Part 8 - ذهبي -

3K 251 145
                                    

تجاوزت عقاربُ الساعةِ الواحدةَ ليلاً ، وقفت سيارةٌ فارهة بجانب منزلٍ متوسط الحجم ذو طابقين، أحيط بسورٍ قصير ، و على الرغم من بساطة مظهره إلا أنه بدا أنيقاً.

ترجّل كاي من السيارةٍ و فَتح الباب الخلفي، ثم حمل الفتى بين ذراعيه، أسرع لداخل منزله وولج أقرب غرفةٍ يصادفها، وضع الفتى غائب الوعي بلطفٍ على السرير.

كان طبيب العائلة ينتظر في غرفة الضيوف، فُتح الباب على مصراعيه مصدراً صوتاً قوياً لارتطامه بالحائط، فقفز الطبيب فزعاً مكانه، كاي يقف أمام الباب مخبراً إياه أن يتبعه على عجل.

سمع شابٌ داكن البشرة ضجةً في الطابق السفلي، وسرعان ما ذهب ليرى إن كان سيد المنزل قد عاد.

******

-" ما؟!!..سيد هيراكو الرائحة هنا خانقة!! انزع ملابسه وملابسك المغطاة بالقيء حالاً، كيف تريد مني معالجة الصبي وهو هكذا النظافة أهم شيء" تكلم الطبيب بصرامةٍ عهدها كاي منه.

و قد تعاون الاثنان على رفع الفتى و تغيير قميصه، لكن الفاجعة كانت هنا، تراجع كاي خطوات عدة فزعاً مما رآه و الطبيب جالسٌ على المقعد بالقرب من السرير، مدّ قميص الفتى الصوفي باتجاه كاي ونظرةٌ جادة ظهرت على عينيه.

- "سيد كاي لقد عدت" تحدث شابٌ دخل الغرفة للتو ذو بشرةٍ سمراء، وعينان تشعان كزمردٍ أخضر، و استقرت شامةٌ بجانب عينه اليسرى، مرتدٍ زي خادمٍ أسودٍ كلون شعره القصير.

-"أ..ألبرت أنت هنا، أمسك بهذا من فضلك وضعه في غرفة الغسيل..و أتستطيع إحضار ملابس من خزانتي"

-" سأحضرها حالاً، لكن هل أنت بخير سيد كاي؟ تبدو شاحباً وملابسك.. مالذي حدث؟!" لمح ألبرت الطبيب ينزع ضمادةً لُفّت على صدر الفتى العاري، واقشعر جسده من آثارٍ محفورةٍ على الجسد الصغير، أثر طعنات و جروحٍ قديمة.

و خيطٍ معقود على جانبه لإصابةٍ حديثةٍ كانت الضمادة تغطيها، ولم يسلم وجه الصغير من كدماتٍ حمراء كانت موجودةً قبل وصوله لهذه المدينة.

كان على وشك أن يسأل سيده عن هوية هذا الفتى،إلا أنه شعر أن الوقت ليس مناسباً، فذهب لينفذ ما طُلب منه.

جلس كاي على مقعدٍ بجانب الطبيب العجوز، وتنهد بينما يرجع شعره للخلف، وقد بدأت الدموع تتجمع في عينيه، وقد قال بصوتٍ مخنوق " كيف حاله أيها الطبيب هل سيستيقظ قريباً؟"

-" هيراكو من أين جلبت هذا الصبي، هل انتشلته من حربٍ أم ماذا؟!! انظر للحرق في ظهره لقد شُوّه تماماً!! و هذه هنا تبدو كآثارٍ لطعنات، و على ما يبدو قد خضع لعملية من وقتٍ ليس بعيد ربما قبل عدة أيام ولم يلتئم الجرح بعد"

-" أتقصد هذه الخياطة هنا ماسببها؟"

-" لقد أُطلق عليه برصاصة! تخيل فتىً في عمره"

 لِيجوسِيWhere stories live. Discover now