الظلام في الحب

ابدأ من البداية
                                    

صوت حركاته الخفيفه وهو يخلع معطفه نغزت الصمت المميت الذي التزم به الجميع ليسلم معطفه لأحد رجاله بهدوء . تلاقت نظراته المنكسره بخاصتها الخائفه ... هل يحاول عتابها بعد كل ما جرى .. اخذ الالم يتعصر قلبه الحديدي الذي اوشك على الانصار من حراره عشقه الابدي .. لقد فعل كل شيئ لاجلها جعلها زوجته وحبيبته التي لم ينظر الى غيرها ابدا ..هناك شيئ كسر في داخله وهو يراها خائفه ومرتبكه جعله يتمنى لو ان يستطيع احتوائها الى الابد ... لقد احبها نعم ' لا بل عشقها بكل جوارحه ..كيف لزعيم المافيا العظيم الذي كسر الكثير من القلوب وقتل الكثير من الناس الخيرين واالاشرار ان يركع تحت قدميها متوسلا... قد فعل ذلك قبلا .. مرارا وتكرارا راجيا ان تحبه كما يفعل لم تكن بدايه موفقه لكلاهما لكنه حاول وبشتى الطرق ان يفرحها وينسيها الماضي

ربما هذا هو عقابه الذي كتب عليه لقتله الارواح البريئه ..اشتعلت عيناه بغضب عندما رأى ذلك الرجل .. كيف لها ان تفعل هذا به وتخونه . لقد قدم لها كل شيئ ارادته حتى انه تغير لأجها ...وكان يريد ترك المافيا لاجلها فقط .. ان يكون اسره صغيره في منزل جميل في الريف ..هذا ما رغب به دائما..

الالم قطع روحه المنكسره الى شظايا بعثرت على احلامه ... ربما لن تدق السعاده باب الظلام ابدا ..
كيف للنور ان يبزغ من الظلام كما تبزغ الشمس بين ثنايا الليل المتلاشيه ...

منذ ان وجده زعيم المافيا وهو في العاشره من عمره مشردا في احد الشوارع.. يصارع البرد بجسده النحيل ومعدته الفارغه .. بعد مرور ١٥ سنه وهو يصارع الظلام الذي ابتلعه وتحكم به بخيوط من الشر المؤذي .. اصبح زعيم مافيا ...


غرق في الظلام والدماء ... واصبح واليا للشر والفساد .. هذا ما كتبته عليه القدر تمنى لو انه كان انسانا عاديا .من دون الدين الذي توجب عليه دفعه للرجل الذي انقذه..انه يدين لزعيم المافيا بحياته البائسه رنت الحقيقه لتيحبه الى الواقع ..

اخذت الساعه تدق على الجدار .. في تلك الغرفه الصغيره .. نظر الى الشباك بشرود .. حيث الحي مغطى باطنان من الثلج الابيض ... ' كان الصمت يبتلع الجميع .. حتى رجاله الذين اصبحوا منكسرين من حزن زعيمهم العميق .. في الواقع كان الحزن موجودا معه دائما ..
وهو يراها ترفضه في كل مره .. الا انه ما لبث الا ان يعود بابتسامته الصادقه وامل جديد ليكرر الطرق على ابواب قلبها المملوك راغبا ان يفتح لذلك الزائر الصادق الذي انهكته المحاوله ..

صوت انفاسها الضطربه بفعل الخوف الدي اخذ يقيد قلبها العاشق نظراته المنكسره زرعت الحزن بجسدها .. لكنه اجربها على البقاء معه عادت تلك الافكار لكي تحجب ضميرها المتحرق ندما ..

نعم لقد تزوجت به لاجل ابيها الذي كان قد غاص في الديون .. لكن هذا لا يعني ان تحبه هو شرير من المافيا لا يمتلك قلبا حاولت اقناع ضميرها بهذه الكلمات لكي تدفع به خلف قناع من الغضب متجاهلتا جميع لحضاته السعيده التي منحها اياها بكل حب ووئام والتي افسدتها باعتقادها الذي لم تحاول ان تغيره .. لم تفكر ولو للحضه انها ربما يمكن ان تكون الشمس التي تبتلع ظلامه الهائم وتحتويه بكل صدق واخلاص الا ان الاوان قد فات . ...

 《 الظلام في الحب 》حيث تعيش القصص. اكتشف الآن