15- جندي مجهول

ابدأ من البداية
                                    

اقترب سوير و سارة للشجرة ليتفحصاها،
التفتت سارة لتشاهد آريون يتحدث مع أحد المعلمين.

أشارت سارة نحوه لتلفت سوير و تقول:
" أنظر، إلى ذلك المعلم الذي يتحدثون معه،
يبدو كالقراصنة!"

ضحكت سارة بخفوت ليلتفت سوير و يحدق نحو الرجل الطويل الذي ينصت لآريون باهتمام،
مرتديا طقما بني اللون مع قميص مقلم، شعر أسود حالك و حذاء بنفس اللون و قبعة سوداء،
انتبه سوير لعصابة العين السوداء التي يضعها على عينه اليسرى،
له لحية وافرة و شارب خفيف.

تنهد سوير بأسى ليضرب سارة على رأسها و يخاطبها:
" لا يجب عليك أن تحكمي على الناس من شكلهم يا سارة، و لا أن تسخري منهم، هو بالتأكيد لا يريد أن يفقد عينه "

ركضت لينيريا خلف فراشة ملونة لتراقبها و هي تبتعد، ثم ذهبت لتمسك فتاة لتتحدث معها،
بينما أصغت سارة سمعها لما يقوله الرجل.

أضاف آريون بينما ربت على كتف ديو:
" هذا الصغير يريد مقابلتك منذ وقت طويل.
في وقت الحرب، أخبرني بأنك قد أنقذته من الموت،
لكنك تأذيت بسببه، هو يريد أن يعتذر"

هز الرجل رأسه بتفهم ليجيب آريون بهدوء:
" أنت مصيب في حديثك،
قبل خمس سنوات كنت جنديا، و قاتلت في الحرب.
لكن أعتذر منك يا سيدي، أنا لا أتذكر أي شيء،
ذهني خال تماما من أي شيء بسبب إصابة تعرضت لها،
لكن، سأكون ممتنا لسماع القصة كاملة من الفتى نفسه"

أومأ آريون ليشير الرجل لديو ليسير بقربه و يجلسا على مقعد خشبي قريب،
أخذ ديو نفسا عميقا ليقبض يديه بتوتر، ابتسم الرجل ليربت على كتف الفتى و يخاطبه:
" لا بأس يا صغيري، ما كان قد كان و أنا بالتأكيد لن أكون غاضبا منك أو ما شابه، كل ذلك الخراب قد انتهى"

أومأ ديو ليتشجع و يقول:
" قبل خمس سنوات، لقد تدمر منزلي في قصف خلال الحرب،
أنا... مستخدم سحر، منذ صغري كنت أجيد إلقاء التعويذات و استخدامها، لكن في ذلك الوقت خرجت قواي عن السيطرة لسبب ما، كنت خائفا جدا لأن الجميع قد ماتوا...
كل من اقترب مني قد مات، لذلك اجتمع الجنود حولي لقتلي، نظرا لكوني تهديدا، عدوا و ساحرا شريرا.

ابتسم الصغير ليضيف:
" لكن.. أنت وقفت أمامهم و أبعدتهم عني، أذكر أنك ضمدت جروحي، و أخبرتني أنني سأكون بخير.
و بأن أبي رجل عظيم، و قد بذل ما بوسعه لحماية الجميع.
في ذلك الوقت أطلق أحدهم النار نحوي، لكنك قمت بحمايتي، و تلقيت الرصاصة القاتلة بدلا عني."

شد ديو قبضته على المقعد ليخفي ارتجاف يديه و أكمل:
" لقد تأذيت بشدة، الرصاصة تشظت لتنتشر أجزاؤها فيك،
كنت تنزف من كل مكان، و كنت خائفا و مرعوبا،
كنت أريد إنقاذك و إلقاء تعويذة الشفاء عليك،
لكن يدك اليسرى تفحمت،
ثم اختفيت "

صمت ديو بخوف و ترقب ليفكر الرجل طويلا قبل سؤاله:
" و من يكون والدك؟"

" دريموند ألابايوس، حارس النجوم"

غابة إيلينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن