دور رئيسي في الحياة

6.5K 132 1
                                    


بعد أن أنتهى صنف الطعام الأول بدأت الليدي تدير الحديث في الوجهة التي تريد... سألت أبنها ببراءة خادعة:
" أعتقد أنك فوجئت بوجود فرنسيس معنا هنا في هذه السهرة".
نظر اليها فزعا ثم حدق بسرعة في فرنسيس التي كانت تجلس قربه ثم نظر الى والدته من جديد وقال:
" نعم لقد فوجئت بوجودها".
كانت فرنسيس تود لو تضحك وتنسى ما حصل , ولكنها كانت غضبى ومرتبكة وهي ترى جميع المدعوين يراقبون الحديث بأهتمام كلي وخاصة غاريت الذي قال مستوضحا:
" هل لك يا مرغريت أن توضحي لنا الأمر؟ لقد سررنا جميعا بوجود فرنسيس معنا ولكن لماذا تعتبرين وجودها مفاجأة لفيلكس؟".
قالت الليدي :
" لأن فرنسيس هب الشابة التي أنقذت حياتي وساعدتني يوم مرضت في السوق وحملتني الى بيتي".
حاول فيلكس أن يتحكم بأعصابه , شد كثيرا على أسنانه وأيقنت فرنسيس أن براعته في حقل التمثيل ساعدته في السيطرة على نفسه وقال:
" أنت مسرورة جدا يا أماه بمفاجأتك". ألتفت الى فرنسيس وأكمل كلامه:
" دعيني أضيف شكري وأمتناني لمساعدتك القيمة في أنقاذ والدتي في ذلك اليوم".
كان صادقا في قوله , سرها تواضعه وأعترافه بفضلها وأحست بأنتصارها عليه في هذه المعركة , نظرت اليه نظرة مؤنبة جريئة ثم أكملت طعامها وهي مبتهجة.
قال برترام :
" أين الصدفة في ذلك ؟ أنا لا أفهم المفاجأة , هل لك أن تشرحي لي؟".
" فرنسيس تعمل ممثلة يا برترام وقد أسند اليها مؤخرا دور البطولة في المسلسل التلفزيوني الجديد....".
أبتسمت فرنسيس وهي ترى كل العيون تنظر اليها وخاصة عيني فيلكس الجالس عن يمينها:
" وفيلكس هو مخرج المسلسل".
أختنقت فرنسيس يطعامها من المفاجأة , نظرت الى زجاجة الماء وقام فيلكس يملأ لها كأسها , وبعد أن أستعادت تنفسها الطبيعي نظرت اليه متسائلة وهي لا تستطيع أن تخفي رغبتها وفزعها , رفع فيلكس حاجبيه متسائلا وهي تسأله متمتمة:
" أنت؟ أنت.... مخرج ... بنروت؟".
" نعم , ألم تعرفي؟".
" وكيف أعرف؟ لم يخبرني أحد".
أكملت فرنسيس تناول طعامها الذي أصبح دون طعم , أنتابها شعور غريب وهي تعود بذاكرتها الى يوم آداء التجربة علّها تجد ما يشير الى هذه الحقيقة التي كانت تجهلها ... ما الذي جعله كمخرج يتقمص البطل أمامها ويظهر كأنه ممثل؟ أنها تكرهه.... لم يخبرها بأي شيء حول هذا الموضوع , لقد أرتبكت كل الأمور في عقلها ... هو مديرها المباشر , هو مخرج المسلسل , المتكبر المتعالي ... هو الذي يثيرها ويثير غضبها و.......
منتديات ليلاس
لاحظت فرنسيس أن فيلكس بدأ يجيب عن الأسئلة التي توجه اليه حول المسلسل الجديد.
قالت الليدي :
" كنت أرغب في مفاجأتك ولكنك أفسدت كل خططي بتأخرك ". نظرت الى فرنسيس وأكملت:
" سامحيني يا صغيرتي , عندما أخبرتني عن قيامك بدور البطولة في هذا المسلسل كنت أعرف أن فيلكس هو المخرج وأردت أن أفاجئكما معا بهذه الحقيقة".
" ولقد نجحت يا أماه".
أبتسم لها أبتسامته العريضة الساخرة.
ودار الحديث حول طاولة الطعام عاديا بعد ذلك .
ألتفت فيلكس الى جارته وتمتم بصوت خفيض:
" سيبدو الأمر غريبا لو تفاديت الحديث معي طوال السهرة , حاولي يا فتاتي أن تتغاضي عما حصل , أنت طيبة القلب.... أعملي قصارى جهدك".
بدأت فرنسيس تقول في نفسها : أنه مديرك ... وستعملين تحت أمرته فترة عشرة أسابيع مقبلة......
" لم يعد لدي أي حديث لائق ومهذب معك".
" أذن حاولي حديثا غير مهذب وأنا واثق بأنك لن تجدي صعوبة.....".
سحبت نفسا عميقا وقالت في نفسها: هي لا تحبه وهو أيضا لا يحبها , الشعور بينهما متبادل , حاولت الهجوم بدل الدفاع وقالت محتدة:
" ما سبب غضبك هذا المساء؟".
" ظننت أنك تستغلين والدتي من أجل مقابلتي".
كان تفسيره صاعقا , لم تنتظر هذا التبرير المخجل.
" أنا لم أربطك بالليدي بأي شكل.... وكيف يمكنني ذلك وأنا أجهل أسم عائلتك كليا..... لو سمعت الأسم لم يكن ليعني بالنسبة الي أي شيء".
" أنت تتعمدين تجريحي وتقللين من شأني مما يجرح كبريائي". قال ساخرا:
" هل أساعدك ببعض الشراب المهضم؟".
" ظننتك ممثلا".
" كنت ممثلا , عملت في المسرح فترة طويلة , بدأت التمثيل ثم ألتزمت الأخراج حين سنحت لي الفرصة , ونجحت على ما يبدو في الأخراج التلفزيوني , كان التلفزيون في بداية عهده ويحتاجون للعديد من المتخصصين , طلب مني البقاء وبقيت , والآن وبعد أن توسع العمل التلفزيوني وتشعب ونضجت صناعته وأينعت توصلت أنا بجهدي الى هذا المركز المرموق , ولحسن حظي أنني دخلت في حينه لأن الأمر أصبح أكثر تعقيدا الآن والمنافسة على أشدها . 

 لقاء واحد يكفي - جاكلين غيلبرت - روايات عبيرالقديمة  Where stories live. Discover now