I

4.4K 199 216
                                    


***

ألحان هادئة أو أخرى صاخبة هي فقط مجرد نوتات موسيقية للمستمع وربما تأخذه من عالم لآخر لطيف او حزين ذلك يعتمد على ما تحويه تلك الألحان ، أما بالنسبة للعازف فهي حياة .

أحاسيس إختلجت بصدره صُعب قولها لتخرج على شكل ألحان .

عالم قام بإبتكاره ليهرب إليه أخذاً معه المستمع ، عالم يجد فيه ما يحب ، يخرجه من ثغرات الواقع لآخر ملئ بالأمل .

كذلك ألحانه بالنسبة له ، يحتاج لوقت ليخرج مشاعره تلك ليصوغها على شكل نوتات تريحه قبل أن تُطرب غيره .

وكعادة كل عقل يجب عليه المرور بفترة برود لكن هذه المرة عقله اختار الوقت الخاطئ تماما .
حفله على بعد اقل من شهر فقط ومقطوعته النهائية لم تكتمل بعد .

وذلك بسبب أنه قد اختار كل المقطوعات من قبل ، هو ليس بمهمل إلا أنه في اللحظة الاخيرة قرر عقله العمل والخروج بنصف مقطوعة وقبل ان يُكملها عاد لركوده .

ألقى رأسه على الطاوله غير آبه بصلابتها التي ربما ستؤذي رأسه ليتذمر مجدداً .

رمى ببصره للمقهى الهادئ ، فارغ نسبيًا وربما ذلك سبب وجوده هنا ليتخلص من خصاله الفوضوية والعابثة ومن تطفل البشر كذلك .

رفع رأسه ليلقيه من جديد ، أغمض عينيه هذه المرة ، يحاول استخراج لحن لكن عبثًا يحاول .

برغم كونه عازف منذ الصغر إلا أنه بعد أقل من شهر يـُكمل ستة عشرة عاماً من العزف للعامه وسته أعوام في صناعة الموسيقى لكن هذا العام يشعر وكأنه مجرد هاوٍ .

شعر بخطوات تدنو منه لترتسم ابتسامه على ثغره ، يعلم بهويتها دون فتح عينيه لتضع كفها بعفوية فوق رأسه .

" مابك أيها الفنان ؟"

فتح عينيه ليعدل من جلسته دون أن يزعج كفها المُلامس لشعره الكستنائي .

" رأسي فارغ ؟!" أجاب بعبوس منافٍ لعمره وكأنه يسألها أن تجيبه بالعكس .

ابتسامته كانت معديه لها لتتشكل بعض التجاعيد على وجهها بسبب ابتسامتها ، كفها كذلك لم يسلم من تجاعيد السن .

أبعدت يديها لتعدل مئزرها الابيض "سأرسل لك شوكلاه دافئة علّها تدفئ قلبك "
اومئ لها لتقهقه على حركاته .
هو زبونها المُفضل وربما الوحيد كذلك .

عجوز في السِتين ، عاشت قصه حب مع زوجها المتوفى بين جدران هذا المقهى ، الى أن أصبحا مالكاه في عيد زواجهم الخامس وأصبح بأسمها في عيد زواجهم الذي سبق وفاته ببضعه أيام .

Agnes|| أغّنِيسWhere stories live. Discover now