50

42.4K 1.1K 43
                                    

الحلقة ٥٠.......ليالي (الوجه الآخر للعاشق )

_انا بحبك يا عمر
ابتسمت نظرة عيناه ولكن اسودت من الذهول عندما تابعت هي بغضب كالبركان الذي للتو فار من مرقده وهتفت به بعيون دامعة حزينة لأجل هذا العشق الذي اصبح مصدر العذاب :-
_ بس مش عايزاك ، مش عايزة ابقى معاك ، بحبك أيوة ، لكن الحب مش كل حاجة .....، أنت سبتني في أكتر وقت كنت محتجالك فيه ومصدقتنيش ، ماكنتش بتديلي فرصة اقولك حاجة ودايما الغضب كان بيبقى عاميك ...فاكر لما ضربت هشام على راسه ، جيت انت ورايا وماحولتش تفهم أيه اللي حصل ، ماصدقتنيش لما قولتلك أنه كان عايز يعتدي عليا ، ماصدقتش أي كلمة قولتها !!
بالسهولة دي عايزني اسامحك !!! ، بعد كل البهدلة والقسوة اللي شوفتها منك الفترة اللي فاتت دي اسامحك !! ، بعد ما كدبت عليا واتجوزتني عشان بس اوصل القصر مع الولد وادخل سجنك برجليا  ومحدش هيلومك ، انا مراتك !! ، عايزني اسامحك بعد ده كله !!

وقف امامه كتمثال الثلج لا يطرف حتى بعينيه الذي تنطق بحروف الألم وشيء من الندم حتى قال ببطء :-
_ ياااه ، انا عملت كل ده !، يعني انتي افتكرتي الوحش بس ما افتكرتيش الحلو ، ما افتكرتيش كنت بعاملك أزاي وصبرت عليكي اد إيه ، ما افتكرتيش أني ما قسيتش عليكي رغم معاملتك معايا ، افتكرتي بس غلطاتي

اقتربت منه ونظرت بعيناه بقوة وقالت وقد تأجج بها التمرد :-
_ اللي انت عملته في الأول أي واحد بيحب واحدة كان هيعمله ، لكن اللي انت عملته بعد كدا مايقولش انك حبتني في يوم من الأيام ، انت عارف انت عملت ايه فيا ...هقولك
انت خليت جوايا اتنين ...طفلة كانت بتحبك بس ما لحقتش تكبر بالحب ده ...وطفلة تانية كبرت على كرهك وقسوتك لحد مابقت اللي واقفة قدامك دي ....الفراق المرادي أكبر مني ومنك
مش هتقدر تديني ساعة زيادة اعيشها ولو بملايين العالم كله

بلعت غصة مريرة بحلقها واستدارت وهي تمسح وجهها من البكاء لتذهب من أمامه بعد أن افضت بكل شيء بداخلها
ولكن جذبها من يدها اليه بقوة وضمها مرة أخرى وقال بحنان أغرق نبرته :-
_ مش هتبعدي عني ، ماتقوليش كدا ، ليالي ...انا ماقدرش اعيش من غيرك ...
ازاحت يده من اعلى كتفيها بقسوة وقالت :-
_ لازم تتعود ، انا وقتي معاك في النهاية

ركضت إلى المنزل وهي تكتم دموعها وتركته متسمر بصدمة من حديثها ، كان يعتقد أنها ستحن بشكل ابسط من ذلك وتتفهم ما حدث ولكن يبدو أن الأمر اصعب مما تخيل .....

************************************

ركضت إلى الصغير لتطمئن عليه ثم هبطت الى الأسفل ووجدته بالغرفة الأرضية بجانب الدرج الخشبي ....رأته يجلس شاردا على أحد المقاعد ...استدارت لتعود أدراجها إلى الطابق العلوي ولكن اوقفها صوته بسؤال :-
_ انتي عارفة أنا جبتك هنا ليه ؟
وقفت صامته بقلب دقاته تعلو عن صوت دقات صوت عقارب ساعة الحائط ...تابع وهو ينهض ووهقف خلفها بنبرة عميقة :-
_ عشان عايز ابعد عن الجميع إلا انتي ، عايز أخد فرصة تانية معاكي ونشوف حياتنا وابننا ...آدم
التفتت له وقالت بحدة  والم :-
_ لو كنت مصدقني فعلا ماكنش هيبقى ده موقفك ، انا عارفاك كويس يا عمر ، أنت لسه لحد دلوقتي شاكك فيا بس انا هثبتلك في خلال يومين ....ثم
ركضت صعودا الى الطابق العلوي ثم دلفت الى الغرفة واغلقت الباب خلفها بإحكام ......، نظرت حولها تبحث عن شيء حتى وجدته

ليالي.. الوجه الاخر للعاشق..الجزء الأول .. للكاتبة رحاب إبراهيم ❤️❤️Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz