أعداء اليوم أعداء الغد

1 0 0
                                    



الدرس الأول

رن جرس المنبه المركزي عند الساعة السابعة صباحاً و بسبب الصوت المزعج لذلك المنبه, أرتطم رأسي بحافة السرير العلوي فهو منخفض بعض الشيء مما تسبب بجرح طفيف في جبهتي وهذهِ إحدى مساوئ السرير السفلي حيث تشعر دائماً أنه في يوم ما سوف يسقط السرير العلوي عليك وقد تموت نتيجة ذلك ناهيك على أنك قد تضطر في بعض الأحيان لاستقبال روائح كريهة تختلف فعاليتها حسب نوع الطعام الذي يتناولهُ زميلك في السرير، الجميل في المحاضرات التي نتلقها تختلف تماما عن أسلوب المدارس المعتاد في صف له أربع جدران بل يتم التدريس في فضاء مفتوح في بيئة الطبيعة حيث يساعد الأوكسجين النقي الذي نتزود به بواسطة الأشجار الخضراء و عوامل الجو التي تخلق جواً من الشعور بالراحة النفسية مما تجعل أستوعَب الدرس أفضل بكثير.

يتم تقسيم الطلاب إلى ثلاثة مراحل و هي مرحلة النمو, الإدراك ثم متكامل يلي ذلك التخرج و الاندماج مع المجتمع و كأي مجتمع دراسي يقسم إلى ثلاث مجموعات حسب رأي الشخصي فالمجموعة الأولى هم الأذكياء يتظاهرون دائما بالتكبر و استحقار الأخريين و رفض الاندماج معهم والمجموعة الثانية الفاشلون الذين يتخذون أي عذر لإقامة حفلة ليست مهمة أن كانت كبير ام صغيرة المهم يحضون بوقت ممتع أما المجموعة الأخيرة المعتدلون أو ذات الحل الوسطي مجموعة نموذجية تضم كافة المجموعات و هي أكثر المجموعات اندماجاً مع المجتمع و أجد نفسي أكثر ميولاً لها، ابتداء اليوم بممارسة الرياضة الصباحية وتناول وجبة الإفطار و تلا ذلك أول حصة تدريسية و هي الفلسفة من قبل الأستاذ مانويل أستاذ الفلسفة، جلسنا في مسرح صغير يدعى بـ المسرح الروماني حيث كل شيء مصنوع من الرخام و الأعمدة التي عليها نقوش ترمز للحضارة الرومانية القديمة فبدء الأستاذ مانويل درسه بقول جملته الشهيرة

" الفضائل نعمة تزول بزوال الأخلاق "

أكمل الأستاذ الدرس بكتابة جملة على اللوحة يقول فيها " الأسنان ذات الشخصية الازدواجية ، و الأن هل لدى أحد منكم فكرة عن موضوع اليوم "

رفع بعض الطلاب أيديهم عالياً للإجابة على السؤال لكنني وجدت نفسي من دون الجميع الأقرب للإجابة على ذلك السؤال فرفعت يدي معهم فكان الأستاذ متحيراً بعض الشيء في اختيار أحد الطلبة لكنه وقع اختيارهُ علي بسبب غريزة الفضول التي يتشارك بها البشر لمعرفة الإجابة مني و هذا أول درس أشارك فيه فقلت له

" الإنسان عبارة عن سؤال يقسم حياته إلى ثلاثة أجزاء الأول يدعى التصديق و الثاني التشكيك و الأخير عدم التصديق لذلك نجد الإنسان أكثر الأشياء تعقيداً وجدت في هذا الكون كلما تعمقت في شخصيته أكثر كلما وجدت طريقاً يأخذك إلى منعطف أخر يناقض الأول، لذلك يمكن القول أن الشخصية الازدواجية لا تظهر إلا بظهور المنافع الشخصية الضيقة على حساب مصالح الأخريين و التي تكون لها نتائج سلبية في المستقبل على الفرد و المجتمع "

ألكسندر و الفرسان الحمرWhere stories live. Discover now