٦٦

44.9K 1.2K 49
                                    

الحلقة ٦٦...ليالي (الوجه الآخر للعاشق )

امتلأت الاجواء بالمراح الممزوج بضحكاتهم العالية ، التي تكسر أسوار الحزن الذي آسرهم لسنوات ، حزن دافع للبقاء ولكن دائمًا  وأبدًا إرادة الله هي المنتصرة ...

للحظات شعرت وكأن الألم غادر منحنيات حياتها ودربها الذي آنار بضوء الأمل والحياة من جديد ..ولكن الحياة ستبقى دائمًا مزيج من هذا وذاك ....

خرجت من المسبح صعودًا لغرفتها حتى تبدل ملابسها والقت نظرات مشاكسة للصغار الذي أثار مظهرها المبتل ضحكهم ...وخرج أيضًا عمر من المياه ولكن لم يذهب خلفها بل أتى فكرة بعقله وجعلها مصدر خفاء حتى المساء ...

بدلت ملابسها إلى رداء طويل حريري ممزوج بلوني الأسود والأحمر وبطانته السفلية بلون الستان الأحمر الناري مما جعل مظهرها أمام المرآة وهي تنظر لأنعكاس مظهرها ..كحورية خرجت للتو من بلاد السحر والجمال ووضعت لون خفيف على وجهها أبرز جمال وجهها أكثر بشكل ساحر وناعم....ابتسمت بسعادة وهي تنظر لوجهها ، لأول مرة ترى وجهها بهذا الجمال ! ،  أم هل توثق السعادة نسبة جمال الوجه ؟....
فعلى أي حال ..هي الآن هنا ..مع زوجها الذي لطالما تمنته ،بدون عوائق أو عقبات ، وأتت هذه المرحلة في حياتها الزوجية بوحدتها معه كي تحارب معه عن بيتها واستقراره ....لا تحاربه هو ...

هبطت للأسفل ولكنها لم تجده ! ، سألت عنه الصغار ولم يجيبوها أيضًا ، كل ما اخبروها به أنه ذهب ليبدل ملابسه ولم يعد للآن ...

بحثت عنه كثيرًا ولم تجده ، بدأت تشعر بالقلق حتى أنها حاولت الاتصال به ولكن اكتشفت أنه ترك هاتفه بالمكتب !
إلى أين ذهب ؟ ...سألت أحد الخدم واخبروها أنه أخذ سيارته منذ دقائف وذهب!! ......

مرت ساعات الغداء ولم يعد أيضًا ،وبدأت معزوفات القلق تيقظ اضطراب ضربات القلب التي أخذت مسار السرعة وكأنها تتسابق فيما بينها للهلاك ...

بدأ الصغار يتثاءبون وذلك بعد أن حل المساء ...
أخذتهم إلى غرفتهم وبدأت تسرد لهم كعادتها بعض القصص وهي في عالم آخر من الحيرة والقلق حتى ذهب كلا منهم في غفوته الهادئة ،وتسللت هي ببطء إلى الخارج

ذهبت إلى غرفتها وما كادت أن تغلق الباب بعد أن دلفت لداخل الغرفة  حتى جذبتها يد قوية .....
شعرت بالذعر لثوانٍ ولكن تبدل الذعر للوم وهي تنظر له عاتبة على تركها كل هذا الوقت بمفردها ...قالت بضيق :-
_ كنت فين كل ده ؟!

لم يجيب بل استمر يحدق بها بنظرات عاشقة تلتهم عيناها ، ارتبكت وهي تنظر له وحاولت أن تبعده ولكن حملها وخرج من الغرفة ببسمته الماكرة وذهب للأعلى في مكان لأول مرة تراه في هذه الفيلا الكبيرة ...

كان هذا المكان في الروف العلوي للفيلا ولكن مغلق تمامًا مثل قاعة المناسبات ومزين بطريقة رقيقة وساحرة ....

ليالي.. الوجه الاخر للعاشق..الجزء الأول .. للكاتبة رحاب إبراهيم ❤️❤️Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora