هروب وسط الظهيرة 🔍

Start from the beginning
                                    

خرجت في الشارع متتبعة طريقآ لا اعرف الى اين سيأخذني .. حاملة امتعتي الثقيلة .. شاهدت بعض الناس ينظرون الي بغرابة .. لم ابالي بتحديقاتهم المشبوهة و استمريت بالمشي الى ان وصلت الى حديقة مسورة .. حاولت التسلق اليها و نجحت رغم ان ثيابي قد علقت و تمزقت بعض الشيء فقمت بقص الجزء العالق بمقص كنت قد جلبته مع امتعتي ..

الساعة ١٢:٢٢
نافاي

عدت الى البيت مع صوت بطني الذي احاول تجاهله و تناسي تضوري للجوع .. مشيت الى المطبخ محاولآ ان المح او اشم رائحة الطعام متأملآ ان قطتي ستقوم بصنع الغداء لي .. لكن الهدوء الذي يعم المنزل ماهو الا لحظات حتى اكتشف عدم وجودها ليعلوا صوت صراخي في الارجاء بشتمها ولعنها على الهروب و هجري " كارينا ايتها الحقيرة .. الى اين ذهبتي " ..

اقسمت بصوت يكاد يهلك الجدران من شدة خشونته " سأجدك يا كارينا و على جثتي لأقوم بكسر اضلعك و خياطة رأسك حتى تموتي .. و ادفنك تحت هذا البيت حتى اجعلك تعضين اصابعك ندمآ على هجراني " لهثت بأنفاس محترقة اكاد اجن حتى اني نسيت امر الطعام و خرجت كالصاعقة ابحث عنها كالكلب الثائر الهائج ..

كارينا

اجلس وحيدة في هذه الحديقة الغير امنة سمعت احد ينادي اسمي .. و لم التفت اليه ظننت انه مجرد تخيلات .. و لكن حين تكرر النداء استدرت لاجد الجار كارتر و على وجهه ملامح القلق و هو ينظر لحالي مع حقيبتي التي اضعها بجواري .. فقد شعر بحدوث مشكلة ..

بعد لحظات جلس بجانبي وهو يحاول ان يحصل على بعض الاجوبة و الاستفهامات حول وجودي في هذا المكان وحيدة .. في النهاية اخبرته اني قد هربت من نافاي و لكن لم اخبره ان نافاي قاتل و مجرم .. شعر بالاسى على وضعي و قرر ان يساعدني ..

كارتر : لدي بيت في اطراف المدينة و قد تركته لاني لا امكث فيه الا عندما اذهب للتخييم او الصيد .
تدحرجت عيني بسرور : حقا .. هذا جيد .. اذآ هل ستأخذني اليه مؤقتا ريثما اجد حلآ لمشكلتي ..
كارتر بإبتسامة هادئة وغامضة : بكل تأكيد .. سأخذك اليه و لا مانع عندي ان اطلتي المكوث فيه .. اعتبريه منزلك .. و انا ساتي لزيارتك كل فترة لأرى اذا ما احتجتي لأي مساعدة .

وقفت لاصعد سيارته حتى يوصلني الى المكان الذي اخبرني عنه .. و في الطريق شاهدتُ معالم المدينة التي سأغادرها تاركة خلفها ذكرياتي و طفولتي البائسة التي حاولتُ جاهدة ان امحوها من عقلي اذ انني نسيتها حين سكنت مع نافاي ..
اتذكر حين كنت صغيرة في الرابعة من عمري .. العب مع كلبي ( انجلو ) في حديقة منزلنا و امي تطبخ العشاء و ابي يشاهد التلفاز .. فجأة سمعت صراخ امي .. فزعت بشدة .. فذهبت لارى ما يحصل في الداخل .. فرأيت مجموعة لصوص قد اقتحموا المنزل ..

فقام انجلو بالعواء يمنعني من الدخول لأنه كان خائفآ .. فطمئنته و مسحت على رأسه قائلة " انجلو لا تقلق لن يحصل لي مكروه سأذهب لانقذ امي و ابي " كنت طفلة حتى اني لم اعرف كيف اتصرف حتى الكلب كان مفزوعآ اكثر مني لا اعلم لما كنت باردة الشعور طوال الوقت .. اعتقد بسبب عدم اهتمام والدَّي بي و تركي طوال الوقت وحدي .. لكن كنت سعيدة بهذه الوحدة و احب حياتي ..

[جنائز مؤجلة||Deferred ⚰️ funerals]Where stories live. Discover now