البارت 12

6.7K 189 4
                                    

البارت الثانى عشر

 زياد وهو يضحك / يحيى عنده اكثر من شقة واكثر من شاليه وفيلا ولكن هذه الشقة التى اقصدها بالذات اخوته لايعرفون عنها شىء فهو قد اشتراها له خاصة هو وشهندة قبل الحادثة بقليل
 شعرت هنا بوخز فى صدرها ولان يحيى اصبح عاشق لها فقد شعر بما شعرت هى به  ومع ذلك رضخت له
 اخيرا وصل الجميع للشقة وما ان دخلوا واوقد زياد الانوار الا وانقبض قلب كل منهنا ويحيى وكلا منهم شرد بما يجول فى صدره
 فحيى تذكر ليلاته مع من كان يعتقدها انها روحه ولكن اكتشف انها رحلت فهى لم تكن شىء من الاساس ولكنه تاثر بانخداعه فيها
 اما هنا فاخذت تجول بنظرها فى هذا المكان الفاخر وتتخيلهما معا وتتخيل ما كان يفعلانه فدمعت عينها
 زياد هو الاخر شعر بما يجول فى صدورهم فقطع الصمت وقال / هيا لنضع يحيى فى سريره اولا ثم اعرفك على المكان
 لم تنطق هنا وظلت صامته حتى رتبوا كل شىء وتركها زياد ورحل وبدات هى فى اطعام يوسف الذى بدا يبكى من جوعه ولكنه للغريب لم ينطق الا بكلمتين  " بابا يحيى " فابتسمت هنا له وقالت انك لم تستوعب الا اهم كلمتين علمهم لك زياد ولم تكن تعلم ان من علمهم له هو يحيى بنفسه
 نام يوسف وبدات هى تطعم يحيى وهو راقد امامها وسالته بياس / هل من المعقول ان تحبنى كما كنت تحبها . ام انى حلمت بما لا يستوعبه عقل ونزلت دموعها دون ارادتها وقالت بصوت مخنوق اعرف ان الامل ان تعود لحياتك ضعيف ولكن يكفينى مجرد الامل واعلم انك لن تعشقنى فانت تعشق الجمال وهى اجمل منى بكثير وانوثتها تسلب لب اى رجل ولكن قلبى تعلق بك وقلبى ليس بيدى . ثم قامت من مكانها واخذت تجول ببصرها فى الحجرة وتتخيله معها فوجدت البوم صور وما ان فتحته الا وصدمت فكله صور تجمعهم سويا باوضاع مختلفة فكانت الصور تنطق بحرارة عشقهم لبعض ولم تخلو الصور من القبلات الحارة والمناظر العاريه الخادشة للحياء فاغلقت الالبوم بسرعة حتى لا ترتكب ذنوب برؤيتها لتلك المناظر فحتى وان حفظت هى جسده لانها هى من تغسله وتبدل له ملابسه ولكنها مضطرة فهو ميت بالنسبة لها وحالة مرضيه وهى المسئوله عنه اما تلك الصور فلا يجوز رؤيتها
 قامت من مكانها وفتح خزانه الملابس لتتفاجأ بكم الملابس الداخليه وقمصان النوم من النوع باهظ الثمن فاغلقته بسرعة وشعرت بغيرة ونقص فى ذاتها فاين هى من تلك الفاتنة واخذت نبضات قلبها تؤلمها فقد شعرت بضاله حجمها واستحالة حبه لها كما شعرت بضيق المكان عليها على الرغم من اتساعه الكبير حولها ونظرت له وللسرير وشعرت باشمئزازها من المكان فقالت / ستنام بمفردك وسانام انا فى غرفة اخرى 0

بكاء الصمت اهلكنى والم الروح اضنانى وسيل دمعى ارهقنى
ووجع قبلى اشقانى ولا زلت على عنادى واملى اشدو لحن احزانى
لا تتركنى اتجرع كاس البعد والندم على امل جعلته واقع
لا اريد ان اعانى فحضنك هو عنوانى

 كان يحيى يتابعها ببصره ويعرف ماكانت تفكر فيه والغريب انه هو نفسه شعر بنجاسة المكان واستغرب حاله فكيف كان يفعل كل تلك العلاقات المحرمة مع شهندة تحت اسم الحب . فاى حب هذا ما يتلطخ بالمحرمات ولكنه الان شعر بالحب الحقيقى الحب الذى يخاف فيه الحبيب على حبيبه فالان هو قد عشق هنا حقا ولهذا لم يشعر اتجاهها باى رغية محرمه فقد شاهدها على حقيقتها وشاهدها كيف تصلى وتناجى ربها بشفاؤه وسمع صوتها العذب وهى تقرا القران وشاهدها وهى تحافظ على نفسها امام تحرش زوج امها وشاهدها وهى تحافظ على كرامتها وهى امام الدكتور حسام وشاهدها وهى تدافع عن حبها البرىء امام زياد وشاهدها وهى تدارى انوثتها خلف حجابها فقد تعلم منها وهو ميت ما لم يتعلمه وهو حى ولذلك عشقها بطريقة مختلفة جديدة عليه والان هو حزين لحزنها ولبعدها عنه وان كان ايضا سعيد بطهارتها وتمسكها بدينها
 خرجت هنا ومعها يوسف ونامت بغرفة اخرى ولكن الغريب ان كلاهما لم ينام فيحيى شعر ببرودة المكان من غيرها فقد كان ينعم بدفء براءتها وهى تنام على صدره وهو متاكد انها ان علمت انه حى لفزعت وابتعدت فورا . لقد اشتاق لعطر انفاسها وهى على صدره واشتاق لشعورها انه سندها كما كانت تحدث نفسها . اشتاقت يده للمس خصلات شعرها
 اما هنا فهى الاخرى شعرت ببرودة المكان حولها وشعرت ان المكان حولها واسع جدا على عكس ما شعرت به فى غرفة يحيى وحينما هجرها النوم قامت بعد ان دثرت يوسف النائم بجوارها جيدا وذهبت ليحيى وجذبت كرسى بجواره وجلست عليه والغريب انها بمجرد شعورها بانفاسه فى المكان غلبها النعاس وهى جالسة ولكنها لم تعلم ان يحيى هو ايضا شعر بالسعادة لمجرد وجودها جواره ولكنه كان رائف على حالها وهى نائمة على الكرسى
 تكرر الوضع لعدة ايام وهى على نفس وضعها فى النوم ولكنها خافت ان تذهب للمصنع حتى لا يتتبعونها ويعرفون مكانهم واخذت اجازة من المستشفى وتفرغت لان تكون بجواره
 بينما اشقاء يحيى لا يزالون ينتظرون ردها ولا يعلمون انها تركت الفيلا.
...........
 رن جرس الباب وفتحت هنا وكانت على علم بان الطارق هو زياد وما ان فتحت حتى ركض اليه يوسف الصغير وهو يضحك ويقول زيزو
 ضحكت هنا عليه واشارت لزياد بالدخول وما ان خطى بقدمه للداخل الا وشعر بتغيير فى الشقة فقد سادها جو من السكينه واخيرا سمع صوت القران فيها ونظر حوله فلم يجد اياً من زجاجات الخمر التى كانت متراصة على البار بل وجد مكانهم قصارى من الزرع الطبيعى ورائحة البخور تملا المكان والاكثر غرابه انه وجد يحيى جالس على كرسيه ويرتدى عباءة بيضاء ورائحة عطره تملا المكان فاستغرب وسالها
 ابتسمت هنا وقالت / لقد رميت كل زجاجات الخمر ونظفت المنزل من اى محرمات واتسعت ابتسامتها واستطردت قائلة وصليت انا وصغيرى صلاه الجمعة فى المسجد
 جحظت عين زياد وقال / احقا ما سمعته ام انكى تهزين
 اطلقت هنا ضحكة عذبة وقالت / ولما اهذى فهل فعلت شيئا محرما
 زياد / انتى لم تفعلين شيئا محرما ولكن يحيى اول مرة يذهب لمسجد
 هنا / ولن تكون اخر مرة باذن الله فقد وددت ان اخذه للمسجد لعل الله يتقبل دعوات الناس له بالشفاء
 زياد بتعجب لتصرفاتها وباعجاب ايضا قال / اصبحت لا اتوقعك ابدا
 هنا / انا ابسط مما تتخيل ثم صمتت للحظة وقالت . اريد منك خدمة فهل تساعدنى فيها
 زياد / لا تطلبى منى بل اؤمرينى مباشرة
 هنا وهى تشكره / اريدك ان تذهب لامى وتعطيها هذا المبلغ فانا لا اريد الذهاب الى هناك بعد ما حدث من زوجها
 زياد / لا تقلقى ساذهب اليها
 مدت هنا يدها اليه بظرف ولكن زياد رفض وقال ابقى مالك معكى الان فانتى اولى به بعدما تركتى الذهاب للمصنع
 هنا بحدة / ارجوك لادخل هذا بذاك
 زياد ولكنك اصبحتى تنفقين على يحيى ويوسف من مرتبك بالمستشفى  وتنفقين على نفسك ودراستك وتساعدين كذلك امك فاى مرتب يتحمل هذا 
 هنا / لا تقلق بشانى فانا ارتب امورى
 زياد / انتى ترتبين امورك على حساب نفسك فتهتمين بيحيى ويوسف واهلك وتهملين نفسك وصحتك اصبحت فى التدهور
 هنا بضيق / ارجوك لا تجعلنى اندم انى لجات اليك
 لم يجد زياد مفر الا ان ياخذ منها المال
 واشارت على يوسف الذى يقلد يحيى ويقوم بعمل بعض التمارين وقالت / ارايت الصغير اراك دربته على اشياء كثيرة عندما كنت اتركه معك حتى بات ينادى على والده باسمه وكانه يعرفه من زمن كما لو كانت بينهم الفه
 زياد بلجلجة / هه نعم . نعم كنت اتسلى معه ثم استطرد قائلا  من فضلك اريد فنجانا من القهوة
 هنا  تركته ودخلت لتصنع له القهوة بينما هو جلس قباله صديقه وابتسم له وقال / شكلك مختلف بالعباءة البيضاء وكانك رجل صالح منذ نعومة اظافرك
 ابتسم يحيى وقال / لاول مرة اشعر بالسعادة ولم اصدق انى دخلت مسجد ثم اخذ نفس عميق وقال المهم الان لابد ان ابدا فى اجراءات اثبات اهليتى لاعود لحياتى لاحمى تلك المسكينه فهشام لن يكف عن ملاحقتها واذيتها ان لم تتعاون معه
 كاد زياد ان يرد ولكن يحيى اكمل كلامه وقال / اعمل حسابك ستبات معنا اليوم
 زياد بعدم فهم / ولما ؟
 يحيى / انها اصبحت تتركنى انام وحدى ورفضت ان تنام على سرير ملطخ بالذنوب وانا اصبحت عاشق للنوم بجوارها فمجرد احساسى بانفاسها بجوارى اشعر بالدفء فانام ولا ابالى ولكن من يوم ان فارقتنى فارقنى معها النوم
 زياد بتعجب  / اياك ان تكون ....
 قاطعه يحيى قائلا / ايها الابله لم المسها قط  فكيف المسها وانا ميت امامها ولكنى تعودت على وجودها جوارى فقد ادمنتها وعشقتها عشق لم اذقه من قبل ولهذا اصبحت اغار واخاف عليها حتى من نفسى وفى ذات الوقت عندى رغبة فيها فهى السهل الممتنع على ولكن وجودك معنا سيجعلك تنام انت مكانى وانتقل انا الى جوارها
 زياد بخبث / صف لى كيف تنام وانت جوارها
 يحيى جز على اسنانه / وقال اياك ان تتخيل فيما لا يخصك وكاد ان يكمل توبيخه الا انه سمع اقدامها فاستكان كما كان
 زياد متصنعا الفزع واخذ يدور حول نفسه وكانه يبحث عن شىء
 هنا / هل فقدت شىء
 زياد / نعم فقدت مفاتيحى
 هنا / اى مفاتيح
 زياد / مفاتيح سيارتى وبيتى
 هنا اخذت تبحث معه عنها ولكن عندما شاهدها يحيى وهى تميل اثناء بحثها فغار عليها من عيون زياد ان ترى اقدامها فظل محدقا فى زياد حتى لا تحيد عينه عليها مما جعل زياد نفسه يتوتر وخشى من غضب الاسد مما جعله ينهى حالة البحث تلك خوفا من حدوث عاصفة من صديقه  فهو اكثر شخص يعرف ان غضب لا يتوقع ما قد يفعله فقال / عفوا يا هنا لقد ارهقتك معى ولكن معذرة سابيت معكم الليلة وفى الصباح ساتصرف
 هنا لم تعترض وعادت للمطبخ مرة اخرى لكى تصنع للجميع عشاء
 مرت فترة قصيرة ولكنها كانت كالدهر على يحيى فلاول مرة يجلس صامتا مجبرا ويجدها هى تتسامر مع زياد فى مواقف شتى ويضحكون
 يحيى فى نفسة / ياااه لاول مرة اراكى تضحكين هكذا وكنت اود ان تكون لى فاخذت الغيرة منه محلها

انت جيت ازاى لروحى
فوق تصور قلبى فوق طموحى
كل حاجة اتغيرت من يوم ما شوفتك
عينى اصبح فيها لمعة
نفسى امنع عيون الناس ماتوصلك
بقيت اغير من الارض لما ينزل عليها ضلك

 وقد لاحظها زياد فى نظرات عينيه الثابته عليه ولكنها كانت تظهر ما يخفيه وللمرة الثانية توتر منه فقال لهنا / ساحمل انا يحيى لسريره ليرتاح واحملى انتى يوسف فقد نام بين يديكى
 هنا بابتسامة / اصبحت اعشق نومته بين يدى ولكنها تذكرت امه وقالت هل تعرف رقم هاتفها
 زياد تلعثم ولم يعرف بما يجيب فليس بمقدوره ان يجيب على شىء الا باوامر يحيى
 زياد هرب من الموقف قائلا / ليس معى الان ولكن اعدك ان ابحث عنه
 هنا اومات بمعنى نعم وحملت يوسف ووضعته فى سريره بينما وضع زياد يحيى
 واخيرا خرج زياد وبدات هنا تخلد بجوار يحيى لتنام ولكنها قبلت جبينه وهى تهمس له / لقد اشتقت لك الى جوارى ثم ممدت بجواره واستغرقت فى نومها
 ابتسم يحيى وهو ينظر اليها ويقول / انا ايضا اشتقت اكثر منك الى وجودك جوارى واقترب منها اكثر واخذ يشم عبيرها ودفن وجهه بين خصلات شعرها واستسلم للنوم ولم يتكبد عناء هذه المرة فى نقل يوسف فقد كان هناك سرير طفل موجود فى الغرفه وفيما يبدوا انهم قد جهزوا شقتهم من كل شىء حتى سرير طفلهم القادم
...............

عشقها الاسدWhere stories live. Discover now