الفصل الرابع :
ابعد الهاتف باشمئزاز وهو يبصق على الشاشة عسي ان تصل اليها بشكل وهمي لأهانتها له و لوالدته المسكينة ثم اعد الهاتف على أذنه و قال باصفرار و صوت يتقطر حنق :
-يابنتي لسانك ده عيب انتي بنت محترمة متشتميش حد وبعدين انتي مالك ومال امه هاه شوفتيها قبل كده !
-اتلهي ماشي و متستفزنيش انا مالي و مال أمه !! بقولك الحيوان اتهجم عليا و منعني اروح الحفلة لا وبيهددني كمان يقول للست اللي خلفتني اني مش تمام و الافظع من كل ده ان تيتا موافقة انت متخيل!
طأطأ بسخرية مجيباً بصوته الهادئ المغاير تماما لصوته الجهوري والعالي كلما تقابلا :
-لا لا مالوش حق وتيتا كمان لا حقيقي مش ممكن على غدر الأهل !
-انت بتهزر وانا بتشل هنا، طيب اقسم بالله هقفل في وشك يا بارد!
ضحك وهو يجلس على طرف الرصيف البعيد بأخر الطريق قائلاً :
-احسن على فكرة، عشان انتي مقولتليش على الخروجة دي بس انتي اللي عنيدة وقصتيها عشان عارفة اني هعترض !
زفرت روان بحده وهي ترمي جسدها على فراشها قائلة :
-هو ده اللي انت سمعته من الهري ده كله، انا مقولتش عشان اتلهيت مش اكتر مش خوف على مشاعر البرنس!
اتسعت ابتسامته ليؤكد بغيظ مكتوم :
-اه طبعا،، كل واحد يعلق علي اللي يخصه لو سمحتي،وانا قولتلك اني مش بطيق تخرجي مع الشباب دول وبردو بتخرجي !
ارتسمت ابتسامه مهتزة علي شفتيها تثبت مدي ارتباكها العاطفي، وتعجبت انها بكلمات سخيفة منه هدأت و كأنها لم تكن كالبركان منذ ثوان لتشاكسه بقولها :
-إحنا أصحاب على فكرة!
تمتم بحنق بكلمات مخجلة سمعتها حيداً و زادت من ابتسامتها قبل ان يقول :
-ما انا عارف أنكم صحاب ،، لكن بردو مش بحب كده يا بارده!
علت ضحكتها فهي ليست غبية وعلى يقين ان كلاهما واقع في علاقة غير محددة الاسم و الملامح لكنها بالتأكيد ليست صداقة فقط ،حمحمت ثم قالت ما جعل الدماء تنفجر في وجهه حرجاً :
-لا انا وانت اللي أصحاب على فكرة !
صمت لحظات طويلة فازدادت ضحكاتها بينما جلس هو علي الرصيف يغلي غيظاً من وقاحتها ، فقطعت الصمت بقولها :
-انتحرت ولا ايه؟!
-انتي انسانه باردة اصلاً، خليكي كده عايشة في ماية البطيخ وفي الاخر هتطلعي بتحبيني و مش هتقدري تعيشي من غيري وساعتها هخليكي تلفي ورايا تتحايلي عليا ابصلك !