البداية

22 0 0
                                    

عيد ميلادي اقترب، اشعر بالتوتر لا أعلم لماذا، انا فقط تائهة في الفراغ، اشعر كأن شيئ غير مكتمل ومُبْهَمْ، من المفترض ان اكون سعيدة لأنني اخيرا سوف أصبح راشدة ولن تتم معاملتي كطفلة صغيرة بعد الآن، لكن هناك شعور يقول لي ان معاملتي كطفلة تبدو فكرة سديدة، هل هذا بسبب التنمر ؟ او عدم معرفة من هو أبي ؟ تبدو هذه المبررات مقنعة بعض الشيئ .
إسمي هو " كيرا " او بالأحرى " فتاة المدرسة " لشعبيتي في المدرسة وتفوقي على جميع الطلاب يجعلني مميزة بينهم.
أمي "روز" تعمل محققة شرطة في بلدتنا الصغيرة " نيرولاند " كل ما يمكنني القول عنها أنها أم وامرأة قوية حتى بعد فقدان زوجها الذي هو أبي وحسب ما قالت انه مات عندما كان يحاول ان ينقد طفلا صغيرا في منزل ملتهب نيرانه أي انه رجل اطفاء.
اخترقت أشعة الشمس غرفتي معلنة عن يوم جديد، بالتأكيد على صوت أمي التي لا تكترث ان كنت لا زلت نائمة أم مستيقظة.
روز : كيرا استيقظي هيا جهزي نفسكي فالإفطار لن يأكل نفسه.
كيرا : حسنا أمي قليلا بعد
روز : هنري هنا ينتظرك منذ مدة
كيرا : هنري! قادمة.
هنري يكون صديقي المفضل منذ الطفولة، انه مشاغب ودائما ما يفسد نومي، حتما سوف اقتله يوما ما. هرعت الى تغيير ملابسي والنزول الى المطبخ لألتقي بلوسيفر وهنري يتهامسون.
كيرا《بصوت ساخر 》 : هل لديكم شيئ لتخبرونني ؟
لوسيفر : أهكذا تقولين مرحبا؟ يا لكي من طفلة مشاغبة.
كيرا : انا لست طفلة انسيت ان عيد ميلادي في هذا الاسبوع ؟
صمت لوسيفر لبرهة وقد كان هناك تواصل بصري بينه وبين أمي مما جعلني اشك ان هناك شيئ يجري بدون علمي لكنني حاولت أن اتجاهل.
كيرا : مرحبا لوسيفر ؟
لوسيفر : ا..ا..أنا آسف فقط شردت لبرهة، اعتقد ان علي الذهاب الى العمل انا و روز، استمتعي بالإفطار، هنري أعتمد عليك.
غادر لوسيفر مع أمي، تبادلنا انا وهنري نظرات قاتلة ساخرة.
هنري : اعلم في ما تفكرين أرجوكي أذناي تطلب المغفرة.
كيرا :اذن انت تعلم انني سأقتلع أذنك إن أيقظتني باكرا، ما كان هذا بينك وبين لوسيفر ؟
هنري : لقد أوصاني فقط على بعض التصاميم الهندسية من اجل صديق له.
كيرا : حسنا سأصدقك، انا اتضور جوعا دعنا نأكل شيئا.
هنري : لست جائعا.
كيرا : حسنا، عليك أن تنتظر الى أن آخد حماما سريعا بعد الإفطار فعلي الذهاب الى معرض الفنون.
هنري : من أجل ماذا ؟
كيرا : لماذا أنت غبي هكذا ؟ ألم أقل لك أنني سوف أعرض لوحاتي لأشارك في المسابقة العالمية للفن ؟
هنري : نعم، أراهن على أن إسمكِ سوف يصبح "الرسامة كيرا فراي "
كيرا : اوه لا تبالغ.
هنري : انت تعلمين أن لوسيفر يبذل ما بوسعه لدعمكي كي تحققين احلامكي وامك كذلك.
كيرا : اعلم، اتمنى لو أنهم يتزوجون على الأقل سأحظى بدفئ العائلة، لوسيفر هو بمكانة أبي لكن لا أراه كل يوم، هذا محزن.
هنري : أسرعي جهزي نفسكي، انا سوف اساعدك بغسل الأطباق.
كيرا : انت الأفضل
هنري : اعلم.
أخذت حماما سريعا، لبست لباسا رسميا انيقا يوحي بالفن فأنا بارعة بالرسم حسب رأي الجميع.
{ قبل اسبوعين }
كيرا : هنري هيا بسرعة لقد تأخر الوقت علي ان اعود الى المنزل.
هنري : هذه الاغنية الاخيرة سنعزفها و نذهب.
كيرا : لقد قلت هذا طوال النصف الساعة الماضية.
هنري : يا لكي من متذمرة، استعملي تذمرك في الغناء، تعلمين انني سوف اوصلك الى المنزل.
كيرا : أكرهك
هنري : حقا ؟ كنت سأريكي شيئا يعجبكي بعد الحفل لكن الآن سأحتفظ به لنفسي.
كيرا : هل أنت جدي ؟ انا آسفة اسحب كلامي، ماذا ستريني ؟
هنري : بعد الحفل
كيرا : تأخر الوقت و ...
هنري : هيا حان وقت اغنيتنا، كما تدربنا اشعري بالاغنية.
كيرا : لا تخاف فأنا كتبت الأغنية بنفسي كيف لي أن لا أشعر بها ؟
هنري《 ابتسم وبدأ العزف على البيانو 》
كيرا 《 تغني 》 : من أنت يا ذا الأحلام؟ من أنت يا ذا الظلال، أهذا نسج من الواقع أو الخيال؟ أراك وقلبي يرفرف خوفا، أحس وأنا أرتعش ذعرا، كيف لي أن أكون إنسانا ولم اجد لحياتي كمالا، أأنت كمالي الذي افتقره أم دماري الذي سينهي المآسي، ارجوك تخلى عني ودعني أمضي، لأنني فعلا أعاني.
فور نهاية عرضنا الأخير بدأت أسمع تصفيقات الحاضيرين معبرين عن إعجابهم بنا، إلتفتٌُ إلى هنري لأجد عيناه دامعتان.
كيرا : ما بك ؟ أأنت بخير ؟
هنري : لا لا شيئ.
كيرا : لم أكن أعلم أنك تتأثر.
هنري : انا بشريا ولست مصاص دماء ذو قلب بارد.
كيرا : هاهاها مخيف، يالك من سخيف تمثل نفسك بكوابيس وأسطورات قديمة أعتقد أنك قادم من عصر اليونان.
هنري : لا تسخري مني، سوف اجعلكي تصدقين.
كيرا :أيا يكن، هيا لنذهب انا أشعر بالرد.
هنري : خدي سترتي أنا لا اشعر بالبرد
كيرا : يا لك من ..
هنري : المفاجأة.
كيرا : نعم نعم ما هي ؟ هيا اخبرني.
هنري :خذي هذا الظرف لكن قبل ان تقرئيه، أين هي لوحاتك؟
كيرا : في غرفة الرسم الخاصة بالبيت
هنري :هل تملكين دفتر رسومات ؟
كيرا : نعم، لكن الغريب في الأمر أنني ارسم أشياء خيالية بدون شعور في دفتري.
هنري : لابد وأن شاهدتي فيلما وقد بقي عالقا في ذهنكي.
كيرا :ها قد وصلنا الى المنزل، سوف اقرأ الظرف في الداخل.
هنري : تصبحين على خير اراكي غدا صباحا.
كيرا :المدرسة من جديد، يا إلاهي.
فور اقترابي من الباب سمعت همسات وحاولت ان اعرف من اين تأتي، ... انها من البوابة الخلفية، أمي تكلم نفسها ؟ هل الجنون وراثي في عائلتي ؟ اقتربت من امي لأراها منصدمة لرؤيتي.
روز : كيرا اعتقد انك لازلت في الحفل
كيرا : لقد شعرت بالملل هناك، اتتكلمين في الهاتف ؟
روز : الا تستطعين رؤية شيئ ؟
كيرا : أمي أأنت بخير ؟ نحن بمفردنا
روز : لا تقلقي حبيبتي انا فقط امزح
كيرا : ياللهول امي تمزح، هذا نادر.
روز : لا تكوني سخيفة، هيا اذهبي إلى غرفتكي، لا تنسي أن غدا لديك حصص دراسية.
كيرا : اعلم اعلم تصبحين على خير
ذهبت الى غرفتي، أخذت حماما طويلا وكأنني أزيل جبلا من على كاتفاي، لبست هِنداما مريحا من ثم تذكرت الظرف.
كيرا : اوه لقد نسيت الظرف.
فتحت الظرف كان هناك خاتم بداخله يلمع، قد اعجبني حقا انه من الألماس، يتوسطه جوهرة على شكل دماء.. غامض لكن مثير، لبست الخاتم وأكملت النظر فيما داخل الظرف، هناك رسالة رسمية ومختومة بنفس الصورة التي على الجوهرة.
كيرا : على أي، انا أشعر بالنعاس سوف اخلد الى النوم.
بعد لحظات قليلة بدأت الجوهرة ترسل اشعاعات حمراء، أصبت بالذعر و ذهبت مسرعة إلى غرفة أمي..

ما فوق الطبيعة Where stories live. Discover now