٦- تحبه..... حتى الجنون

3.8K 104 0
                                    

أخذت جنيفر أبن أختها الصغير الى سريره وأخبرته قصة قصيرة , فنام الصبي مرتاحا مسرورا , ثم أخذت الفتاة الى غرفتها , بعد أن طلبت من أريك أن يذهب الى الغرفة التي يشاطره أياها شقيقه, وبعد ذلك, عادت الى غرفة الجلوس وأختارت أحد الكتب... بأنتظار عودة أختها من العمل.
لو قال لها أحد قبل أسبوع واحد أن مثل هذا الصمت سوف يخيم على الأختين المتعلقتين كثيرا ببعضهما , لكانت ضحكت بأستخفاف وأستهزاء ,توقعت أن تنفجر أختها غضبا بعد دعوتها ديرك الى سهرة الميلاد , وأن تفسح لها المجال بالتالي لتحاول أقناعها ,ولكن شيلا أكتشفت سلاحا أمضى وأدهى ... الصمت , كان صمتها قاسيا وشديدا لأختها ... بالخيانة والتآمر , وعليه لم تجد جنيفر الجرأة الكافية لمفاتحتها بالأمر وأطلاعها على ما يجول في رأسها من أفكار وآراء.
تنهدت بأنزعاج ووضعت الكتاب جانبا , لأنها لم تكن قادرة على تركيز أنتباهها عليه , أغمضت عينيها وقررت أن ترتاح قليلا , ولكن الحركة المتواصلة تقريبا في غرفة الشقيقين الصغيرين أعادت تفكيرها الى موضوع شيلا وديرك , أنها تواجه خصمين عنيدين في محاولاتها للجمع بين أختها والفنان ..... شيلا وديرك , لماذا يرفضه أريك , بينما تقبله سيندي بكل محبة وسرور؟
قامت من مقعدها ومشت بخفة نحو الغرفة , لتعرف سبب الحركة , وقفت في الباب , فشاهدت عينين زرقاوين جميلتين تحدقان بها , سألته بصوت خافت , خوفا من أيقاظ أخيه:
" ألا تقدر أن تنام؟ هل من شيء يزعجك , يا أريك؟".
لم يجبها , فقالت له:
"أذا تحدث الأنسان أحيانا عن مشكلته مع شخص آخر , فأنه يكتشف أنها ليست صعبة أو معقدة كما يتصور".
جلس في سريره . , فيما أقتربت منه وجلست قربه ,شعرت بأنه يحلل جملتها بدقة وعناية , ويحاول أتخاذ قرار.
" يسرني جدا أن أستمع اليك , هيا , لا تتردد!".
نظر اليها بجدية بالغة , وسألها بهدوء ورصانة:
" هل يستمع الله عز وجل لصلوات الناس , بما في ذلك الأطفال الصغار مثلي؟".
" طبعا".
لاحظت التأثر الشديد الذي ظهر بوضوح على وجهه وفي عينيه , فسألته:
"وماذا كان موضوع صلاتك, يا أريك؟".
رفع رأسه نحوها ونظر اليها بعينين حزينتين تحملان بعض التحدي , وقال:
" صليت لكي يقرر لوغان وأمي أن يتزوجا ,ولكي يذهب ديرك الى غير رجعة".
تمكنت جنيفر بصعوبة من أخفاء دهشتها وأستغرابها , وقالت له بنعومة:
" ولكن ذلك ليس عادلا بالنسبة الى سيندي , أنها تحب ديرك كثيرا , وأنت تعرف ذلك".
أرتجف ذقنه وهو يحاول جاهدا حبس دموعه , ثم قال:
" أنها مجرد طفلة صغيرة , تحبه لسبب واحد فقط... لأنه أعطانا داين , كان كلبا صغيرا لم يرغبه أحد".
" هذا غير صحيح , فأختك وأخوك يحبانه كثيرا , وأعتقد أنك أنت أيضا تحبه".
" لا أعرف! أنه بشع وجبان ويقع دائما! أريد كلبا كالذي يضعه الخال لوغان في المزرعة , فهو كلب حراسة قدير وله أهمية قصوى , يقول الخال لوغان أنه لا يقدر أبدا على رعاية قطيعه الكبير لو لم يكن لديه راينجر!".
آه من لوغان ! أبتسمت بهدوء ,وقالت:
" كلبكم , يا أريك , هو من النوع القوي والشجاع الى أبعد درجة , هل تعرف أن السلطات المحلية في بعض الدول الأوروبية تستخدم أمثاله منذ سنوات عديدة لأنقاذ المصابين والمفقودين في المناطق الجبلية بالثلوج؟ يجب أن تعتز به كثيرا , وأن تفخر بأن لديكم كلبا مثل داين".
" أعتقد أنني أحب داين بعض الشيء! ولكن.... ولكنني لا أحب ديرك أبدا!".
سألته بشيء من الحدة:
" لماذا؟ لماذا؟".
" لأنه عندما كان هنا في المرة الأخيرة أحزن أمي وأبكاها ,وأنا لا أريدها أن تبكي مرة أخرى!".
أنهى كلامه باكيا , فمدت ذراعيها نحو الطفل المعذب وضمته الى صدرها , كيف يمكنها أن تشرح لصبي في عمره أن أمه سوف تتعذب كثيرا مع لوغان .... وسوف تبكي وتبكي.
هدأ الصبي قليلا , فمسحت له وجنتيه وبدأت تشرح له:
" يبكي الناس لأسباب عديدة ومختلفة , يبكون لأنهم متألمون أو وحيدون أو معذبون , ويبكون أحيانا لأنهم سعداء وفرحون , يجب ألا تقسو على أسعادها , أليس هذا ما تريده لها؟ أن تكون سعيدة؟".
هز رأسه بهدوء , فيما كانت يداه تفركان عينيه , أبتسمت له ,وقالت:
" لماذا لا ننتظر أذن لنعرف ماذا سيحدث ! أتفقنا؟".
وضع رأسه على وسادته ,وقال:
" أتفقنا ,يا خالتي جيني".
" هل تعتقد أن بأمكانك أن تنام الآن؟".
" نعم ,وأشعر أيضا بأرتياح وأطمئنان ".
أبتسمت جنيفر وقالت:
" عظيم , أنني مسرورة جدا , تصبح على خير , نم بهناء وسعادة ".
قبلته على جبينه , فأبتسم لها وقال:
"تصبحين على خير ".

حبيبتي جيني ...Where stories live. Discover now