7- جومين و نامين

ابدأ من البداية
                                    

شهقت سارة لتضيف:
" أنت عجوز جدا! و جومين كذلك...
يا إلهي في ذلك الوقت جدتي لم تولد حتى"

ضحك جومين ليقترب و يضيف:
" بلى نحن جميعا عجائز، لكن ما زلنا بصحتنا و نعمل،
نزرع و نصنع،
لكن منذ ذلك الوقت قررنا الإختباء في الغابات مخافة البشر، البعض نزح من المملكة بأسرها و هاجر لأراضي أخرى،
و منذ ذلك الوقت أيضا، بدأ عصر إضطهاد السحرة،
إلى أن صاروا منسيين و مطمورين في وقتنا الحالي"

جلس جومين قربهم على الأرض ليضيف بابتسامة:
" قديما، كان كل شيء مختلفا، كان العدل و السلام يعم الجميع، لكن الآن تمت إزالة كل ذلك، لصنع مملكة خالية من السحر، آمنة كل الأمن للبشر"

نهض جومين ليخمد النار و يساعد نامين على سكب الحساء في أكبر الأواني،
حمل التوأم الأواني للمائدة ليجلسوا و بيدأو بتناول يخنة الخضروات،
التي تحتوي على البطاطس، الذرة، الجزر، الفلفل، اليقطين، و بعض الأعشاب العطرية و البهارات.

تناول الصغار طعامهم بسعادة لتدمع عينا سارة و تضيف:
" لم نتناول طعاما مصنوعا في المنزل منذ وقت طويل! إنه لذيذ جدا! أنا أفتقد أمي و جدتي!"

ربت جومين على يد سارة ليقول مشجعا:
" لقد قطعتم الكثير! كوني قوية لتعودي لهما سالمة"

أومأت سارة لتكمل طعامها و تنظر عبر النافذة،
كان المساء قد حل و أظلمت الدنيا،
التفتت لينيريا كأنها تذكرت شيئا و قالت:
" عم جومين و خالة نامين.. هل رأيتما إيلين ؟
هل تعرفان أين منزلها؟"

وضع جومين ملعقته ليجيب:
" بلى، رأينا إيلين قبل وقت ليس ببعيد، لقد زارتنا هنا لتطمئن علينا، فهي سيدة الغابة"

و أضافت نومين:
" إنها طيبة جدا.
منزلها في أعماق الغابة، حيث يسكن الجن،
يحتاج لقطع مسافة من هنا للوصول إليه،
لكن يوجد طريق مختصر و آمن سندلكم عليه لتصلوا بسرعة "

ابتهج الصغار لتسأل سارة:
"هل هي جميلة؟ و هل لديها أتباع وسيمون؟"

ضحك جومين ليلتفت لنامين و يجيبها:
" إنها أجمل و ألطف و أطيب مخلوق رأته عيناي مذ جئت للدنيا، آه!
فقط رؤيتها تجعلنا نتفائل بأن عالمنا السحري ما يزال بخير،
ستلتقونها قريبا"

هتف الصغار بسعادة لتميل سارة للأمام و تخبر القزمين عن تطلعاتها نحو أتباع إيلين الرجال ووسامتهم، استمع الجميع لها ليضحكوا و يخبرهم نامين بأن ليس كل الجن في هيئة واحدة،
عدل سوير قبعته ليسأل بلهفة:
" ما هي أجناسهم إذا؟ "

تنهد جومين ليجيب:
" توجد ثلاثة عشائر رئيسية للجن،
الأولى هي عشيرة العفاريت، و هؤلاء ليس لهم أشكال محددة، يهيمون في الهواء و ينتشرون بسرعة و لهم مقاومة عالية جدا للنار، مؤذون إذا غضبوا
و لا يظهرون أبدا لأعين البشر،
و أغلبهم يتم تسخيرهم من قبل السحرة الأشرار لمساعدتهم في تنفيذ الأمور التي لا يستطيعون فعلها لأنهم أقوياء جدا، لحسن الحظ أنهم لا يعيشون هنا،
بل في البحار و في الجبال البركانية.

النوع الثاني من الجن نسميهم ال'إلف' ،
لهم هيئات و أجساد جميلة كالبشر، ما يميزهم عن البشر هو كون آذانهم طويلة حادة الأطراف،
و البعض منهم يمتلك أجنحة،
لهم قدرات سحرية هائلة و يمكنهم صنع رذاذ سحري يمكنه تحقيق أية أمنية،
أصلهم من القارة الوسطى،
لكن إيلين قد اختارت البقاء هنا منذ وقت طويل لتعتني بالغابة و ساكنيها، و يمكث معها عدد من الإلف كذلك.

النوع الثالث و الأخير هو جن الزرع، أو الجنيات،
هولاء لهم قامات بشرية ضئيلة جدا جدا، أحجامهم أقرب لأحجام العصافير الصغيرة، و لهم أجنحة،
و قدرات سحرية لكنها ليست كقدرات الإلف و العفاريت، أي أنهم الجنس الأضعف،
كل مجموعة منهم تكون مسؤولة عن الإعتناء بواحد من نباتات الأرض،
فيوجد جنيات أزهار الروز، و جنيات أزهار النرجس، و جنيات أشجار البندق،
لذلك أعدادهم كثيرة، و ينتشرون في كل مكان تقريبا."

تمتم سوير بانبهار:
" هذا... رائع! لم يخبرونا عنهم في المدرسة"

ابتسمت نامين ليضيف:
" بالطبع لن يفعلوا، مملكة نيون معزولة تماما عن السحر بشتى أشكاله، لذا لن تجد شخصا يؤمن بوجود السحر حتى فماذا عن المخلوقات السحرية؟"

"أنت محقة، لم اسمع عن وجود السحر من أي شخص،
سوى جدتي.
لقد أخبرتنا بأن الجنيات و الأقزام حقيقة،
و أخبرتنا قصة عن ساحر القلعة، و عن السيدة النبيلة التي كانت تشفي بطاقة علاجها السحرية"

أومأت لينيريا لتضيف:
" لذلك نحن كنا نعرف أن إيلين موجودة، و لذلك تركنا المنزل"

ابتسمت سارة لتضيف:
" كنا ننتظر الشهب، و نراقبها و هي تسقط و تحمل معها غبار الجنيات لنتمنى أمنية"

ابتسم القزمان بحنان ليقودا الصغار الناعسين لغرفة تحمل خمسة أسرة صغيرة خاوية،
أوى الصغار للأسرة الثلاثة المتجاورة و سرعان ما غرقوا في نوم عميق.

تأكد جومين من تغطيتهم جيدا ليغلق الباب خلفه بهدوء،
ثم عاد برفقة نامين لغرفة المعيشة ليجلسا على المائدة،
اتكأت نامين لتقول:
" الأطفال! إن أطفال البشر رائعون حقا،
طيبون و طاهرو القلوب، أتمنى ألا يتغيروا؛
ليصنعوا في المستقبل عالما أفضل للجميع"

حدق جومين عبر النافذة ليضيف:
" لقد أوصتنا بهم إيلين، و اختبرهم الحكيم فور وصولهم هنا، إنهم صادقون، لذلك يستحقون الخير.
غدا سنرشدهم للطريق الآمن، ليصلوا لوجهتهم بسرعة"

طرق الباب بلطف ثلاث مرات لتنهض نامين و تفتح الباب،
أطل ثلاثة أقزام يافعين ليعانقوا نامين و يدخلوا،
كان أحدهم بدينا، و الآخر أطول قامة من صاحبيه،
أما الأخير كان متناسق القوام،
جميعهم بملابس خضراء مهترئة و شعر بني كالبندق،
ذهبوا ليجلسوا حول المائدة ليبادر البدين:
" أنا جائع جدا! أين الطعام يا أمي؟"

بينما شد الطويل قامته ليقول:
" كان يوما طويلا في العاصمة، ظهري يكاد ينقصم"

ضحك الأوسط ليضيف:
" لا بد أنكما تشتكيان بسبب مطاردة زولدياك لنا،
ذلك الرجل لا يمل أبدا! "

ابتسم جومين ليتكيء على الطاولة و يسأل الأوسط:
" إذا ماذا فعلتم اليوم، داين ؟"

جلس داين باعتدال ليجيب:
" كما نفعل كل يوم،
كانت تلك رحلة ممتعة يا أبتي"

الفصل القادم عن مغامرات الأقزام الثلاثة!☆

من يتمنى أن يزور غابة إيلين Xd?

غابة إيلينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن