واقعة الطف ( 3 )

85 5 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد وعلى أله وصحبه الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد
أسأل الله الذي أكرم ياموالي مقامكم وشرف منزلتكم وشأنكم أن يكرمني بولايتكم والأئتمام بكم وبلبرائة من أعدائكم وأسال الله البر الرحيم أن يرزقني مودتكم وأن يوفقني للطلب بثأركم مع الأمام المنتظر الهادي من آل محمد
.............

...... وعندها حمل الشمر في جماعة من أصحابه على ميسرة الحسين فثبتوا لهم حتى كشفوهم وفيها قاتل
عبد الله أبن عُمير الكلبي
فقتل رجالاً وشّد عليهم هاني بن ثبيت الحضرمي فقطع يده اليمنى وقطع بكر بن حي ساقه فأُخذ أسيراً وقُتل صبراً فمشت أليه زوجته أم وهب وجلست عند رأسه تمسح الدم عنه وتقول :

هنيئاً لك الجنة أسأل الله الذي رزقك الجنة أن يصحبني معك

فقال الشمر لغلامه :
أضرب رأسها بالعمود فشدخه وماتت مكانها
وهي أول إمرأة قُتلت يوم عاشوراء من أصحاب
( الحسين بن علي )
_____________

* نبذة تعريفية عن شهيدة كربلاء ( أم وهب )

أمَّ وَهَبْ : هي بنت نمر بن قاسط و زوجة عبد اللّه بن عمير الكلبي
و قصتها هي أن زوجها عندما رأى الناس يستعدون
ويتجهَّزون بالنخيلة للذهاب إلى قتال سبط رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )  الحسين بن علي 
( عليه السَّلام ) عَزَمَ على الذهاب لنصرته و مقاتلة هؤلاء الناس 
قائلاً : و اللّه لقد كنت على جهاد أهل الشرك حريصاً و إني لأرجو ألاّ يكون جهاد هؤلاء الذين يغزون أبن بنت نبيهم أيسر ثواباً عند اللّه من ثوابه أيّاي في جهاد المشركين

و عندما أخبر زوجته أم وهب و أعلمها بما يريد أن يفعله
قالت هذه المرأة الرشيدة و المؤمنة :
أصبت ، أصاب اللّه أرشد أمورك أفعل و أخرجني معك
فخرج بها ليلاً حتى أتى الحسين
( عليه السَّلام ) بكربلاء فأقام معه حتى صار يوم عاشوراء فلما برز يسار و سالم من جيش عمر بن سعد
قام ( عبد اللّه بن عمير الكلبي ) فقال مخاطباً الحسين
( عليه السَّلام ) :
أبا عبد اللّه رحمك اللّه ائذن لي في الخروج اليهما
فقال الحسين : إني لاحسبه للاقران قتّالاً اخرج إن شئت

فخرج اليهما مرتجزاً و تقاتل معهما فقتلهما جميعاً بعد تراشق بالالفاظ
عندها أخذت أم وهب عموداً و أقبلت نحو زوجها و هي تقول له :
فداك أبي و أمي قاتل دون الطيبين ذرية محمد فأقبل أليها يَرُدَّها نحو النساء فأخذت تجاذب ثوبه و هي تقول :
إني لن أدَعَك دون أن اموت معك
فناداها الحسين ( عليه السَّلام ) و قال :
جزيتم من أهل بيت خيراً أرجعي رحمك اللّه إلى النساء فاجلسي معهن  فإنه ليس على النساء قتال

رحلة العشق Where stories live. Discover now