ألم، الألم هو كل ما أشعر به و يكاد يفتك برأسي. حاولتُ فتح عيناي و التحرك من مكاني لكنني لم أقدر على فعل شئ.

عنياي ترفض أن تُفتح و جسدي يرفض كل أمر مني لأجد نفسي مازلتُ مُحاصرة وسط الظلام.

لا يوجد إنش بجسدي لا أشعر بالألم به، وكأن هناك شاحنة نقل ثقيلة قد عبرت من فوقي مرات عديدة لا متناهية لينتهي بي الحال بعظام مطحونة.

حاولتُ الحديث لكن صوتي خرج بصعوبة و بخشونة أيضًا | يـ ـا رفـ ـاق؟ أيـ ـن نحن؟|

صدري يؤلمني كاللعنة مع كل ذرة هواء أتنفسها. حاولت الاسترخاء لتقليل الألم لكن كل هذا بدون فائدة.

| رفاق؟| كررتُ النداء لكن هذه المرة بصوت أعلى قليلًا لكن لا يوجد هناك أي رد.

شعور الفراغ بدأ يملأ قلبي لأشعر بالبرودة تسري بقلبي لتُجمده.

ذكريات يوم وفاة والداي بدأت بالعودة إلى رأسي حين شعرتُ بنفس هذه الشعور، حين اختفى الجميع وكنتُ بمفردي.

لا، لا بد أن هناك خطأ ما. أي شئ عدا هذا!

أجل، من المؤكد أن غابريال لم يفعل ذلك. هو أعطاني مُدة سبعة أيام حتى يبدأ باصطيادي.

هو لن يخلف وعده، أليس كذلك؟

لكن ماذا لو مرت بالفعل السبعة أيام و نجح غابريال في اصطيادي؟ ماذا لو كنتُ عنده الآن؟

أنفاسي اختنقت بصدري لأجد نفسي ألهث بسبب نقص الهواء. ضربات قلبي تسارعت لدرجة كادت تحطم صدري.

الألم يزداد كل ثانية بينما أشعر بالدموع تتجمع في عيناي. لقد خذلت أهل أركاديا ولم أحاول انقاذهم.

الدموع الساخنة نجحت في الهرب من عيناي بينما أجد نفسي مازلتُ مُحاصرة بجسدي.

وجود بعض الأشخاص في نفس المكان بدأ يعيد عقلي بعض الشئ إلى ما حولي لأحاول سماع ما يقولون لأجد الأصوات بعيدة و أذني لا تستوعب شيئًا مما يُقال.

شعرتُ بأحدهم يُمسك ذراعي الأيسر لأشعر بإبرة ما تحقن سائل ما بجسدي.

ارتعشتُ خوفًا، ليس مُجددًا!

أرجوكم!

ليس السُم مُجددًا، أرجوكم!

بدأت أنتحب بداخلي و أحاول الحركة لكن جسدي مازال مشلول بطريقة ما لا أفهمها. الظلام من حولي بدأ يضيق و يزداد ظُلمة فوق ظُلمته لأشعر بالاختناق.

حاولتُ التنفس ببطئ لكن ألم حاد عصف بصدري ليفصلني مُجددًا عن الواقع من حولي.

.
.
.

" يجدر بها أن تستيقظ، لا أعرف ما خطبها، أيها الأمير؟" تذمر صوت رجولي ما باحباط بجواري.

أركاديا المحرمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن