واقعة الطف ( 6 )

Start from the beginning
                                    

وخرج من بعده أخوه لأمه وأبيه ( القاسم ) وهو غلام لم يبلغ الحُلم فلمّا نظر إليه الحسين ( عليه السلام ) وكان أشبه بأبيه الحسن ( عليه السلام ) أعتنقه وجعلا يبكيان حتّى غشي عليهما
فلمّا أفاقا طلب القاسم المبارزة فأتى الحسين ( عليه السلام) فقال :
يا عمّاه لا طاقة لي على البقاء وأرى بني عمومتي وأخوتي مجزّرين وأراك وحيداً فريداً
فقال له الحسين ( عليه السلام ) :
يا أبن أخي أنت وديعة أخي كيف لي أن أذن لك بلبراز
فرجع ألى الخيمة مكسور الخاطر رأته أمه ( رملة ) متغير حاله سألته عن حاله قال لها أن عمي الخسين لم يأذن لي بلبراز لأني وديعة أبي عنده قبلت ما بين عينه وأخرجت صندوقاً كان للأمام الحسن المجتبى ( عليه السلام ) وألبسته ملابس أبيه ولامة حربه وعمامته وشدت على مخصره سيف أبيه وأعطته رسالة بخط أبيه لولده القاسم قد أودعها الأمام الحسن ( عليه السلام ) لولده القاسم اذا حان يوم عاشوراء في أرض كربلاء وبعت به ألى الحسين ( عليه السلام )

كان لها حلمًا لم يتحقق
فراحت تُخاطب جمال ابنها الذي لم يرَ في عرسه  الا نبلًا ولم يسمع الا آهات والدته عندما قالت :

ياجمال الله أعلى عيونك لكيته
ياحبيب امك گلب أمك سبيته
بالمبارك يجاسم
يعرّيس الهواشم

أو في رواية أن الأمام الحسن ( عليه السلام ) قد أعطى لولده القاسم ورقة وهي عوذة أذا أصابه هم أو غم وأمره أن يفتحها أذا رأى عمه الحسين وحيداً فريداً ولم يأذن له بلبراز
فتحها الأمام القاسم ( سلام الله عليه ) وقرأ فيها
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما أوصى الحسن أبن علي لولده القاسم
ولدي قاسم أذا رأيت عمك الحسين يجير ولا يجار ويطلب النصرة فلا ينتصر له وحيداً فريداً في أرض يقال لها كربلاء وفي يوم يقال له عاشوراء فلا تقصر عن نصرتهِ وأبذل مهجتك دونه فأن أبى وأمتنع فأره خطابي هذا فأنه لن يردك أبداً

فأتى بلكتاب ألى عمه الحسين ( عليه السلام ) فجعل يقرأ الحسين كتاب أخيه وجعل يبكي فضم القاسم ألى صدره وجعل يبكيان حتى غشي عليهما من البكاء وقال :
لا حول ولا قوة ألا بالله العلي العظيم
أنا لله وإنا إليه راجعون

فقال له الحسين :
بني قاسم أراك تمشي ألى الموت برجليك

قال :
وكيف لا يكون ذلك وأنت بقيت بين الأعداء وحيداً فريداً لا تجد ناصراً ومعيناً روحي لروحك الفداء ونفسي لنفسك الوقاء

قال له :
بني قاسم كيف ترى الموت
قال له :
ياعماه الموت في نصرتك أحلى من العسل

قال له : بني قاسم كيف ترى الموت قال له : ياعماه الموت في نصرتك أحلى من العسل

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
رحلة العشق Where stories live. Discover now