اختارت الحفاظ عليه ، لم تقم ببيعه ولا حتى وضعه للإيجار ، وبسبب تعلُقها بالمقهى حفيدتها تساعدها به.

المقهى لم يكن يوماً مُكتظا بالناس ، هادئ كقصائد الحب ، مثالي لهمسات الغزل .

حتى بعد وفاته لم تتوقف عن الجلوس في طاولتهما المُفضله حين لايوجد زبائن ، تتأمل الطريق في صمت مريح ، لكن بسبب الشاب ذو الشعر الكستنائي لم تستطع مؤخرًا .

وبمؤخرًا تعني منذ عامين . .

تلك الطاوله كانت تعني لها الكثير ، كان زوجها ينتظرها هناك ليحدق بها حين تأتي للمقهى أيام مواعدتهم أو يراقبها من بعيد حين تلتقي بصديقاتها ، هو أخبرها بهذا حين اعترف لها .

لذلك تلك الطاوله الموجودة في الزواية بجانب النافذة أخذت نصيبا من قلبها .
هي قد انصاعت لمشاعرها لتضع بطاقة محجوز عند عيد زواجهم أو وفاته أو حتى احتفالا بعيد مولده .

إلا أنها في عيد مولده تأخرت في وضع البطاقة ، فتفاجأت بوجود الشاب هناك .

وقبل أن تبعده حفيدتها بحجة أن الطاوله محجوزة هي أوقفتها بسبب رؤيتها لِما يفعل .
كان يخط بعض الرموز التي لم تعرف معناها لتخبرها حفيدتها بأنه مؤلف موسيقى .

وسرعته في خط ما يريد أثبتت لها أن الشاب قد وجد ضالته في تلك الطاوله لتصبح مفضلته كما هي لها .
كذلك فاجأها مجددًا ببطاقة دعوة التي ادركت بأنها لحفل يقيمه سنويًا ، ولسبب ما هي لبت دعوته ليصبح زبونها المُفضل .

هي قد أخبرته من قبل عن أهمية هذه الطاولة لها وكما توقعت تماما هو لم ينظر للامر كشيء سخيف أو مراهقة متأخرة .

هو ابتسم بحُب لقصتها كما اعتذر منها عن إزعاجه لها ، كذلك أراد اختيار طاولة أخرى إلا أنها رفضت الأمر تماما لتجيبه
بـ " ربما علي تركها لك "
ليبتسم ابتسامته التي وصلت لعينيه مجيبًا
" سأعتني بها جيدا ".

قهقت على سخافته ، لتفعل المثل الآن بعد أن قاطع شرودها بـ " جدتي إن أردتِ الشرود بي عليكِ الجلوس هنا "

ربت على الكرسي بجانبه لتربت هي على شعره  .
"توقف عن المُزاح وإعمل "

ترك ظهره يستند على الكرسي ليتأمل المقهى ، بسبب تأخر الوقت المقهى كان فارغاً ، رائحة الحطب المُشتعل مع رائحة الكعك الساخن تجعلك مُسترخي رغما عنك .

حدق بالمدفئه مُطولا ، تلك النيران تشتعل من قائمة الحطب لنهايته لتضيف سِيرا حفيدتها المزيد .
الجدة لم تُغير نظام التدفئة وهو كان ممتن لذلك .

Agnes|| أغّنِيسTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang