15- جندي مجهول

1.1K 126 42
                                    

أولئك الأبطال المجهولون الذين يضحون بكل شيء،
بأرواحهم، دمائهم و سعادتهم و يبذلون نفوسهم سخية في سبيل الدفاع عن الأوطان و الذود عن كل ما هو جميل،
قلة من تعرفهم، تقدرهم و تعطيهم حقهم،
عند نهاية المعارك و الحروب، يعود السكان و الحكام بأمان و سعادة لحيواتهم الطبيعية، بينما الجنود الأشاوس يكونون في السماء، أو مصابين بجروح جسدية و نفسية لا تلتئم بسهولة.

كان ذلك الجندي أحد الذين عانوا الكثير،
و لم ينالوا غير النسيان و الآلام.

كان الصغار الثلاثة يتبعون آريون و ديو بصمت و ترقب،
بعد أن توسلت سارة لآريون لمرافقتهم و رؤية الشخص الذي أنقذ ديو،
في قرية صغيرة في مدينة ناتاريس، المقاطعة الغربية.

التفت آريون للصغار الثلاثة ليضيف:
" إنه يعمل في مدرسة قريبة من هنا، سنذهب له بعد نهاية الدوام أنا و ديو،
أنتم يمكنكم التجول في المكان خلال ذلك الوقت قرب المدرسة، لكن لا تبتعدوا لنعود للغابة بسرعة، حسنا؟"

أومأ الصغار ليذهبوا و يجلسوا تحت إحدى الأشجار بينما سحب آريون ديو ليضيف:
" انظر إلى نفسك، تبدو كالمتسول!
ما هذا المعطف الرديء!"

زم ديو شفتيه ليرمق آريون ببرود ليضيف بينما يسحب منه المعطف الكبير:
" هيا، أعطني هذا المعطف، قميصك الأحمر جيد"

نزع ديو المعطف الكبير ليرميه على وجه آريون،
أبعد آريون المعطف عن وجهه ليدخله في حقيبته و يرمق قميص ديو الأحمر الصارخ بلا أكمام ليضحك طويلا بشماتة،
هز ديو رأسه ليضيف:
" توقف عن الضحك كالمجنون أو اعطني معطفي!"

أخذ آريون أنفاسه ليجيبه:
" أعتذر، قميصك جميل.. يجعلك تبدو كالمشر.. الأطفال، الأطفال"

عدل آريون معطفه ليغطي به رأسه جيدا و يسير مع ديو ليدخلا المدرسة،
كانت مبانيها متواضعة أرضية بلا طابق علوي،
يحدها جدار كبير عليه لافتة كبيرة تحمل اسمها،
مدرسة ناتاريس الإبتدائية.
كان الوقت يلوح للظهيرة و الطلاب الصغار يخرجون عبر البوابة المعدنية بسعادة و بعضهم يركض،
تنهدت سارة و هي ترمقهم لتقول:
" أنا لا أصدق هذا لكنني اشتقت للمدرسة،
تبقى وقت قليل و تفتح مدارسنا نحن أيضا"

أومأ سوير و أضاف:
" أنا كذلك، اشتقت للحصص و الواجبات و المذاكرة و أستاذ جيمس و الآنسة زونا"

نهضت لينيريا لتضيف:
" أليست هذه هي موطن آدم و مونيك؟ "

أومأ سوير و هو يتأمل المدينة الخضراء لتضيف سارة:
" بلى، إنها جميلة حقا، تذكرني بقريتنا"

ركضت لينيريا نحو المدرسة ليلحق بها سوير و سارة بينما يخاطبها سوير:
" لينيريا! أخبرنا السيد آريون بأننا سنمكث هنا و لن نتحرك!"

ركضت لينيريا للفسحة لتشير لشجرة كبيرة و تضيف:
" تلك الشجرة مثل الشجرة قرب نافذة غرفتنا"

غابة إيلينDove le storie prendono vita. Scoprilo ora