واقعة الطف ( 10 )

Start from the beginning
                                    

بعد هذا أنهارت قوى سيد الشهداء بسبب ذلك السهم المثلث المسموم ما أستطاع البقاء على فرسه مال ليسقط من على ظهر الجواد ألى الجهة اليمنى فمال الجواد معه لكي لا يسقط فمال الحسين ( عليه السلام ) ليسقط ألى الجهة اليسرى فمال الجواد معه لكي لا يسقط
فألتفت الأمام الحسين ( عليه السلام ) قائلا :
يا جواد لا طاقة لي على الجلوس على ظهرك دعني أسقط على وجه الارض
فكأن الجواد قد فهم كلام الأمام الحسين ( عليه السلام ) حينها مد الفرس يديه ورجليه حتى ألصق بطنه على الأرض ثم أنزل الحسين برفق ولين وجعل يحوم حول الأمام الحسين

# أسم الله عليك أبو عبد الله ريت البيك بينه أي والله ريت البيك بينه سيدي

فجلس على الأرض ينوء برقبته فإنتهى إليه في هذا الحال مالك بن النسر ( لعنه الله ) فشتمه ثم ضربه بالسيف على رأسه وكان عليه برنس فمتلأ البرنس دماً فقال الحسين ( عليه السلام ) : لا أكلت بيمينك ولا شربت وحشرك الله مع الظالمين

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

فجلس على الأرض ينوء برقبته فإنتهى إليه في هذا الحال مالك بن النسر ( لعنه الله ) فشتمه ثم ضربه بالسيف على رأسه وكان عليه برنس فمتلأ البرنس دماً
فقال الحسين ( عليه السلام ) :
لا أكلت بيمينك ولا شربت وحشرك الله مع الظالمين

ثم ألقى البرنس وأعتم على القلنسوة
قال هاني بن ثبت الحضرمي :
أني لواقف عاشر عشرة لما صرع الحسين إذ نظرت ألى غلام من آل الحسين عليه إزار وقميص وفي أذنيه درتان وبيده عمود من تلك الخيم وهو مذعور يتلفت يميناً وشمالاً فأقبل رجل يركض حتى إذا دنا منه مال عن فرسه وعلاه بالسيف فقطعه وذلك الغلام هو
( محمد بي أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب ) وكانت أمه تنظر إليه وهي مدهوشة
ثم إنهم لبثوا هنيئة وعادوا ألى الحسين وأحاطوا به وهو جالس على الأرض لا يستطيع النهوض فنظر
( عبد الله بن الحسن السبط ) وله إحدى عشر سنة ألى عمه وقد أحدق به القوم فأقبل يشتد نحو عمه وأرادت زينب حبسه فأفلت منها وجاء ألى عمه وأهوى بحر بن كعب
( لعنه الله ) بالسيف ليضرب الحسين فصاح الغلام :
يا إبن الخبيثة أتضرب عمي الحسين ؟
فغضب اللعين من كلامه فضرب الغلام بسيفه فأتقى الضربه بيده فأطنها ألى الجلد فإذا هي معلقة فصاح الغلام :
يا عمّاه لقد قطعوا يدي
ونظر الى أمه في باب الخيمة فنادى :
يا أمّاه لقد قطعوا يميني
فضمّه الحسين اليه فقال :
يا إبن أخي أصبر على مانزل بك وأحتسب في ذلك الخير فإن الله تعالى يلحقك بآبائك الصالحين
ورفع يده قائلاً :
اللهم إن متعتهم ألى حين ففرّقهم تفريقا وأجعلهم طرائق قددا ولا ترضِ الولاة عنهم أبدا فإنهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا يقاتلوننا
ورمى الغلام حرملة بن كاهل الأسدي ( لعنه الله ) بسهم فذبحه وهو في حجر عمه
وبقي الحسين مطروحاً على الأرض ملياً ولو شاؤوا أن يقتلوه لفعلوا إلا أن كل قبيلة تتكل على غيرها وتكره الإقدام
وإذا الحسين يتقلب على وجه الرمال يمد يميناً ويقبض شمالاً
يناجي ربه :

رحلة العشق Where stories live. Discover now