Foreword

15.2K 875 98
                                    




بيكهيون لم يستطيع رؤية اي شيء عندما استيقظ. لا شيء من حواسه كان يعمل. بصره، سمعه، لمسه، شمه، وحتى تذوقه. عقله لا يمكنه فهم اي شيء. احساسه بكل شيء حوله، والذي كان يعمل دائماً، لم يعد موجوداً. لقد كان وكأنه في صدفة كبيرة. فارغة.

هذا يجب ان يكون حلماً، انا احلم بالطبع.

بيكهيون اخبر نفسه ان يهدئ لدقائق، او ربما لساعات، هو لا يعلم. شعور من الراحة اجتاحه عندما احدى حواسه، السمع، عادت اليه. سمع صوتاً قوي، بووم...بووم...بووم...كان مرتعباً للحظات حتى ادرك انه كان صوت قلبه. على الاقل هو يعلم انه لا يزال حياً.

لم يمضي وقتٌ طويل حتى عادت حواسه واحدة تلو الاخرى. شمه، الان هو يتنفس بطبيعة ولم يشم شيئاً غريباً سوى الرطوبة. والرطوبة لم تكن شيئاً جيداً ابداً.

الحاسة التالية كان تذوقه. وبطريقةٍ ما، طعم الدم بفمه لم يفاجئه ابداً. هو بدأ يخمن مالذي حدث له، ولديه شعورٌ سيء بأن ما خمنه قد يكون صحيحاً.

حاسة اللمس عادت بعدها. لقد كان مستلقياً على معدته، على شيءٍ بارد جداً. حاول تحريك جسده، لكنه لا يملك اي فرصة، هو حتى لا يستطيع تحريك اصبعه ولو قليلاً. وهذا كان خبراً سيئاً. جنيةٌ نفسه، لا بل جميع المخلوقات الخالدة، يعتمدون على حركتهم. الحركة السريعة كانت قوتهم. اذا لم يستطع بيكهيون التحرك، فهو كـ حال الميت.

بصره عاد اليه بعد ساعات عندما كان اخيراً قادراً على تحريك جفنيه ليفتح عينيه. ومع هذا، هو لايزال لا يرى شيئاً. لذلك اما هو قد فقد بصره، او كان داخل غرفة لا يوجد بها ذرة ضوء.

والان هو بحالٍ اسوء حتى. قوته كانت بلا فائدة تماماً بدون الضوء.

قدرته الخالدة على الاحساس كانت اخر من عاد اليه. حاول ايصال احساسه خارج المحيط الذي يوجد به. استطاع الاحساس انه محبوس بزنزانة تحت السجن. اذا اراد الهرب، سيكون عليه تسلق الجدار الذي يبلغ طوله خمسة امتار. يمكنه الاحساس بأن السجن كان مليئاً بالخالدين امثاله، مصاصي الدماء، المستذئبين، الشياطين، المشعوذين، وحتى السحرة. لقد كان الجنية الوحيدة هنا. ومن الواضح الغيلان كانوا من يحرس السجن لأنهم كانوا الاكثر عدداً هنا.

بيكهيون ارتجف، الان هو يتذكر. 

المئات من الغيلان هاجموا مستعمرتهم، ليجرحوا المئات من عائلته. بيكهيون حاول بيأس حماية مستعمرتهم. لكنه كان الجندي الوحيد الذي كان موجوداً تلك الليلة. كان وحيداً عندما قام بحماية مستعمرتهم. اصدقائه لم يكونوا موجودين لسببٍ ما، وهذا ترك بيكهيون يواجه الغيلان مع سهامه وقوة الضوء عديمة الفائدة. لا يمكنه حتى استعمال السهم الابيض لأنه قد يدمر موطنهم.

بيكهيون يتذكر عندما قامت الغيلان بطعنه عدة مرات حتى لم يستطع الوقوف على قدميه بعد الان. لكن لا احد منهم حاول اكل لحمه، لم يحاولوا حتى عضّه، والذي كان غريباً لأن الغيلان تقوم بأكل لحم اعدائها وعضّهم اذا ارادت الانتصار.

بيكهيون يتذكر انه عاد للوعي للحظات وفقده عندما وصلوا الى هنا عندما قامت الغيلان بتعذيبه مجدداً. ضربوه، قطعوه، سلخوه، طعنوه، لكنهم لم يستخدموا قدرتهم القوية، لم يعضّوه. لقد كانوا يملكون اكثر ادوات التعذيب اخافة بهذا الكون لأن لعابهم يحمل سمًّا دمويًا يجعل ضحايا عضاتهم يشعورن بالعذاب وسط واقعهم.

والان بيكهيون يعرف لما فقد جميع حواسه عندما استيقظ. لقد كان ميتاً بسبب تعذيبهم.

بأوقاتٍ كهذه، بيكهيون سيكون شاكراً لأن المخلوقات الخالدة لا يمكن ان تقتل حتى يقطع رأسها بالكامل. واذا ماتوا لـ سببٍ اخر سوف يبعثون مهما تضرروا. لهذا يمكن تعذيب الخالدين الى ما لا نهاية وسوف يموتون مراراً وتكراراً. وهذا ما قد سيحدث لـ بيكهيون بالمستقبل القريب اذا لم يهرب من هذا السجن سريعاً. من يعلم متى سوف يقومون الغيلان بعضّه. ارتجف بيكهيون على الفكرة بينما حاول بيأس تحريك اصابعه مجدداً.

لقد تحرك !!

لكن بعدها، هو سمع صوت الحديد. الثقب بالسقف قد فُتح وهو شعر بوجود الغيلان. كانوا اربعة. بيكهيون استطاع رؤية بريقاً من الضوء بالخارج لكن، قبل ان يرمش حتى، الثقب كان مغلقاً، يطوقه بالظلام مرةً اخرى. الاختلاف الوحيد انه يملك بعض الصحبة الان. 

" مستعدٌ لـ اللعب مجددًا، بيكهيون ؟ " واحدٍ منهم قال.

فم بيكهيون كان يحكه حتى يقول رداً ساخراً لهم لكنه لم يجد صوته حتى. حسناً، على الاقل، عندما يعذبونه هذه المرة، بيكهيون لن يوقظ كامل السجن بصرخات ألمه.

------------

ونشوت طويل
بينزل الجمعة الجاي 💗

Half a HeartWhere stories live. Discover now