الفصل الخامس

310 23 20
                                    

-أقدم لكِ، ديلان جيمس هارڤي، حارسكِ الشخصي.

ِوقف الذي يدعى ديلان مع بداية جدها في بدء الحديث، وإلتفت لها، فتفاجأت من مظهره، فكان شاب في نهاية العشرينات لا أكثر، بشعر طويل تحت أذنه بقليل، وذقن وشارب خفيف جدًا، وعينان عسلية جذابة، بينما كانت ملامحه جامدة، حادة. مد يده في حركة آلية لمصافحتها، فمدت يدها وكانت تشعر ببعض التشوش، وبالطبع قد إمتلء رأسها بالكثير من الأسئلة.

حارسها الشخصي شاب، ربما يكبرها بعدة أعوام فقط، ولكنه أستطاع أن يكون من أفضل الحراس الشخصيين للرئيس، كما أنه قائدًا في الجيش! كيف هذا و هو صغير في السن؟! كيف إستطاع تحقيق كل ذلك؟! ومتى؟!

فاجأها أيضًا انه كان عكس المتوقع تمامًا، فهو وسيم بطريقة ما، رغم حدة ملامحه التي تُنبئ عن مدى الغضب الذي يحمله تجاه العالم، أو مدى الكراهية التي يكنها للبشر. خمنت ديلايلا أنه لم يبتسم منذ قرون، فقد تصلبت ملامحه بهذه الطريقة، كادت أن تضحك وهي تتخليه وهو يبتسم لأول مرة لينكسر وجهه كالزجاج، ويتهشم، ولكنها سرعان ما طردت أفكارها السخيفة بعيدًا، وجلست بجانب عمها.

إكتفى ديلان بإيماءة صغيرة كتحية، فردتها بالمثل، عيناه مسحتها بالكامل في ثوانٍ معدودة، ثم أعاد تركيزه لجدها.

-جنرال هارفي سيرافقكِ لكل مكان تذهبين إليه، لذا أتوقع منكِ أن تخبريه بجدولكِ اليومي حتى يجهز نفسه لذلك، وأيضًا سيمكُث في الغرفة المجاورة لغرفتكِ حتى يستطيع أن يصل لكِ في أسرع وقت أن حدث شيئًا.

شعرت ديلايلا بالخوف أكثر من حديث جدها، فحديثه هذا يعني شيء واحد.

-هل نحن في خطر بداخل المنزل أيضًا؟!

سألت بإترعاش في صوتها، فوجه لها ديلان نظرة ثانية سريعة، يدرس رد فعلها، إبتسم جدها إبتسامة مطمئنة.

-بالطبع لا، أنتِ تعلمين أن القصر وما حوله مؤمن جيدًا، فلا تقلقِ، نحن فقط نتوخى الحذر لا أكثر، أعتبريه إجراء روتيني لابد منه.

قلبت ديلايلا كلمات جدها في رأسها عدة مرات، ثم أومأت في صمت تام.
بعد عدة دقائق أخرى، كان الثلاثة رجال يتحدثون في أشياء لم تنتبه لها ديلايلا نظرًا لإنشغالها في كتابة جدولها اليومي لديلان.
في الصباح تذهب للتمشية، أو للركض وحدها، أو مع إيميلي.
بعد ذلك تعود للقصر، ثم بعد ساعة أو ساعتان، تذهب لحديقة المنزل الخلفية لممارسة 'اليوجا'

بعد ساعة ونصف من ذلك، تزور المقر الرئيسي لشركات العائلة، فهذا أمر هي مجبرة عليه، حيث أنه من الواجب على كل شخص في عائلة والتر أن يتعلم عمل العائلة الذي حافظوا عليه لسنوات، ولكنها رغم ذلك لا تمكث في مكتبها كثيرًا، بل تمكث لساعات قليلًا جدًا، ويكون معها معظم الوقت أودولف حتى يساعدها في تعلم أشياء جديدة عن العمل، وفي الحقيقة هذا يخفف عليها كثيرًا من العذاب المسمى 'عمل العائلة' فهي وأودولف صديقان جيدان، ليسا مقربان جدًا، ولكنهما صديقان على أي حال.

أجيجजहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें