【الفصل الثالث والعشرون】

6.9K 429 92
                                    

السَلآْم عَلْيُكّمٌ ورحَمُةّ الله وٍبُرٍكآتُهْ 👏

ولا هممتُ بشربِ الماءِ من عطشٍ
إلا رأيتُ خيالًا مِنكَ في الكاسِ

#الحلاج

ــــ ـ ــــ ـ ــــ

الساعة الخامسة عصرًا كان جمال يتحدث إلى مُحمد عبر الهاتف ليسأله عن نتائج التحقيق فكان جوابه أن منصور يرفض الأدلاء بأي أقوال ويُصر على أن لا علاقة له بالأمر .

تنهد جمال بضيق ليجلس على الأريكة بعد أن نال منه التعب، بدأت ملاذ بتمسيد كتفيه بعد أن شعرت بإرهاقه ليبتسم لها بلطف جعلها ترسم ابتسامة في وجهها أيضا.

تأملت فاطمة هذا المشهد بحزن شديد فلكم تمنت أن تشعر بطعم الأبوة وأن يكون لها أب حنون مثل جمال تستند عليه كلما قست عليها الحياة.. لمحت أيضا أمنية التي تتحدث مع مازن وتُحاول أن ترسم البسمة على وجهه حتى لا يحمل بغض تجاه أخيه وإن كانت والدتهم تهتم به أكثر لتشعر فجأة بأنها غريبة عن هذا المكان وأن وجودها يُسبب المشاكل لمن حولها؛ فهي تظل الفتاة التي تخلى عنها الجميع والتي تستمر بجعل حياة الناس كالجحيم فلو لم يتزوج يوسف بها لما تسلل الحُزن إلى هذه العائلة.

هكذا كان تفكير فاطمة السوداوي حتى قطعه هاتف جمال الذي أصدر رنينا عاليا أعادها إلى الواقع المُر.. وثب جمال فجأة من مكانه بعد سماعه لصوت المُتصل ثم رسم ابتسامة واسعة جعلت الجميع في حالة ترقب مُثير أنهاه بقوله:

ـ يوسف ومؤيد في طريق عودتهما إلينا!.

ــــ ـ ــــ ـ ــــ

عودة إلى الماضي...

خرج يوسف من الشركة بعد أن أنهى أعماله ليعلق في زحمة السير الخانقة مما جعله يُغير طريقه نحو طريق آخر أقل ازدحاما لكن يستغرق منه وقتا أطول للوصول إلى منزله، أمسك هاتفه ليتصل على زوجته حتى لا تقلق عليه لكن ورده اتصال من أخيها الأصغر مؤيد...

ـ السلام عليكم لاعبنا الصغير... أراد ممازحته لكن الآخر تحدث إليه بقلق كأنه يخشى من حدوث شيء!.

ـ أين أنت يا يوسف؟ ألم أطلب منك البقاء في المنزل حتى اكشف ألاعيب جدي.

ـ أنا في طريقي إلى المنزل الآن، لماذا أنت خائف هكذا؟!.

ـ هل ترى شيئا غريبا، هل هنالك سيارة  تتبعك؟.

نظر يوسف عبر مرآته ليُلاحظ سيارة سوداء تحاول الوصول إليه، حاول أن يفتح لها الطريق حتى تمر بجانبه لكن السائق اتجه نحوه مما أدى إلى اصطدام السيارتين وخروج سيارته عن الطريق ليقع هاتفه إثر ذلك ويفقد الاتصال مع مؤيد.

ـ هل جُننت يا هذا؟!

صاح يوسف بعد أن خرج من سيارته محاولا تلقين ذلك السائق درسا لكن الأخير أوقف سيارته جانبا ثم خرج منها حاملا عصا في يده! شعر يوسف بخطورة الوضع ليُحاول الدخول إلى سيارته لكن تمكن السائق من الوصول إليه وجره نحو الأرض بقوة.

 كيـاﻥ [قصة شاب مُسلم] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن