعني ان مجموعها ما يقل عن ال٩٠%....وجددت اخيراً اسمها...كانج يَريم..٨٩%....يالي سوء حظها....حُلم وصولها لجامعتها المُنتظرة يتلاشى من جديد..

جالسة على مِقعد عام فى الحديقة...لقد بذلت حقاً مجهوداً كبيرة لدخول جامعة الفنون و العمل فيما احببت...بُندقيتها تعوم فى الدموع الأن...عند خروج اول دمعة منها...تسللت الرياح تهب على وجهها...مانعة الدَمعة من النزول و تلويث سعادتها..

رفعت رأسها ناظرة للسماء تبتسم مُردفة
"شكراً لكى أمى.."
______________________________

'flashback'

-لندن/٢٠٠٧

فتاة صغيره ذو سته اعوام...واقفة مُسندة رأسها على شَجرة كبيرة...تبكى بهدوء بعيداً عن كُل الصخب الذى حولها...أُناسً يبكون و منهم يمثلون الحُزن...صراخ و دموع و بعض الندم يخرج من هؤلاء الذين ينظرون الى تابوت بُنى يتوسطهم...كُتب عليه "كانج سوبيون" يرقد فى سلام..

صوت حذاءً بكعب يقترب من مسمعها رفعت رأسها لترى....عجوز طويلة مُتبرجة تنظر إليها بسخط و تكبر...ترتدي فستان اسود و قُبعة سوداء مع حذاء احمر اللون رغم تواجدها فى عزاء ما يُلقب بزوجها...إلا و انها لم تُنزل دمعة واحدة..

امسكت تلك العجوز بفك صغيرتنا تقرب وجهها منها بقوه..
"من اليوم و صاعداً لا وجود مكان لفتاه مُتشردة مثلك فى عائلتنا....و لأننا لطفاء سنسمح لكي بالمكوث فى ميتم أطفال جيد...لكنه بكوريا لمنع اى مشاكل قد تجلبيها لنا عند بلوغك...انتهى النقاش"

تركت العجوز فك الصغيرة بقوه مما أدى الى وقوعها على الأرض...لم تعي اي كلمة قالتها تلك العجوز الشمطاء سوى انها ذاهبة لكوريا...حيث مُوطن والدتها...نظرت إلى أخيها الذى ينظر إليها بشفقة و حزن ...لم يقدر ع مساعدتها للوقوف بسبب تلك العجوز التي قامت بسحبه بعنف..

وقفت الفتاه و هي تمسح الغُبار عنها لتهب الرياح عليها...

ترفع وجهها لأعلى تدريجاً مع اغلاق عينيها...تشتم رائحة والدتها فى كل ذرة من هذه الرياح..

"حسناً امى لا تقلقي علي انا بخير و قريباً سأجدك"
قالتها بأبتسامة و مازال نظرها مُعلقاً للأعلى..

المُتملك الاسود|| J.JKWhere stories live. Discover now