Ñůmbęŕ Fívę ♡

81 17 2
                                    

الكلام ده من ترجمه المبدع : Mohammed Esmat
مش انا اللي كتباها ولا مترجماها ومليش أي دخل فيها..

لينك بروفايله علي الفيسبوك : https://www.facebook.com/mohammedesmaat

------------------

‎أثناء طفولتي كُنت عايشة مع آباء سيئين، الحوار في البيت كان بيتم بالصراخ أو بالضرب، لكن أنا إتعلمت بسُرعة إنك مينفعش تتضرب لو إنت مش موجود، بابا كان عنيف وقاسي وماما ضعيفة الشخصية، كانت بتقعد تتفرج عليه وهو بيضربني بمنتهى الهدوء

‎كُنا عايشين في منطقة نائية، أقرب جار لينا كان على بعد 6 كيلو، وبينا وبينه غابة مليانة أشجار كثيفة، مفيش حد قريّب عشان يساعدنا، لكن من حُسن حظي إن حجمي كان صُغيّر، عشان كدا إتعلمت أختبئ ساعة الغضب في أي مكان يناسب حجمي، جوا الخزانة .. في الغسالة .. تحت السرير، أي مكان مُمكن أختفي فيه عن الأنظار وأهرب من الضرب
‎كُنت محترفة جدًا في اختيار أماكن الاختباء

‎لكن في ليلة بعينها، قررت أختبئ في مكان مُختلف
‎بمُجرد ما بدأ الصراخ بدأت أترعش، بعد لحظات بدأ العُنف والضرب، كان بيضرب ماما وسامعة صراخها، كانت سكرانة زيه، وقتها عرفت إني لازم أختبئ فورًا قبل ما الدور يجي عليّا، كان عندي فكرة مُمتازة، من كام يوم لاحظت إن الحديقة الخلفية فيها حفرة صُغيّرة بتقود لتحت أساس البيت، صحيح هي صغيّرة أوي لكنها كفاية لطفلة حجمها صُغيّر زيي

‎لفيت نفسي في بطانية صُغيّرة وخرجت من الباب الخلفي بهدوء، درجة الحرارة مُنخفضة والرياح باردة جدًا، زحفت في الحفرة اللي تحت الشرفة الخلفية، المكان تحت البيت واسع شوية ومش ضيق زي ما كُنت فاكرة، اختبأت هنا مع لعبتي وإحنا ملفوفين بالبطانيه

‎الدنيا كانت بتشتي بقالها كام يوم عشان كدا جسمي كان مُتسخ بالطين، حاولت ألف نفسي بالبطانية علي أد ما أقدر
‎لكن بعد شوية عرفت إنها كانت فكرة غلط، جسمي كُله كان بيترعش من البرد، وفي نفس الوقت مقدرش أرجع البيت، لأني هواجه الغضب والضرب وخصوصًا لو عرفوا إني كُنت برا بدون إذنهم، كان لازم أتحمِّل
‎" إنتي بردانة؟ "

‎كان صوت ست لكن مش صوت أمي، صوت ماما خشن من كُتر الشُرب والتدخين، لفيت عشان أشوف مين اللي بتتكلِّم، كانت مُختبئة جنبي تحت البيت، ست جميلة ولابسة سلسلة علي شكل فراشة شكلها حلو، جسمها وهدومها مُتسخين زيي بالظبط

‎هزيت راسي بالموافقة، كُنت طفلة ومكُنتش خايفة إنها مُختبئة تحت ولا كُنت مندهشة من وجودها

‎زحفت لحد ما بقت جنبي بالظبط، حضنتني برفق وحسيت إن جسمي كُله بقي دافي، نسيت كُل حاجة عن برودة الجو، حسيت بحنانها فاستكنت في حضنها، قالتلي وهي بتبص في عينيّا بحنان: " كبرتي .. بقي عندك كام "سنة دلوقتي؟
‎" ستة "

‎سألت نفسي لو كُنت أعرفها، لكن لا .. دي أول مرة أشوفها
‎تنهدِت وهي بتقول: " ستة؟ .. كبرتي بسُرعة .. أنا فخورة بيكي "
‎كُنت حاسّة بالسعادة ونسيت كُل حاجة عن الضرب والقسوة والبرد
‎سألتها: " وإنتي اسمك إيه؟ "
‎ابتسمت وهي بتقول برفق: " ليلي .. بتحبي الرسم؟ "
‎ضحكت وأنا بقولها: " أوي "
‎" طب أنا محتاجة منك خدمة وهعلمك ترسمي حاجات حلوة "
‎كانت لطيفة معايا، ف ليه لا

‎" الصُبح بدري هتروحي قسم الشُرطة، إسألي عن المأمور، اسمه لويل جويس، قوليله إنك عارفة مكان ليلي، تمام؟ .. هتقوليله إني تحت الشُرفة الخلفية هنا، هو هيجي ويتصرف ... وساعتها هعلمك ترسمي حاجات جميلة أوي "

‎كُنت متحمسّة أوي إني هتعلّم الرسم من ليلي اللطيفة
‎" هساعدك توصلي لحد هناك بالسلامة .. بس دلوقتي يلا ننام .. تصبحي علي خير "

‎الصُبح هي اللي صحتني من النوم، الجو كان برد جدًا، قالتلي برفق: " يلا عشان تروحي القسم .. هدلك على الطريق "
‎زحفت من الحفرة ودخلت البيت بهدوء عشان أجيب الحذاء بتاعي، وبرغم برودة الجو إلا إني كُنت مُصممة أساعد ليلي
‎بدأت أمشي، مشيت مسافة طويلة أوي لدرجة إني وصلت لبيت جارنا وعديت الغابة، طفلة عندي ست سنوات ومش عارفة مكان القسم، بدأت أحِس بالخوف والوحدة، بدأت أسمع همس ليلي اللطيف
‎" عدي الشارع هنا "
‎" ادخلي يمين "
‎" على طول .. قربنا نوصل "

‎كُنت هموت من التعب وجسمي بيترعش من البرد، جسمي كُله بيترعش، ظابط من الظُباط لمحني بقرب من القسم فجري عليّا وهو بيسندني عشان أفضل مُتماسكة ويسألني: " إنتي بخير؟ "
‎قُلتله بضعف وإعياء: " أنا بخير .. عاوزة أشوف الظابط لويل جويس "
‎دخلوني غرفة دافية وشربوني حاجات دافية لحد ما بدأت أتماسك مرة تانية، ظابط لطيف شعره أبيض ابتسم وقالي وهو بيعرّف نفسه: " أنا لويل .. قالولي إنك عاوزاني؟ "
‎ابتسمت وأنا بقوله: " أنا أليكس .. ليلي بتقولك إني عارفة مكانها ولازم تروح تخرجها "
‎والخوف اللي بان على وجهه كان أكبر من إنه يتوصف

‎عربيات شُرطة كتير وظُباط أكتر، الشُرفة الخلفية كُلها محاطة بشريط أصفر، خرجوا حاجة ملفوفة في كيس جلدي أسود من الحفرة دي، بابا وماما مقيدين بكلبشات ومقبوض عليهم
‎قالولي إن المأمور لويل هو جدي وإني هنتقل أعيش معاه هو زوجته اللي هي جدتي

‎كُنت صُغيّرة وتأقلمت على الوضع بسُرعة خصوصًا إن الحياة هنا أحسن من البيت بكتير جدًا
‎وبسُرعة اندمجت مع حياتي الجديدة

‎بعد عشر سنين ولمّا بقي عندي 16 سنة جدي خدني عند بيتنا القديم، البيت كان مكسور ومُهدّم وبدأ يفهمني كُل حاجة
‎" ليلي كانت أمك! "
‎سكت شوية وكمِّل: " أمك الحقيقية، وكانت بنتي، إتجوزت والدك غصب عني وهربوا، معرفش عاشوا فين، دلوقتي عرفت إنهم عاشوا ورا الغابة على حدود البلدة، والدك قتلها ودفنها تحت البيت، تحت الشُرفة الخلفية، بس أنا مش فاهم إزاي ليلي قالتلك على مكاني وإزاي دلتك على الطريق، إنتي كنتي طفلة عمرها ست سنوات ومشيتي أكتر من 10 كيلو في البرد ووصلتي بمنتهى الدقة "
‎سكت ثواني عشان ميبكيش قبل ما يقول: " لمّا حفرنا لقينا هيكلها العظمي ومتعلق في رقبته سلسلة "
‎خرّج السلسلة من جيبه وهو بيقول بابتسامة لطيفة: " أعتقد إن السلسلة دي لازم تاخديها "
‎بين إيديه مانت نفس السلسلة اللي شُفتها لابساها
‎ومن بقايا الحُفرة لمحتها، وسط التراب بتبتسم وهي فخورة بيّا

"In The Dark Side/بالجانب المظلم"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن