حِلية مَخفية

851 20 1
                                    

بينما كانت تساوم البائع على الرصيف في ثمن كاميرا قديمة ، انتبهت هند إلى أن بثينة لا تقف بجوارها، اِلتفتت باحثة عنها في الجوار و استطاعت بعد أن لوت عنقها يمنة و يسره أن تلمحها هناك بعيدا في آخر الشارع عند المنعطف متوقفة عند بائع فضة تهيم بشيء ما، فكرت ، هل مازالت واقفة هناك مُذ دخلتا السوق؟! هل سرتُ إلى هذه الطاولة أحادث نفسي؟ تساءلت أيضا.
اِعتذرت من البائع و وعدته بالعودة ، و لَّكم بداْ مرتاحاً و هي تغادر و لربما تمنى ألا تعود .
سارت هند نحو بثينة عندما رأتها تستلم شيئا من البائع، حليةٌ دون شك، و تدفعُ له، حينها اِلتفتت بُثينة مغادرةً عندما لمحت هند فاِبتسمت لها و هي تخفي الحلية في جيب سروالها.
هند ، هل حصلتي على الكاميرا؟ قالت بثينة تستبق الكلام قبل أن تبادرها هند بسؤالها عما اشترته و أخفته عنها.
لا ليس بعد ، قالت هند و قد أدركت أن بثينة لا ترغب بسؤالها، فتركت الأمر إلى حين، و عندما عادتا إلى البائع ساومته هند إلى أن هزمته، و رغم إعجاب بثينة بمهارة هند في المساومة تذكرت أنها أفرغت جيبها منذ وهلة عند بائع الفضة بالمعنى الدقيق للإفراغ، فقد رأفت لحال البائع الذي تساومه هند و الذي قد  رمقها عدة مرات مستنجداً أن تسحبها بعيداً عنهُ ربما، لكن ماذا يسعها أن تفعل و هي تعرف هند، لا يسعك معها إلا أن توافق لأنها أبداً لا تعدل عن قرار و قد قررت الحصول على تلك الكاميرا التي تبلغ قرنا من الزمن بالثمن الذي يناسبها.
أوصلتهما سيارة أجرة إلى حي سكني ، هناك حيثُ تُقيمُ هند، لكن بثينة لم تكن كذلك، بل كانت تقيم في السكن الجامعي قادمة من ولاية وسط إلى سيدي بلعباس لتدرس البيولوجيا، لكنها لم تكن مغامرة كفاية ولا شجاعةً جداً لتقضي سنواتٍ واقعةً في حب من طرفٍ واحد اِتجاهَ زميلةٍ متعدةٍ بنفسها لن تمنحها أدنى فرصة، لذا فقد تحولت إلى دراسة الإنجليزية هناك في الطابق الأرضي بكلية الأداب و اللغات و الفنون بالـ campus ، أين تعرفت على هند في السنة الثانية لانتقالها ... .

ميلاد قزم أحمر Where stories live. Discover now