{قصّه قصيدَة نصافِح الأحلام}

138 5 1
                                    

القصّه ورَا هالقصيدَه 'سايِر و قُوت'

الدرعيّه ، ١٩٦٧
سَاير اللّي حبّ قُوت من يُوم ماكانُوا جيرَان والباب بالباب وكَان بينهُم 'فريَه' على مايقولون أهل الكوِيت ، ساير كَان أكبَر منها بـ ٣ أعوَام وشهرِين وكَان ساير أكبَر أخوانَه بينمَا كانت قُوت آخر العنقُود والقعدَه فالبيت..

قُوت كانَت حُب الطفولَه لساير وكانَوا غلمَان الحارَه يعايرونَه وقتها بـ "حبِيب قوِيت" وكان يخجَل ولكِنه حبّ فكرَة كونَه حبيبها حتىّ لو إنه بَس في عيَاره -آه منهُم غلمَان ذاك الوقت- ، قُوت كَانت تجدّل شعرهَا وتلبَس الشّالكي وتجلِس قبَال شبّاك حجرتهَا ، تتأمّل ساير اللّي كان ياغفليِن لكُم ﷲ ويحَسب إنّه يحبّ قُوت وهي مادرَت عنّه.

مرّت السنِين وكبَروا قُوت وساير وهُم طايحِين في غرَام بعضهُم وساكتِين ، كانوا ينتَهزون الفرَص لجل يجتمعُون وكَان الزمَن سَمح وقتهَا ومعطيهُم مُناهُم ، مثلاً كُل رمضَان كانَت قُوت تخطِر الفريَه وتنادِي 'سايِر هاكُم لقيمَات أمّي' وهُو يفزّ قلبَه ويطمِر لهَا
'تسلَم يديّاتس يا قُوت' ، كَانت تضحَك وتقول 'لقيمَات أمي ياساير' وهُو كان يمسِك قلبَه لارجَع لدارَه وينطِق 'آه منّس ياقُوت'..

سافَر سايِر للخَرج لجِل يدير حلال أبُوه حولِين وخمس أشهِر
-عدّتها قوت- ويُوم ردّ كانت أُم ساير وخواتَه وأم قُوت عِند باب دارَه واستقبلُوه بالتّراحيب والبخُور الزّين والزغارِيد "ياهلا عاد ساير ، عَاد ساير" كَانت قُوت في حجرتهَا تحوِي شعرهَا قبَال المرايَه ومن سمعَت هالتراحِيب فزّت "عاد سايِر!"
توّها بتروح للدريشَه تشوفَه سمَعت صوت بنت أخَوها الصغيرَه نويّر "ساير يقُول عطيهَا قوِيت"
وسلّمت لهَا وريقَه صغيره مكتوب فيهَا بالحبِر
"قابلِيني فالمكان اللّي عسَى قلبِس يدلّه"..

أمسَت الديرَه وطلعت قُوت للحوش حولَ الفريَه بين الدّارين ولهفَة الكُون مجتمعه فيها وتستنّى ساير يجيهَا ، عنّاها الشوق وطال سهرهَا ، ذبحهَا الحبّ وقررت إنه معَد يمديها تكتِم حبّه في قلبهَا أكثَر..
جاهَا ساير ووجهه مِن الشوق مبتَل ، "ربّيت لحيَه!" قالتها بدون وعِي ولقَت ساير يضحَك "شرايس فيهَا يبعَدي؟"
كلهَا كم دقيقَه وعَاد الحزِن لوجههَا الرّحب وغطّى إنشراحَه ومِن خوف ساير عليهَا نطَق "أبسأل ليش ذبلانه ودمعاتِس على خدّس؟!"

وتكمَل القصيده..
ا

بسأل لِيش ذبلانَه ودمعاتِك على خدّك
قريبِك مات يفلانَه أو إنك فاقدَه جدّك؟
لاقَت عينهَا عيني وقالت بعد طول سكَات:
بعيد الشّر ياعينِي ، قريبي حيّ وقلبي مَات
ذبحنِي الشّوق ياخلّي أهوجس بَه نهار وليل
ترَا حبّه سكَن كلّي ذبحنِي بالبكَا والوِيل
طعنّي حكيها بخنجَر ، نهاري صَار كنّه ليل
و قلبِي بونّته زمجَر وجعنِي حكيهَا بالحيل
أنَا موجوع يافلَانه بظنّي إن حظّي يصيب
أنا مكسُور يافلانَه وكسرِي ما أظنّ يطيب
وفجأه خانَه لسانَه "أنَا أعشقك يافلانَه.."
سكتّ بوقتها فترَه وعيني ناظرَه للقَاع
سمَعت بصوتهَا حسرَه "أنا قلبِي عليك ألتَاع"
نبَت وردٍ بوجنتها وقالت بابتسامتهَا 'أحبّك!' ياحلاوتهَا
تراك بحكيي المَقصود أخيراً زانت الأيّام
وهذَا يومنَا الموعود تعَال نصافح الأحلَام.. :(
.
.
كتَبت هالقصّه البسيطَه اللّي تفسر معنَى هالقصيدَه اللي كتبتها من فترَه 😔❤️❤️.

﴿ ليلةٌ معَ النُجومْ ﴾حيث تعيش القصص. اكتشف الآن