لقد تحدى أبو الأحرار برحلتهِ هذه ( بثورته الكبرى )
الطبيعة البشرية
التي هي أسيرة الغرائز و العواطف
فقد تحرر منها و لم يعد لها أي حكم أو سلطان عليه وقد مكنته قواه الروحية في ذاتية مذهلة أن يشق طريقه الخالد ليحقق المعجزة و يقول كلمة الله بإيمان لا...
فنـــــادت ووحدتاه كيف أجلس في منازلكم وأراها خالية منكم ؟
وبعدما ودعـــت عماتها وأخواتها أرجعها الإمام الحسين (عليه السلام ) الى أم سلمة وودعها عندها وهكذا أفترقا وكل منهم دموعه تترقرق في عينيه
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
ثم سار أبو عبد الله الحسين ( عليه السلام ) قاصدين أرض نينوى ( كربلاء ) أخذاً العيال والأهل عدا العليلة التي أودعها عند أم سلمة ( رضوان الله عليها ) متوجهاً لأرض الطفوف أرض المنايا والمصائب على أهل بيتهِ أراد (عليه السلام) معلناً للأُمة أنه هو ممثل الشرعية لا الحكم الأُموي وأنه هو صاحب الحق بالطريق الأعظم وبالخلافة وبكل شؤون الأُمة وأنه هو الأصل الشرعي وأن يزيد هو الشذوذ والانحراف والتمرد على الشرعية قائلا (عليه السلام):
* إنا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ومهبط الرحمة بنا فتح الله وبنا يختم ويزيد رجل فاسق شارب الخمر قاتل النفس المحترمة معلن بالفسق ومثلي لا يبايع مثله ولكن نصبح وتصبحون وننظر وتنظرون أينا أحق بالخلافة والبيعة *
فختم الإمام الحسين قوله هذا مع علمه أنه سوف يذبح ويقطع رأسه وسوف يبذل الدماء والأرواح وتسبى النساء مع هذا لم يسكت فجمع رجاله وعياله وساروا والمنايا تسير خلفهم سلام الله عليهم والعليلة تنظر ونار الفراق حرقت ولوعت فؤادها
ومن هنا بدأت رحلة العشق
رحلة الحب والعشق الألهي الأزلي في سبيل رب العشق ولطلب الأصلاح في أمة جدهِ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )
فكما قال سلام الله عليه
" والله ما خرجت أشراً ولا بطراً وأنما خرجت لطلب الأصلاح في أمة جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) "
وعندما رحلوا عنها كانت كل يوم تأتي الى دار أبيها الحسين (عليه السلام ) وتجلس خلف الباب علها تسمع شيئاً عن أبيها وأهلها ولما طال الفراق ولم يصل اليها خبر من أهلها قــــيل أنها كتبت كتاباً ضمنته همومها وأحزانها وآلام الفراق وكأني بها تقول :
