الفصل الثامن

Start from the beginning
                                    

عاد جاد الى المنزل بعدما ظل طول اليل يجوب الشوارع ، فتح باب الشقة وبقي واقفا ينظر بذهول فقد كانت مقلوبة راسا على عقب ، كل شيء محطم لم يبقى اي غرض بمكانه، قال وهو يكز على اسنانه
-لابد انه ابراهيم السافل
وقبل ان ينهي جملته وجد نفسه محاطا بعدد من الرجال انهالوا عليه بالضرب واللكمات ،انحنى احدهم اليه قائلا
-اياك ان تتجرا مرة اخرى على اسيادك
ثم غادر هو ومن معه تاركين جاد مكوما على الارض دون حول او قوة .

فتح رؤوف باب السيارة الخلفي لإيمان التي كانت مشغولة تعبث بهاتفها ولم تبدي اي اهتمام له ، ثم عاد الى مكانه خلف المقود و قال برسمية
-الى اين سيدة ايمان ؟
قالت دون ان ترفع بصرها عن هاتفها 
-مركز التسوق
احس رؤوف بتغير بتصرفاتها لم يعجبه وطول الطريق كانت ترد على اتصالات صديقاتها وتتصفح مواقع التواصل الاجتماعي كانه غير موجود حتى انها لم تسترق النظر اليه من المرآة الامامية كعادتها
وصلا الى مركز التسوق
-هل ارافقك سيدتي
نظرت له باستعلاء ووضعت نظارتها الشمسية وقالت بتكلف
-ابقى هنا
تضايق رؤوف من هذا التغير وبدا يعيد النظر بخطته، ايعقل انها ملت منه ، او ربما وجدت شخصا اخر ، لا هذا امر مستبعد فشخصية ايمان العنيدة لا يمكن ان تستسلم بسهولة ، ايعقل ان رؤوف اعطى نفسه حجما اكبر مما هو عليه بالواقع.
بقي يفكر ويفكر دون ان يحس بمرور الوقت حتى انتبه لعودتها برفقة احد العاملين بالمركز يحمل عددا كبيرا من الاكياس و العلب وبنفس اللهجة المتعجرفة قالت لرؤوف وهي تجلس بالمقعد الخلفي
-خذ من الاكياس وضعها بصندوق السيارة
-حاضر
فتحت حقيبتها واعطت اكرامية للعامل وانتظرت حتى ركب رؤوف السيارة وقالت
-خدني الى صالون التجميل
-تسوق وتجميل ترى ما الأمر؟
ماذا قلت
-لا شيء سيدتي
-اذن تحرك بسرعة.

انهت فرح امتحانها واتصلت برجاء تخبرها انها ستتأخر في العودة كي لا تقلق عليها.
-يجب ان اذهب لزيارة لينا فهي لم تأتي اليوم للمدرسة
-هل اتصلت بها؟
-نعم لكن هاتفها مقفل ، وانا قلقة عليها
-حسنا يا ابنتي هل ارسل لك السائق
-لا داعي يا خالة سأخذ سيارة اجرة
-انتبهي لنفسك و حالما تصلي الى منزلها اتصلي بي
-حاضر الى اللقاء

حصلت ايمان على قصة شعر جديدة اظهرتها بشكل شبابي جميل ، ابدا رؤوف اعجابه
-تبدين جميلة جدا سيدة ايمان
تجاهلت اطراءه وقالت
-قد الى المنزل في الحال
شعر بالإهانة الا انه لا يملك سوى ان يبتلعها ويصمت .

مقابلة والدة لينا لها اشعرتها انها غير مرغوب بها لكنها لم تهمتم بذلك ، المهم الان ان تطمئن على صديقتها خاصة بعد ان عرفت سرها وما تعانيه ،
قدت والدة لينا الى البهو حيث تجلس فرح تهز قدميها بتوتر وتحدثت بنبرة جافة
-انها بغرفتها لا داعي لان تطيلي الزيارة كي لا تتعبيها
-شكرا خالتي سأغادر فور اطمئناني عليها
حالما دخلت فرح غرفة لينا حتى رمت هذه الاخيرة بنفسها بين ذراعيها تبكي بكل حرقة
-ما بك يا لينا انت تخيفينني
-احس اني اختنق
-ماذا حدث اخبريني
-لم يحدث شيء اخر غير الذي تعرفي
اجلستها فرح على السرير وجلست بجوارها وامسكت بيدها بين كفيها
-حبيبتي يجب ان تتعالجي على الاقل لنذهب الى طبيب ليفحصك ومؤكد انه سيستطيع مساعدتك
ردت لينا بياس
-فات الاوان لقد انتهيت
-لا تقولي هذا انت الان بمحنة وستمر انا بجانبك ارجوك ثقي بي ودعيني اساعدك
في تلك اللحظة فتح والد لينا الباب  بقوة واندفع باتجاه فرح صارخا
-ماذا تفعلين هنا ؟ الا يكفيك ما فعله والدك المحترم بي
تفاجات فرح
-والدي ؟؟
-نعم والدك السيد ابراهيم الشاوي الذي دمر تجارتي واسرتي وبسببه اعلنت افلاسي
صرخت لينا بوالدها
-ابي فرح لا دخل لها بما يفعله والدها
-عمي صدقني انا لا اعلم شيئا لكن لابد انه سوء تفاهم
-اخرجي من منزلي الان و يستحسن ان تقطعي علاقتك بابنتي .

ادمان من نوع اخر Where stories live. Discover now