لِيجوسِي

PART 4

كان الأصهب واقفًا عند مكتب الاستقبال، أنهت إحدى الممرضات طباعتها لبعض الأوراق و سلمتها إياه "يمكنك التأكد من الجثة يا سيد، سيرشدك ذلك الممرض إليها"

سحب الأوراق من يدي الممرضة التي بدى الخوف جليًّا على وجهها، اتجه بنظره الى الممرض الذي أرشده للمشرحة، وعند وصوله استوقفه رجلٌ من الشرطة.

أشار له بالدخول ليتفحص الجثة، أزيل الغطاء عن ذلك الوجه المشوه، نطق الشرطي: " هل تعرفت عليه؟"

-" من الوهلة الأولى يبدو كشخصٍ أعرفه لكن اسمح لي بالتأكد من شيء"

أمسك إيفان بكتفي الجثة و أمالها للجهة الأخرى حتى أصبح ظهره المحترق واضحًا، تفحّص بحدقتيه الذهبتين تفاصيل الحرق الذي قد نقشه بنفسه على جسد ليجوسي، كان مشابهًا لما يذكره.

أعاد الجثة لما كانت عليه و سيطر عليه الصمت لمدة، آلاف الأفكار تدور في خلده، قطّب حاجبيه بانزعاج مستنكرًا احتماليةَ موتِ ذلك المزعج كما يدعوه بهذه السهولة.

-"إذًا هل هو أحد معارفك يا سيد؟"

-" أجل إنه من معارف رئيسي في العمل"

-"اذا كان الأمر كذلك فأريد من رئيسك أن يأتي للتأكد من هوية هذا الصبي و لكي نستطيع معرفة من فعل به هذه الفعلة الشنيعة"

-" للأسف أيها الشرطي رئيسي ليس هنا إنه في انجلترا و هذا الفتى أيضًا من هناك إنه مهاجرٌ غير شرعي"

-"إنجلترا؟"

-" على أي حال توقف عن التحقيق في هذا أكثر سنأخذ الجثة معنا"

-" هاه؟!"

أجرى إيفان اتصالًا استغرق أقل من دقيقة، تحت أنظار الشرطي و الممرض اللذان حدّقا به بصمت.

دخلت مجموعةٌ من الرجال فجأةً مع حقيبةٍ كبيرة مخصصة لحفظ الجثث و اتجه اثنان منهم ليضعا ذلك الجسد البارد داخلها.

اندفع الشرطي إليهم بينما صرخ "ماالذي تفعلونه؟ إذا لم تتوقفوا الآن سأضطر إلى..."

ظهرت شاشة هاتفٍ أمامه بغتةً، أمال رأسه ليرى إيفان ممسكًا به " مكالمةٌ لك سيد شرطي"

أخذ الهاتف منه و الحيرة تملؤ وجهه، أصغى لمحدثه في الطرف الآخر، شَحب وجهه ما إن عَرَف صاحب الصوت"أ..أجل سيدي،ماذا؟! ....ح..حسنًا سأفعل كما تأمر سيدي"

ألقى بنظره على إيفان بعدما أنهى المكالمة، سحب إيفان هاتفه منه و تجاهله حتى فرغ رجاله من عملهم ثم خرج من الغرفة فَتَبعه رجاله، بقي الشرطي ساكنًا مكانه ينظر للأسفل بغيظ.

**********

اتجه ليجو مباشرةً الى البوابة الأمامية لذلك المبنى، ليجد رَجُلين ضخمي الجثة يحرسان الباب الأمامي.