【الفصل الثاني والعشرون】

Start from the beginning
                                    

أنقبض قلب فاطمة بقوة كأن مكروها أصاب زوجها لينعقد لسانها وتتوقف الكلمات في حلقها!

ـ هل تسمعينني يا أبنتي..

ـ نعم أنا أسمعك.

ـ لقد قلت لكِ تعالي إلى منزلنا حالا، فأنا لا أُريدكِ أن تبقي وحيدة إلى حين عثوري على يوسف.

ـ سآتي إليكم بعد قليل..

أغلقت فاطمة هاتفها واستلقت على الأرض سامحة لدموعها بالتساقط، كان الخوف ينهش قلبها ومئات الأفكار السوداء تحوم حولها، ماذا لو تعرض لحادث أثناء عودته، أو تم الاعتداء عليه، ماذا لو...

قطع حبل أفكارها اتصال آخر لتحمل هاتفها بسرعة آماله أن يكون هذا زوجها لكن خاب ظنها عندما وجدتها ابنة خالها لمياء التي حادثتها بتوتر:

ـ أنا لا أُريد أن أُقلقك يا فاطمة ولكن..

ـ ما الأمر، هل حصل شيء لمؤيد؟

صمتت لمياء لبُرهة مُحاولة ايجاد طريقة مُلائمة لقول ما تُريد لكن فاطمة لم تُسعفها بصُراخها المُتكرر وكأنها أحست بما يدور في خُلدها.

ـ مؤيد لم يرجع من المدرسة يوم أمس، وعندما تحرينا عن الأمر اكتشفنا بأنه لم
يذهب إليها من الأساس!.

الأن أصبح الوضع مُريبا بالنسبة لها، أن يختفي يوسف ومؤيد في وقت واحد لهو أمر يدعو إلى الشك!.

ــــ ـ ــــ ـ ــــ

وصلت فاطمة إلى عائلة زوجها بعد نصف ساعة لتجد القلق مُخيما على الجميع لكن ما أثار ريبتها هي النظرات الحادة التي توجهها رُقية نحوها وكأنها السبب في اختفاء يوسف! حتى أنها لم تتحدث إليها عند وصولها بل فضّلت الجلوس بعيدة عنها دون أن تكف عن ذرف الدموع لدرجة أن صوتها قد بح من شدة البُكاء. كان جمال يتحرك في أرجاء المكان بينما يُجري الكثير من المكالمات مع اقاربه وبعض أصدقائه الذين يعلمون في الشرطة.

شعرت فاطمة بيد تُربت على كتفها مواسية
لها والتي لم تكن سوى ملاذ أما أُمنية فقد اكتفت بالدعاء أثناء محاولاتها ايقاف بُكاء طفلتها وكأن هذه الطفلة حزينة من أجل
خالها المفقود!.

ـ كيف يُمكن أن يختفي الأثنان في نفس الوقت؟!

تساءل جمال بعد أن جلس بجانب زوجته، حديثه هذا جعل فاطمة تتذكر شيئا مُهما لتلتفت نحو مازن الذي أبعد أنظاره عنها بسرعة كأنه علم بما تُفكر فيه!.

ـ أنت صديق مؤيد يا مازن ومن المؤكد
بأنك تعرف شيئا عن اختفائه..

ـ أنا لا أعلم شيئا عنه.

أجابها بتلعثم واضح دون أن ينظر إليها ليتفاجأ الجميع من صُراخ جمال ويرتعش
مازن خوفا من تلك النبرة الغاضبة:

ـ أتظن الأمر مُزحة؟! تحدث إن كنت تعلم شيئا لا نعلمه وإلا..

مسح مازن حُبيبات العرق من جبينه ثم ابتلع ريقه قائلا بصوت متردد:" لقد تغيرت تصرفات مؤيد في الفترة الأخيرة وأصبح يخرج من المدرسة قبل نهاية الدوام ".

 كيـاﻥ [قصة شاب مُسلم] Where stories live. Discover now