واقعة الطف ( 2 )

Start from the beginning
                                    

فقال الحسين :
نعم يتوب الله عليك
فسّره قول أبي عبد الله وتيّقن الحياه ألابدية والنعيم الدائم ووضح له قول الهاتف لما خرج من الكوفة فحدّث الحسين بحديثهِ قال فيه :
لما خرجت من الكوفة نوديتُ
" أبشر يا حُر بالجنة "

فقلت ويلٌ للحُر يبّشر بالجنة وهو يسير الی حرب أبن رسول الله ( صلّی الله عليه وآله وسلّم )
فقال له الحسين :
لقد أصبت خيراً وأجراً

ثم أستأذن الحسين في أن يكلّم القوم فأذن له فنادی بأعلی صوته :
" يا أهل الكوفه لأمكم الأمل والعبر أدعوتم هذا العبد الصالح وجعلتم أنكم قاتلوا أنفسكم دونه حتی أذا جائكم أخذتم بكرمه وأحطتم به من كل جانبِ فمنعتموه التّوجه الی بلاد الله العريضة حتی يأمن وأهل بيته وأصبح كالأسير في أيديكم لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً وحلأتموه وصبيته ونسائه وصحبه عن ماء الفرات الجاري الذي يشربه اليهود والنصاری والمجوس وتتمرغ فيه خنازير السواد وكلابه وهاهم قد صرعهم العطش بئسما خلفتم محمداً في ذريته لا سقاكم الله يوم الظمأ "

فحملت عليه رّجالة ترميه بالنبل فتقهقر حتی وقف أمام الحسين
أذ أن ( الحسين بن علي ) منع أصحابه وأهل بيته من أن يبدؤا القوم بقتال قط فلذلك تری ألاصحی في كل مقام وعظم وأرشاد وتوجيه يرشقون بالسهام أو يحمل عليهم أحد تراهم يتراجعون ألی ورائهم أمتثالاً لأمر إمامهم وسيدهم
( أبي عبد الله الحسين ) إذ أنه ما يريد أن يبدأ كل أحد بقتالٍ أبدا

وصاح الشمر بأعلی صوته :
أين بنو أختنا أين العباس وأخوته فأعرضوا عنه
فقال الحسين :
أجيبوه ولو كان فاسقاً
قالوا : ماشأنك وماتريد
قال : يا بني أختي أنتم آمنون فلا تقتلوا أنفسكم مع الحسين وإلزموا طاعة أميري (أمير الفاسق) يزيد
فقال العّباس له :
لعنك الله ولعن أمانك أتؤمننا وأبن رسول الله لا أمان له وتأمرنا أن ندخل في طاعة اللعناء وأولاد اللعناء

وعاد أبي الفضل للمخيم وزينب ( سلام الله عليها ) واقفة بباب الخيمة تنظر ألى أخاها وكافلها أبي الفضل وقد تغير لونها من الخوف عندما أستدعى الشمر ( لعنه الله ) أخيها
وصل أليها أبي الفضل العباس وكأني بها تقول كما صورها الشاعر معين السباك ( شاعر النجف الأشرف ) :

يعباس ريضلي أعلى هونك
شعدهم عداك ويندهونك
أنه لوني تغير وحكٌ لونك
لمن شفتهم يحاجونك وأمرة الجيش يواعدونك
وأخاف من أخيك يفرقونك

يكٌلها
يزينب جي تضنين أنه أروحن وأعوف عضيدي الحسين
يزينب أنه أفدي ركبتي دون الحسين
وحك عيناج لو تنكلب صوبين
أنه ردها بشمالي دون اليمين

تكٌله أرد أسولفلك ياأبو فاظل عودك ليش راد أمك
وعن طيبة نسب أبونه من نشد عمك
أنت غايته منها ول هنايبة ضمك
أبونه لمثل هليوم ضمك ياجيدوم
هذي الخيل وهذي الكوم وهذي كربلا وعودك وصيته هذا اليوم

رحلة العشق Where stories live. Discover now