الفصل الثامن

1.9K 33 0
                                    

الفصل الثامن:

خرج الطبيب من غرفة رشا و قال بلهجة رسمية لجاد الذي يقف في الرواق ويكاد يموت قلقا وتوترا
-آسف لقد خسرت الجنين
قفزت دمعة حارقة من عينه رغما عنه واسرع بمسحها وبصوت مهتز قال
-هل استطيع ان اراها
-طبعا لكن لدقائق فقط
شكر الطبيب واستجمع قوته وطرق الباب ثم دلفه وهو يحاول ان يرتب في عقله ما سيقوله لمواساة زوجته فهو اكثر شخص في العالم يعرف كم عانت وكم تحملت من مشقة ليحدث هذا الحمل وخسارته حتما ستكون قاسية
وجدها تحدق بالسقف بنظرات فارغة وعلى وجهها الشاحب تظهر بوضوح الاثار التي خلفتها عبراتها ، جلس بالكرسي المقابل لها وقبل ان ينطق بحرف سبقتها بكلماتها الحاسمة التي شلت لسانه
-حالما اخرج من المشفى سأتصل بالمحامي ليجهز اوراق الطلاق.
تمالك نفسه وشد على يديها وقال بنبرة تحمل في طياتها الرجاء
-حبيبتي اعرف انك مصدومة الان وان فقدانك لابننا يؤثر بك
سحبت يدها من بين يديه وردت عليه بثبات
-جيد اننا فقدناه هل تدري لماذا ؟ لأننا لا نستحق ان نكون ابوين وخاصة انت يا جاد
ترك العنان لعبراته
-رشا انا احبك كثيرا ولا استطيع العيش من دونك اعدك ان اتغير
كفكف دموعه واستأنف كلامه
-لنبدا معا بداية جديدة ونظيفة كما كنت ترغبين ربما ما حدث هو اشارة من الله لنتخلص من كل ما عشناه من قذارة
-هذه القذارة التي تتحدث عنها سأبقى اتذكرها في كل مرة اراك فيها وهذا فوق طاقتي
-لكن..
-لننفصل بهدوء يا جاد اذا كنت فعلا تحبني كما تقول دعني امضي في طريقي
لم يجد فائدة من الحاحه وهو يدري انها عندما تأخذ قرارا لا تتراجع عنه ، وقف ونظر اليها مطولا ثم انحنى على جبينها يقبله باسى وقال بحزن
-انت طالق.

تجلس على السرير تغطي نفسها بالشرشف ، عيونها تنهمر كشلال من الدمع وقلبها يعتصر من الالم لقد فقدت كل شيء كرامتها وعفتها و حتى صحتها لم يعد هناك فرق بينها وبين العاهرات فهي ايضا باعت جسدها و ستبيعه فب كل مرة ستحتاج فيها الى الحبوب
خرج صفوان من الحمام يلف اسفل جسده بمنشفة ، رمى لها شريط الحبوب
-لم اتوقع انك رائعة هكذا رغم انها اول مرة لك لكنها لن تكون الاخيرة يا حبي.
اخدت الشريط ووقفت وهي لا زالت تحيط جسدها بالشرشف وتناولت ملابسها الملقاة على الارض بإهمال ودخلت الحمام دون ان تعلق على كلماته التي كانت تنزل على مسامعها كسوط يجلد روحها، بعد دقائق خرجت وهي ترتدي ملابسها ، وقفت تنظر بكره لذلك الضخم الممدد على السرير وهو يغط في نوم عميق دون ان يحس بأدنى تأنيب للضمير ثم حولت نظرها الى الشريط واخذت منه حبة لتسكن الصداع الذي يعصف براسها وخرجت من ذلك المنزل الذي لن تنسى ما شهدته فيه طول حياتها.

في الصباح كان عبود يحضر الفطائر التي تحبها فرح بينما رجاء تشرف على باقي الخدم ، دخلت سوسن المطبخ وعلى محياها معالم الدهشة وقالت مخاطبة اياهما
-لن تصدقا ماذا حصل!!!
ردت رجاء وعبود بصوت واحد
-ماذا حصل؟
-زوبعة هانم مستيقظة و تنتظر طعام الافطار برفقة فرح
اندهشت رجاء هي الاخرى فخلال السنوات التي عملتها بالقصر لم تصادف يوما ان استيقظت ايمان باكرا ثم اضافت سوسن
-والاغرب انها القت علي تحية الصباح
-هيا لنسرع اذا قبل ان يتعكر مزاجها
خرجت رجاء تضع الاطباق على الطاولة ولاحظت سعادة فرح التي لم تقدر ان تخفيها خاصة وان والدتها لاول مرة تفطر برفقتها .
قالت فرح والحماسة تطغى على حديثها
-احس انني سأحقق العلامة الكاملة بالامتحان النهائي هذا اليوم
ردت ايمان مبتسمة
-انا متأكدة من ذلك يا حبيبتي فابنتي ذكية جدا
-امي كيف عرفتي ان اليوم امتحاني الاخير
ارتبكت ايمان لكنها استطاعت اخفاء توترها وقالت مغيرة الموضوع
-هيا انهي طعامك ستتأخرين ،
ثم وجهت امرها الى سوسن التي تنظر ببلاهة الى ايمان وتحدث نفسها
-ايعقل انه شبح زوبعة طبعا انه شبحها ، من المستحيل ان تتغير بهذه السرعة.
-هيييه سوسن الا تسمعين
-اسفة سيدتي ماذا قلتي
-قلت اخبري السائق ان يجهز السيارة سأخرج بعد نصف ساعة.

ادمان من نوع اخر Where stories live. Discover now