1..***لك اكتب***

13.5K 237 37
                                    

[[ريم]]........💘💘

***اعلم جيدا انك تتذكر ما اكتبه لك الان...ربما اكثر مني.......خصوصا تلك الايام التي أتيت بها مع عائلتك الصغيرة الى وطني....الى ارض بلدي ....هربا من قسوة المحتل الذي نشب مخالبه الحاقدة بتلك الارض وذلك الوطن الذي ولدت انت فيه........

كنت حينها صغيرة.....حسبما عرفته من والدي.....كان عمري وقتها لا يتجاوز العشرة ايام.....كنت مولوده للتو........

حين وطئت قدميك الطفوليتين ارضنا......هربا من قسوة الحياة التي كنتم تحيونها هناك...وخوف والديك عليك بأن يفقداك كما فقدا اشقائك الثلاثة الذين اندمجت دمائهم مع تراب وطنك .....لتبقى ارواحهم......منارا يهتدي به الثائرون الذين لا يرضون الاحتلال ولا الاستعمار.......

كان عمرك حينها يقارب العشرة اعوام.....بينما عمري عشرة ايام فقط......كنت ماتزال طفلا..أو ربما صبيا...مغترب مع والديه الحزينين......اتيتم إلينا........تحملون جراحات لا دواء لها وحزنا عميقا يضاهي الجبال الشامخة.....

مازال الحزن في عينيك الجميلتين الى الان...رغم تقدم السنوات ورغم الاعوام الطويلة التي كفيلة بأن ينسى الواحد منا همومه القديمة..لكني حقا..أرى الحزن في عينيك كلما نظرت اليهما....

ربما ستتفاجئ كيف لشابة مدلله مثلي لايهما سوى اناقتها...وكيفية مساعدة صديقاتها ان تنتبه للحزن القابع بعينيك الرائعتين...لكني حقا كنت أراه بوضوح......ولا اعلم لما لم  اتاثر به......الا بعد رحيلك........إلا بعد الفراغ الشاسع الذي تركته خلفك......فراغا قاتلا بقلبي وبكل شيئا من حولي...رغم زحام الكون بأسره..

كنت دوما امام عيني.....لكني لم اكن اراك..كما يراك قلبي الان....احقا كنت عمياء لهذه الدرجه..........احقا كنت لااسمع صوت قلبي الهاتف باسمك.......

حين بدأت اكبر تدريجيا كنت انت امام عيني..بكل لحظة...نتشارك معا اجمل اللحظات....تدافع عني حين يحاول اطفال الحي ضربي....توصلني للمدرسة كل يوم.....ثم تذهب لمدرستك القريبة من مدرستي.....

مازلت اتذكر..كفك الدافئة التي كانت تحتضن كفي الصغيرة كنت حينها لم يتجاوز عمري التسعه اعوام......تاخذني لمدرستي.....تودعني بابتسامة جميلة...تلوح لي حين ادخل لمدخل مدرستي...ثم تغادر مسرعا لتحلق بالدقائق القليلة المتبقية قبل بدء الحصة الاولى.....

كل شئ كان يسير بنظام.......بهدوء......بمتعه..........بفرح....وانا أراك كحارسي الشخصي..تدافع عني......تحميني....تحرص ان اعود لبيتي سالمة رغم لايوجد هناك داع لمثل هذا الحرص الشديد......انا بالاخير طفلة كباقي اطفال المدرسة الذين يعودون لبيوتهم بمفردهم..لكنك كنت تنتظرني امام بوابة المدرسة...تأخذني من كفي عائدا بي لمنزلي..تستمع بصمت لثرثرتي المتواصله عما مررت به خلال تلك الساعات...

(((شاطئ🌹عينيك)))......مكتملةOù les histoires vivent. Découvrez maintenant