[الفصل السادس عشر]

Start from the beginning
                                    

ـ سأُعيد ما قُلته لكِ قبل قليل، جهزي نفسكِ إلى حين عودتي من العمل.

هزت فاطمة رأسها وقد وصلت الحُمرة إلى أُذنيها وفور خروجه عاتبت قلبها بقوله:" ألم نتفق على التصرف بشكل طبيعي أمامه ". ثم وضعت جبينها على حافة الطاولة مُكملة بحسرة: " إذا ظل يُعاملني بهذه الطريقة فأنا أثق بأن قلبي سيتوقف عن العمل ".

ــــ ـ ـــــ ـ ـــــ

تأملت وجن الصورة التي تجمعُها مع زوجها السابق كان يُحاوط خصرها بيده بينما هي
تبتسم له بخجل، فلم تقدر على منع دموعها من النزول. لقد حسمت قرارها أخيرًا هي لا تُريد أي ذكرى أُخرى تجمعها به ستقبل الزواج من مُهند وتفتح صفحة جديدة معه ولكن، ألا تُعد هذه أنانية منها؛ أن تعلم مقدار حٌبه لها لكن قلبها لا يزال مُعلقا بمن خانها وتركها من أجل فتاة أُخرى!.. كيف لها أن تستمر في حُب شخص مثله؟! شخص لم يهتم لمشاعرها يومًا.. تزوج بها لأنه يعلم كم هي ساذجة وغبية، ظن أنها لن تشك في خيانته لها ولن تُحاول تتبع تحرُكاته لكنه غفل عن شيء واحد... وهو فطرة الأُنثى؛ فالمرأة مهما بلغ مقدار سذاجتها وضُعفها لن يخفى عليها أمور كهذه، مجرد رؤيتها لملامح وجهك تستطيع أن تعلم كيف كان يومك، مُجرد نُطقك للكلمات يمكنها أن تُدرك مقدار صدقك أو كذبك لكنها تستمر في استغفالِك وتمثل الغباء باحتراف حتى يبلغ صبرها حدوده. ذلك الحد الذي تلمس فيه كبرياء الأنثى فلتستعد إلى التعامل مع جنس آخر، جنس لا يمكن وصفه بالطيف!.

ورغم هذا وجن لم تكون من هذا النوع اطلاقا، كل ما فعلته عندما علمت بأمر خيانته هو طلب الطلاق ثم الانزواء في رُكن بعيد بحثا عن التعاسة الأبدية ولكم رغبت أن يرفض طلبها ويتمسك بها لكنه سلّمها ورقتها بسهولة كأنه ينتظر حلول هذه اللحظة بفارغ الصبر!.

قامت بتمزيق الصورة بعنف ناثرة اجزائها
في أنحاء الغُرفة، نكست رأسها بحزن مانعة شهقاتها من الخروج لكن روحها لم تحتمل كبتها لمشاعرها أكثر من هذا.. ذلك الكبت الذي تحول إلى وخزات مؤلمة انتقلت من ثنايا قلبها إلى معدتها " هل هو ألم الفُراق؟" بالطبع لا، فهذا أشد وأمرّ كأن شخص يطعنها بسكين حادة ثم ينسلها بقوة مُكرر فعله عِدة مرات.. نهضت من مكانها بوهن مُتجهة نحو طاولة الزينة بغية أخذ هاتفها الذي سُرعان ما ضغطت على أزراره مُتصلة على شخص بادرها بتحية مُتحمسة لكنها قاطعته بقولها:

ـ احتاج مُقابلتك لأمر طارئ.

سمعت رد الطرف الآخر لتودعه بعد أن دونت العنوان في دفتر مُلاحظاتها، ثم توجهت إلى سريرها علّ ألمها يخف إن خلدت إلى النوم.

ــــ ـ ـــــ ـ ـــــ

حركت فاطمة اصابع يديها بتوتر ملحوظ مُفكرة في طريقة تبدأ بها حديثها مع زوجها الذي سحق المقود بقبضته المُميتة!.

خلل خُصلات شعره عِدة مرات وفي كل مرة كان يُردد:" أللهم ألزمني الصبر والثبات".. وهذا ما جعلها تُدرك أن دُعائه هذا لا يقوله إلا عندما يكون غاضبا بغية التخفيف من حِدة غضبه. عاد عقلها إلى التفكير في أي كلمة لكنه سبقها بقوله..

 كيـاﻥ [قصة شاب مُسلم] Where stories live. Discover now