49

500 42 6
                                    

لست مرتاحًا لأنني حتى عندما لا توجد ساعة معلّقة على الحائط أمامي أقلق وكأنني أنظر كل دقيقة إليها، أبدو وكأنني منشغلٌ على الدوام ،  في الواقع أحس بأنني هكذا ولا أعرف بما. لا أتكلم كثيرًا لأنني خجول ،  وليس لأنني لا أعرف ما يجب قوله. لست قارئًا ؛ أليس للقراء في نظركم قواعد؟  سلفًا أنا لا أتبع أي قاعدة منها ، دون الرجوع إلى قوانين أي كتاب يعجبني  لا أجد أسبابًا لأذكرها ؛ كل الأسباب ؛ أنه يعجبني.  قد اقرأ الكتاب من النصف أو من آخره ،  لا أنظر أبدًا لركن الكتب الأكثر مبيعًا في المكتبة ولكن بلا غضب ،  لا أتبع قائمة القراءة ، ولا اقرأ أبدًا كتاب أوصاني به صديقي. لا أكتب كثيرًا أيضًا ، لم انشر أي كتاب و ليس لي زاوية في مجلة لأكتب كل  أسبوع علاوة على أنه لو منحتني مجلة ما هذه الفرصة سأفشل ، لا أستطيع الدفاع عن كلماتي ، لكنني لا أخجل منها .  بعيدٌ عن كل شيء في ذات اللحظة التي أكون فيها قريب من كل شيء ،  لقد كنت أرى الخطأ خطأً بصورته الكاملة ، ربما لهذا السبب وقعت في الفخ!  فغفرت بشدة لكثرة ما اختلطت لدي الأخطاء الكبيرة والصغيرة ؛  لأن ليس للأشياء معانٍ أخرى بالنسبة إلي فالصدق هو الصدق بصورته الكاملة ،  والكذب هو الكذب بصورته الكاملة ولكن بصورة شخصية جدًا، فأنا مرنٌ  تجاه هذه المعاني إذا كانت من شأن الآخرين .  أيمكنك أن تلوم النار أنها نار وأن الماء ماء ؟ رأسي يقول لي لا  لكن يمكنك أن تأسَ مثلاً إذا غلب أحدهما الآخر. أليس كذلك؟. لذلك أنا أشعر بالأسف على الدوام دون أن ألوم أحد .  كنت أظن أنني عصبي لكنني اكتشفت العكس أنا لا انفجر غضبًا عندما يرغب  شخص ما بجعلي كذلك لكنني عصبي جداً تجاه نفسي،  أنا أسامح الكل بغض النظر عن مقدار السوء في أفعالهم لكنني  لم أسامح نفسي أبدًا حتى على الأخطاء الصغيرة.... لأنني صادق وصارم تجاه نفسي قد أكون فشلت ، لأنني دقيق جداً  أصبحت التفاصيل حادة أكثر مما ينبغي ، فشلت لأنني لا أنتمي للفشل  سقطتُ لأنني رأيتُ الهوّة في الدرب وليس لأنني لم أرها ،  كل شيء أفعله لدي مايبرره حتى لو كان غير مبرر بالنسبة للآخرين. أنا أحضن المشكلة على الفور أفتش عن حل لذلك أبدو وكأنني متشائم! لم أفلت مشاعري أبدًا لأنه لم يحدث أن مسكتها وليس لأسبابٍ أخرى.  لأنني الطالب الأول على الصف لكنه الشخص ذاته الذي لم يعد يعرف أين  تبخر جهده ، الشخص الذي يحل مسألة الرياضيات من الأسفل أصبح الشخص الذي يستخدم الآلة الحاسبة في أتفه المسائل ، الشخص الذي ساعدته ذاكرته  لدرجة أن الآخرين استخدموه كتذكير ، هو اليوم الشخص الذي ينسى كل شيء  وإن كانت غرفتي مليئة بالجداول فلأنني أحب أن أتأكد  من كل شيء ..من كل كلمة ..من كل موعد وليس لأنني غبي. لا أرغب في أن أعمل "أي شيء" ليس لأنه لا يعجبني شيء كما تظنون ولكنني   عندما أقوم بهذا فإنني أضع نفسي تحت ضغط خاص بالإضافة إلى  الضغط الثقيل بصفته الطبيعية. فلذلك أحب أن أختار بالضبط ما أريد أن أعمله. أعرف هذا كله عن نفسي ولم أجد شخصًا يقول أنه يعرف هذا عني ، وهذا يعني أنني خدعت الجميع وعجزت أن اخدع نفسي.  اليوم عرفت أنني سقطت على عتبة ذاتي ولا أحدٌ هنا في هذا المكان الغائر في روحي  لأسأله... لأنني لا أعرف بعد هل وصلت من الجحيم إلى السلام الأبديّ أم العكس!.

شُمُوسْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن