البارت 8

6.6K 184 9
                                    

البارت الثامن

 تكررت زيارات زياد ليحيى بحجة الاطمئنان عليه ولكنه فى الحقيقة لاخذ التعليمات منه عما سيفعلونه
 هنا تركته مع يحيى وقامت تجهز طعامه بينما زياد همس له قائلا / هناك اخبار مفرحة عن والدتك فهى اصيبت فى حادثة ومصابه فى مستشفى ... بالسعودية ولكن المؤسف ان السفارة قد ابلغت اشقائك وتحججوا بمشغولياتهم ولم يسافر لها احد ثم تنهد بحزن وقال وامتنعوا عن دفع اى مصاريف لعلاجها
 تعصب يحيى جدا وكاد صوته ان يخرج فقال كيف جراوا على هذا انسوا انها والدتى ايعقل ان والدة يحيى تعالج على نفقة الدوله
 زياد مهدأً له واخذ يربت على كتفه ويقول / لا تقلق وسافعل كل ما تريده فالمهم الان انها على قيد الحياه وهذا نحمد الله عليه اولا ثم نفكر فيما يجب علينا فعله
 يحيى / هذا لا يحتاج الى تفكير اذهب لها واتى بها لاكبر مستشفى فى مصر وان كانت فى حاجة للسفر للخارج فاؤمر بذلك على الفور
 زياد / وماذا سنقول لها عنك فان عرفت سيفتضح امرك امام اشقاءك
 عاد يحيى للتفكير مرة اخرى وقال / افعل كل شىء وكانك صاحب التصرف ثم اكمل قائلا ومن الغد سابدا فى الخروج لاقرب مركز رياضى كما سابدا فى استعادة نشاطى وساذهب الى اكبر دكتور لاثبت رجوعى للحياة واخذ تقرير بهذا وعليك ان توفر لى سيارة وسترافقنى بالطبع
 زياد بعدم فهم / وهل رجوعك للحياة يحتاج الى تقرير
 يحيى / ايها الابلة انا فى نظر القانون عديم الاهليه واشقائى اخذوا حكم بذلك وبناء عليه يتصرفون فى اموالى وانا ان ظهرت هكذا بدون تقرير لن استطيع ادارة اموالى او اخذ اى حكم محكمة بابطال اى تصرفات قانوية فى اموالى
 زياد / ولكن هنا فى استطاعتها اعطاءك هذا التقرير بسهولة
 يحيى بعصبية / الم اقل لك انك ابله انا لا اريدها ان تعرف شىء اريدها فقط ان تتصرف على طبيعتها لاجل الخطوات القادمة
 كادوا ان يكملوا ولكنهم سمعوا خطوات هنا فعادوا كما كانوا
 ابلغها زياد عن موقف مدام صفاء وعن حالتها واخبرها انه سيسافر لها وان كانت حالتها تسمح فسوف يعود بها 
 هنا بفرحة / حمدا لله خيرا ستكتمل فرحتى فستعود لى امى وصغيرى فى تقدم يا لها من فرحة زياد بتعجب / الهذا الحد ارتبطى بتلك العائلة
 هنا  بتاكيد / وكيف لا ارتبط بمن فتحت لى بابها واخذتنى فى حضنها وامنتنى على اموالها
 زياد / عندى اقتراح بالنسبة ليحيى
 هنا بتساؤل / اى اقتراح
 زياد / ارى ان تاخذيه الى المصنع فقد يساعدك هذا فى علاجه
 هنا بعد تفكير / معك حق ساخذه معى
 زياد / ويجوز ايضا ان تذهبى به للنادى فقد يحسن استنشاقه للهواء النقى من حالته
...................
 فى المساء اخذت هنا تهندم من يحيى استعدادا للذهاب صباحا لمصنعه وقامت بحلق لحيته وطيبته بينما هو مستمتع جدا بلمسات يديها وكاد ان يفتضح امره عندما كان يهيم من لمساتها
 وفى الصباح جاء اليوم الموعود وذهبت هنا به على كرسى متحرك لمصنعه وما كادوا يصلون الا وانقبض قلبه فاخيرا بعد طول غياب يقف الان امام صرحه الذى عمل على ازدهاره يوما بعد يوم . اخيرا عاد اليه بعد وفاته وما ان دخلت به بوابة المصنع الا والتف حوله العمال مهللين وداعين له بالشفاء واخذ يسمع دعواتهم له وفرحتهم به  كما سمع بكائهم على حاله وهم يرونه هكذا فبعد ان كانت خطواته تهز اركان المكان اصبح بينهم ميت فى شكل حى على كرسى متحرك ومع كل هذا غمرته سعادة ما بعدها سعادة وكان يود ان قام فى تلك اللحظة واحتضن كل عامل من عماله كما سمعهم وهم يهتفون بهنا ويدعون لها ويقولون له انها قامت بفعل الكثير من الخير معهم  لاجل فقط الدعاء له فزاد شعوره بالتملك من تلك القطة الصغيرة
 بينما كان اشقاءه يقفون فى مكاتبهم يراقبون الموقف من نوافذ مكاتبهم فى صمت فكلا منهم سرت بجسده قشعريرة من وجود الاسد بين ارجاء مصنعه فبالرغم انه شبه ميت ولا يدرى بمن حوله الا انه استطاع ان يجمع العمال حوله فكانوا يخشونه حتى وهو فى موقفه ذاك وتمنوا لو هربوا الى جحورهم اهون عليهم من مقابلته
 اخيرا يحيى فى مكتبه وسمعت هنا صوت طرقات عالباب فامرت الطارق بالدخول فلم يكن الا هم وما ان دخلوا الا وبدات تنتابهم الرجفه من وجوده واخذوا يحدقون فيه وكانهم لاول مرة يرونه وسالها ابراهيم ما سبب مجيئها به
 هنا وهى تظهر اللامبالاه / هذا جزء من علاجه فعقله يخزن مايسمعه وهذا يساعده جدا خاصة ان حالته فى تقدم
 ارتجف هشام فور سماه لتلك الكلمة وسالها / مذا قلتى ؟ اقلتى ان حالته تتماثل للشفاء
 هنا وهى لا تعلم ما يخفونه / نعم فهناك تقدم مذهل نحو شفاءه وهذا بفضل طريقتى الجديدة فى العلاج معه
 توتر الثلاثة ولم يحاول اى منهم النطق بشفا كلمة وساد صمت للحظات كان فيها يحيى الاخ يراقبهم بصمت وكاد يسمع خفقات قلوبهم
 هنا قطعت لحظات الصمت بان طلبت كشف حسابات المشتريات والصادرات واوامر التوريد وكشف الميزانية والانتاج
 تلعثم هشام من طلبها ذاك ومدى دقتها فى تلك الجزئيات فى هذا اليوم فانتقلت نظراته بتلقائية لقلب الاسد لشعوره انه وراء ذلك الطلب
 ولم تخلف توقعاتهم فقد كان هو حقا صاحب هذا الاقتراح ولكن ابلغه لهنا على لسان زياد وكانه اراد ان يساعدها فى مراجعة الحسابات
 حاولوا التملص منها ولكنها طلبت مكتب الحسابات امامهم وامرتهم بتلك الدفاتر
.........
 عادت به هنا للبيت ونامت هى بينما ظل يحيى مترقبا لها وما ان استغرقت فى نومها الا واخذ الملفات وبدا يراجعها واخذ طوال ليلته مصدوم بكم المخالفات والسرقات وعندما انهكه التعب نظر لتلك النائمة بجواره الملاك فابتسم عليها ووضع الملفات مكانها وممد جوارها واخذ يتحس خصلات شعرها ويلامس بانفه وفمه وجهها واخذ يدفن وجهه بين خصلات شعرها بهدوء خشية ان تستيقظ ويفتضح امره ولكنه كان يود ان يحتضنها فشعربالشوق اليها يجتاحه ووجد قلبه ينطق بحروف اسمها فضمها اكثر لصدرة وقال هامسا فى اذنها لقد اسرتينى ووقعت فى حبك بل عشقتك وما دمت عشقتك فساجعلك اميرتى ثم ابتسم لها واستغرق فى نومه فقد اصبح معتاد على النوم وهى على صدره

عشقها الاسدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن