الفصل التاسع عشر

18.6K 466 34
                                    

مرت الايام على خالد ومريم وهم على نفس المنوال. خالد أغلب يومه خارج المنزل في المدرسة والدروس والوقت الذي يقضيه في البيت مقسم بين المذاكرة والنوم. مريم مشغولة بأعمال المنزل من تجهيز الطعام وتنظيف المنزل ورافضة تماما مساعدة أحد سواء عم علي البواب أو زوجته أم مصطفى. والوقت المتبقي في اليوم تقضيه في حفظ وردها من القرآن الكريم والصلاة والنوم.

بعد أسبوع، لاحظ خالد أثناء تناوله وجبة العشاء مع مريم انها مقتضبة ولا تأكل طعامها فسألها.

"مريم، مالك مسهمة كدة ليه؟"

لم تجبه مريم فهي كانت مستغرقة في التفكير. فناداها بصوت أعلى.

"مريم. هاي أنت فين؟"

رفعت مريم رأسها واجابته.

"هه."

"أيه يا بنتي. سرحانة في أيه؟"

"مفيش."

"لا في. مالك؟ أيه اللي مضايقك؟"

"مش مضايقة ولا حاجة. أنا بس قلقانة شوية."

عقد خالد حاجبيه وسألها.

"قلقانة! خير أيه اللي قالقك؟"

"هأقول لك لكن يا ريت ما تضايقش مني."

"خير يا بنتي أتكلمي."

"طنط فريدة."

"مالها؟"

"النهاردة وأنا بأكنس وأمسح قدام الباب سمعت صوتها بتكح جامد قوي. كنت عاوزة اخبط عليها اطمن عليها. أنت عارف انها عايشة لوحدها ومفيش حد يبص عليها. لكن خفت تزعل مني لو رحت لها من غير اذنك."

"طبعا لو كنت رحت لها من غير اذني كنت هأزعل منك."

ظهرت علامات الحزن على وجه مريم وتمتمت بصوت خافت.

"طيب."

تركت مريم طعامها وقامت. استدارت مريم لتتركه ولكنه مسك معصمها.

"اقعدي يا مريم. عاوز اتكلم معك."

جلست مريم على كرسيها بجواره.

"بصي يا مريم. أنت مراتي. وما ينفعش تروحي أي حتة من غير اذني. مش انا اللي بقول كدة. ديننا اللي بيقول كدة."

"ما انا ما روحتش اهه يا خالد. وبعدين الست تعبانة ومالهاش حد غيرنا."

"كل ده على عيني وعلى رأسي. وإن شاء الله هنروح لها أنا وأنت بكرة مع بعض. نزورها ونشوفها لو محتاجة حاجة. لكن أنا بأتكلم عن مبدأ. مدام أنا قولت لك على مكان ما تروحيهوش يبقى مهما حصل ما تروحيهوش. علشان ده أمر ربنا وانا مش عاوزك تغضبي ربنا أبدا. تعرفي أن في مرة صاحبية زوجها كان مسافر ووالدها كان مريض مرض الموت وذهبت لرسول الله صلى الله عليه وسلم علشان تستأذنه تسافر لوالدها والرسول صلى الله عليه وسلم رفض أنه يأذن لها وطلب منها تنتظر زوجها. الخروج بدون أذن الزوج لأي مكان حرام شرعا. وأنا أخاف عليك من حاجة شديدة زي كدة. علشان كدة قولت لك لو روحت لها من غير ما اءذن لك كنت هأزعل. فهمتيني."

لا تترك يدي (كاملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن