البارت الثلاثون

27K 700 20
                                    

توقف الزمن عند تلك النقطة كما توقف القلب عن ضخ الدم تيبست اطراف القدم العيون جحظت والشفاه فتحت لم تنزل دمعة واحدة بعد
فلما البكاء كل ماحدث هو عبارة عن صدمة للجميع حقا من يري ذلك ولم يبكي فهو ليس له قلب ولم يخلق من الانسانية
هذا ماحدث لعائلة المنصوري وعائلة مرام ورؤي الذي جائوا ليرحبوا بعمود تلك العائلة
لينصدموا حين يفتح الباب ويدخل غياث ولكن لم يدخل علي رجليه بل علي كفنه
صدمة وعدم استيعاب حلت علي الجميع صدمة افقدتهم النطق كما انها افقدتهم الحركة
وضع امامهم الكفن
ثواني دقائق وربما ساعات ولم يتقدم او حتي يجرؤ احد علي الذهاب ناحيته
حتي اطلقت الأم صرخة
صرخة اخرجت فيها كل آلامها واحزانها علي ابن قلبها علي نور عينها
صرخة افاقت الجميع من صدمتهم
لم يفقد احد وعيه وكأنه منتظر ان يري ان كان هو ام لا
تقدمت الأم ناحيته بخطوات متعثرة وهي ترتجف وترتعش
وقبل ان ترفع الغطاء الأبيض عنه
جاءها صوت احد من الذين كانوا يحمله:مش هتقدري تشوفيه صدقيني مش هتستحملي
نظرت له بعدم وعي وكأنها تسئله عن السبب
ليرد:غياث بية مشوه
لتغمض عينيها بألم
حتي اطلقت صرخة اخري رجت ارجاء القصر بأكمله وربما كل مايحيط من القصر

عدم استيعاب عدم تصديق عدم وعي هذا ما يسيطر علي الجميع
تقدم الأب من ابنه من سنده فكان ابنه سنده وليس العكس طلاما كان مطمئن علي الجميع بل وعلي نفسه بوجوده فقط
رفع الغطاء عن جزء بسيط من رأسه ليري المنظر ليسقط وهو يجهش ببكاء شديد
وبكل هدوء اختفي الجد لغرفته بصدمة تسيطر علي خطواته فمن اين تأتيه الجرائة ليراه ذلك الطفل الذي دائما ماصدم من قوة ذكائه وصرامته
حتي احيانا كان يستشيره في اشياء رغم انه كان طفل

تذكر ذلك الطارق عندما فتح له اول معرض له
عندما ابدي رأيه بأول لواحته
هو الوحيد الذي لم يستهزاء به لحبه للرسم بل وقف معه وساعده تذكر دائما ماكان يقول له عن اشياء تغير من الرسمة كليا فتجعلها ساحرة لأنها من غياث ليس الا
تذكر كل مواقف طفولتهم وشبابهم كل ماتحمله وكل مافعله لأجلهم
من سيكون في ظهرهم الأن يوم الحادث كان يوجد امل اما الأن ذلك الكفن اللعين يحمل جسمان اغلي مالديه والأقرب لقلبه فما هذا الشعور ياالله فكأن روحه تنسحب وببطء شديد

ذلك النادر الذي حبه لأخيه كان نادرا يعشقه وبشده فهو له ابن كما انه اب فمنذ ان ولد كان معه بكل خطوه حتي كبر وبدات المسافات تبعد ولكن كان الحب بقلبه يزيد
لم يتركه كالجميع فكان يعرف اخباره بالسر فربما نصف مكلماته مع زوجته لتحكي له ماتعرفه من استاج
يعشق اهتمامه له كان كطفل يريد ان يحظي بهذا الاهتمام لوحده يريد ان غياث يكون منجده وملازوه وغياثه لوحده رغم انه الأكبر

تلك الأسما تلك الذي تفرح عندما يناديها بسما تفرح عندما يقول انها سماءه وطفلته تلك التي تتبعت خطواته ودخلت مجاله حبا له وليس للمجال
تلك التي ربما احبت صديقه لانه يحبه
احبت كل مايخصه تلك التي لاتقوي علي العيش بدونه وبدون حمايته فكيف بدون ان تشعر بنفسه عالأرض

الكينجWhere stories live. Discover now