الرابع والعشرون

17.7K 492 2
                                    

اغمض عينيه بضيق و غضب من نفسه انه في يوم من الايام عشق مثل هذه،كيف لم يري كل تلك المساوء بها من قبل،كيف كان كالمغيب في حبها و هي بمثل هذه الوقاحه ،كيف تردد في يوم في عشق دره هو لا يسمح بالمقارنه من الاساس دره في مكانه اخري و عالم آخر، جذبته اليه و هو اكثر من ممتن لسحرها الذي جذبه لعالمها ليصبح هو مالكه فقط...
اقتربت هيام منه اكثر و تلاشت المسافه بينهما و كادت ان تلامس شفاه و لكنه خرج من شرود مبتعدا عنها باقصي سرعه و كأن عقرب كاد ان يلدغه...
لن يلمس امرأه غيرها و لن تلمسه امرأه غيرها فهو هنا لغرض الانتقام لها و فقط،
ابتعد عنها ملتقطا انفاسآ ضيقه و
اتجه نحو الطاولة و احضر لها كأس و تظاهر بنسيان هاتفه في الاسفل
هتف لها حسن و هو يمد لها يده بكأس من الخمر:
-خدي اشربي ده نسيت تليفوني تحت هانزل اجيبه
اخذته منه بترحاب  و قالت له بابتسامه ذات مغري :
-و انا هاجهز نفسي علي بال ما تيجي ماتتاخرش عليا
اومأ لها و خرج  و ما ان خرج من الغرفه بصق عليها و استنشق الهواء بشده و كأنه كان يصارع الاختناق و هو يطلق السباب عليها و علي ايامها و علي سببب معرفتها من الاساس.
مر بعض الوقت وهو واقفت امام الملهي منتظر ما آتي لاجله  و بعد مرور وقت قصير
عج الشارع بسيارات الشرطه متوجهون لاعلي مباشرة عارفين وجهتهم جيدآ...
خرج مجموعه من الرجال في اوضاع مخله و بجانبهم النساء باوضاع أسوء و مظهرهم يوحي باي من الفواحش كانوا يفعلون،و رآها هي بعينيها الذي جاء لاجلها  خارجه و هي ملتفه بملاءه و علي ملامحها الذعر و الخوف،وقف يشاهدهم مع الماره و نظرت اليه با ستنجاد و رجاء ،ولكن تخشب وجهها عندما نظره اليها بتلك النظرة الغير مباليه شامته و باصقآ في الارض، اتسعت عينيها وتحولت لكتله من الشر والحقد و غاب عن اعينيها مع تحرك سياره الشرطه لوجهتها و مصيرها القادم.....
في اليوم التالي تلقي اتصال من سلاكه مبشرآ اياه
-كله تم ياريس و اتكلبش
ابتسم  حسن بهدوء و تسائل:
-نفذت  بالطريقه اللي قولتلك عليها  احكيلي اللي حصل...
فلاش باك
اقترب طارق من الكمين و الذي تفاجئ بهم حوله،حاوطوا سيارته و اتجه اليه الضابط و ضرب بيده علي سقف سيارته قائلا:
-انزلي يابني
تفاجئ طارق من طلبه و قال بتوتر:
-ليه ياباشا انا رخصي سليمه و أوراقي كلها شغاله
قاله له الضابط و هو يفتح باب سيارته بأمر:
-انزلي هنا كده و افتحلي الشنطه اللي وراه
ارتبك طارق اكثر و رغم انه ليس بحوذته شئ و لكن ربما يخشي ان تظهر عليها اي علامات فا يلاحظها الظابط و عدة سيناريوهات مرت بعقله في دقائق قليله...
جذب طارق المفاتيح  و قال:
-ياباشا  و الله ما معايا حاجه انا راجل محترم ده شكل حد ماشي في حاجه غلط انا ابن ناس
ربت الضابط علي كتفه قائلا:
-هانشوف هانشوف
ووحه حديثه للعسكري:
-فتشلي العربيه من جوا يابني بالمره
شعر طارق بالرهبه و لكن ليس بيده حيله فتح الشنطه الخلفية و مال الضابط علي حقيبه في الجانب غير مرئيه جيدآ  و جذبها للخارج امام أنظار طارق المستغربه من وجود تلك الشنطه الذي راها لاول مره،فتحها الضابط وو جد عدة اكياس من المخدرات في اكياسها البيضاء،جذب الضابط إحدى الاكياس و وضعها امام اعين طارق المتسعه قائلا بسخريه:
-ايه ده ياحبيبي سكر بودرة مش كده ياابن الناس
انفعل طارق و انسحب الدم من وجهه صارخآ:
-مش حاجتي يا باشا اقسم بالله ماعرف عنها حاجه
صرخ به الضابط:
-جايبها من شنطة عربيتك انا و لا بدبلاه عليك.
و جذبه من ياقه قميصه هادرا به:
-يالا يا بابا يالا يا حبيبي علي البوكس
و لم يهتم أحد بصرخات طارق و بكاءه و قسمه ان هذه الأشياء ليست له و لا يعرف عنها شيئآ،و في الاخير الجزاء من جنس العمل و نهايته ملائمه لحياته القذره و لافعاله الخبيثه لمن هم حوله ..

باااااك

اجابه سلاكه مؤكدآ:
-يوه ياريس حطينا تموين محترم في عربيته و فاعل خير بلغ عليه و كده هاتبقي ادجار و تعاطي  يعني انساه في ابو زعبل يا ريس
قاله له حسن باستحسان:
-و اجبك ها يوصلك ياسلاكه و اكتر من اللي اتفقنا عليه كمان
اجابه سلاكه فرحآ:
-في الخدمه يا ريس ياحسن
اغمض عينيه بارتياح اخيرا ....و طيفها يرواده في منامه و صحوته، شتاق اليها بشده و لكنه تحكم بشوقه لأجلها لاجل التمتع بحاضر و مستقبل امن لها، هي تستحق الافضل في كل شئ يجب ان يكون جدير بها في كله شي هي درته المكنونه مكافأه الله اليه بعد تعب و الم سنين ...حبيبته و صغيرته
باااك
صمت يعم المكان بعد انتهاء حديثه الا من طلاطم الامواج  حولهم
ناداها حسن بتساؤل من صمتها:
-دره
نظرت لرماديته بضيق و قالت:
-عايز ايه
عقد حاجبيه بتساؤل من تبدل حالها:
-عايز ايه ؟ مالك يادره  مش ده ردك اللي مستنيه بعد كل اللي حكيته ليكي
ضربته علي صدره بقوه بينما هو تراجع للخلف بدهشه من فعلها و صدمه،
تلاها عده ضربات متلاحقه و هو مازال في وسط صدمته من ردة فعلها الغريبه...
هتفت  هي بغضب و انفعال:
-دي عشان حطت ايديها عليك و دي علشان روحت لها اصلا و دي علشان قربت منك و دي عش
قطعت حديثها عندما قبض علي معصميها و ولفهما للخلف حتي أصبحت مقتربه منه بشده و سط ضحكاته  الرجوليه العاليه...
هتفت بين انفاسها المتقطعه:
-ابعد عني
هز راسه رافضا و عينيه ترسل اليها اشارات العشق و خيوط الغرام
و مال عليها هامسآ بخفوت:
-لا هيام و لا مليون واحده تفرق معايا و لا تهمني و لا تحرك فيا شعره،مافيش غير المطلعه عيني مافيش غيرك و الله يادره
ادارت و جهها  اليه و علي وجهها ابتسامه خجوله و ضحكه خافته...
ابتسم بجانب فمه و قال مغازلآ:
-بتضحكي ! طب اعمل إيه اصل القلب ملوش سلطان ،و انتي فضلتي ورا قلبي لحد ما بقي تحت طوعك و بقيتي انتي السلطانه الامره و الناهيه عليه
وختم حديثه بعينين متوهجه تخطف الانظار،،
بحبك يا دره..... بحبك
لم تسطتع سوي وضع راسها في وسط صدره مستمعه لمضخة قلبه تحت سمعها و هتفت لهه بسعاده:
-و انا بحبك
احتواها اليه بشده  و تنفس بعمق و ارتياح و هو يحرك يديه علي شعرها بحب و لكنه  توقف لبره يوجد شئ واحد فقد لم يكتمل بعد
ناداها حسن بخفوت:
-دره
همهمت دون حديث
ضحك هو بخفوت و قال بإصرار:
-عايز اقولك حاجه  مهمه
اعتدلت و نظرت إليه انتباه:
-ايه
نظر لذهبيتها و قال بحب:
-تتجوزيني
لم تتردد و هي توما بنعم براسها بشده، ابتسم هو بحب  و جذبها عليه و هتف
حسن بضحكات عاليه ناظرا للسماء فاتحا ذراعيه علي وسعهما وكأنه ملك الدنيا وما فيها:
-اخيييييرا يابت سعد الحكيم
يتبع الخاتمه

دُرة القاضي / سارة حسن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن