***ألحان هادئة أو أخرى صاخبة هي فقط مجرد نوتات موسيقية للمستمع وربما تأخذه من عالم لآخر لطيف او حزين ذلك يعتمد على ما تحويه تلك الألحان ، أما بالنسبة للعازف فهي حياة .
أحاسيس إختلجت بصدره صُعب قولها لتخرج على شكل ألحان .
عالم قام بإبتكاره ليهرب إليه أخذاً معه المستمع ، عالم يجد فيه ما يحب ، يخرجه من ثغرات الواقع لآخر ملئ بالأمل .
كذلك ألحانه بالنسبة له ، يحتاج لوقت ليخرج مشاعره تلك ليصوغها على شكل نوتات تريحه قبل أن تُطرب غيره .
وكعادة كل عقل يجب عليه المرور بفترة برود لكن هذه المرة عقله اختار الوقت الخاطئ تماما .
حفله على بعد اقل من شهر فقط ومقطوعته النهائية لم تكتمل بعد .وذلك بسبب أنه قد اختار كل المقطوعات من قبل ، هو ليس بمهمل إلا أنه في اللحظة الاخيرة قرر عقله العمل والخروج بنصف مقطوعة وقبل ان يُكملها عاد لركوده .
ألقى رأسه على الطاوله غير آبه بصلابتها التي ربما ستؤذي رأسه ليتذمر مجدداً .
رمى ببصره للمقهى الهادئ ، فارغ نسبيًا وربما ذلك سبب وجوده هنا ليتخلص من خصاله الفوضوية والعابثة ومن تطفل البشر كذلك .
رفع رأسه ليلقيه من جديد ، أغمض عينيه هذه المرة ، يحاول استخراج لحن لكن عبثًا يحاول .
برغم كونه عازف منذ الصغر إلا أنه بعد أقل من شهر يـُكمل ستة عشرة عاماً من العزف للعامه وسته أعوام في صناعة الموسيقى لكن هذا العام يشعر وكأنه مجرد هاوٍ .
شعر بخطوات تدنو منه لترتسم ابتسامه على ثغره ، يعلم بهويتها دون فتح عينيه لتضع كفها بعفوية فوق رأسه .
" مابك أيها الفنان ؟"
فتح عينيه ليعدل من جلسته دون أن يزعج كفها المُلامس لشعره الكستنائي .
" رأسي فارغ ؟!" أجاب بعبوس منافٍ لعمره وكأنه يسألها أن تجيبه بالعكس .
ابتسامته كانت معديه لها لتتشكل بعض التجاعيد على وجهها بسبب ابتسامتها ، كفها كذلك لم يسلم من تجاعيد السن .
أبعدت يديها لتعدل مئزرها الابيض "سأرسل لك شوكلاه دافئة علّها تدفئ قلبك "
اومئ لها لتقهقه على حركاته .
هو زبونها المُفضل وربما الوحيد كذلك .عجوز في السِتين ، عاشت قصه حب مع زوجها المتوفى بين جدران هذا المقهى ، الى أن أصبحا مالكاه في عيد زواجهم الخامس وأصبح بأسمها في عيد زواجهم الذي سبق وفاته ببضعه أيام .
YOU ARE READING
Agnes|| أغّنِيس
Short Storyتقول الخرافة 'أن كانون الثاني -يناير- شهر السعادة ' ' وأن نِيسان -أبريل- شهر التفتُح ! ' . لكن مالذي قالته خرافات عينيها ؟ أساطير كفيها بـ ماذا همست ؟..