Ñůmbęŕ Ťwěņţý Føůŕ ♡

53 10 0
                                    

ترجمه الكاتب : Mohammed Esmat 💜🎶

----------------

‎كُنت بسوق عربيتي في الريف بنيو جيرسي لمّا شُفته
‎شخص غريب واقف علي جانب الطريق بيشاور للعربيات، الحاجة الغريبة كانت شكله ولبسه، لابس بدلة شكلها غالية، شعره مُصفف بعناية وماسك حقيبة جلدية بتلمع

‎أنا زيي زيكم عارف إن المفروض ما أقفش لحَد غريب علي الطريق لكن بصراحة أنا طويل وقوي البنيان ومعايا سلاح، غير إن عربيتي مليانة مُعدات صيد، فمن سوء حظه لو قرر يضربني أو يسرقني أو حتى يقتلني
‎وعلى أي حال أنا محتاج فلوس للبنزين
‎وقفت جنبه وفتحت الشباك وأنا بقوله: " أوصلك وتموّن العربية؟ "

‎مد إيده في جيبه طلّع ورقة بعشرين دولار وهو بيسأل: " طبعًا، مفيش مشكلة، دي كفاية؟ "
‎ابتسمت، دي كفاية جدًا، فتحت الباب وقُلتله: " اطلع "
‎ركب العربية، كان وسيم وعينيه الزرقاء بتلمع بذكاء، العربية مكانتش مُنظمة أو نضيفة، قُلتله بإحراج: " آسف إن العربية مش نضيفة بس دا عشان رايح أصطاد "

‎قال بنبرة غريبة: " تصطاد؟، فعلًا!، إنت بتحب تصطاد؟ "
‎قُلتله: " بصراحة شديدة لا، أنا شخص مُحب للحيوانات، عندي 3 كلاب في البيت، بس المنطقة دي فيها غزلان كتير وبتتسبب في حوادث كتير، فليه لا؟"

‎" هتصطاد النهاردة طول اليوم؟ "
‎" لا، هنقضي الأسبوع كله أنا وصديقي ماثيو بنصطاد سوا "
‎ضحك وهو بيقول: " طول الأسبوع؟، زوجتك كريمة أوي إنها سمحتلك تقضي الأسبوع كله بعيد عنها "
‎زوجتي ؟!
‎عرف منين إني متجوز ؟!

‎افتكرت إني لابس الدبلة وهو أكيد شافها، ابتسمت وأنا بقوله: " ماري زوجتي طيبة جدًا، تعرف ... هي حاليًا حامل في الشهر الخامس، مستنيين بنت "
‎إبتسم ابتسامة غريبة وهو بيكرر: " مستنيين بنت! "
‎" آه "
‎فضل يبص ليّا بصمت، بدأت أحس بعدم الارتياح، فتحت الراديو لكن كُل اللي خرج منه كان شوشرة غريبة، سألني فجأة: " إنت قابلت ماثيو إزاي؟ "

سؤال غريب !

‎فكرت شوية وبعدين قلتله: " كان صديق ماري المُقرب ولمّا إتعرفت عليها عرفتني عليه "
‎حك دقنه ببطء وهو بيفكّر، شكله كان زي الدكاترة النفسيين، سألته: " إنت طبيب نفسي؟ "
‎ضحك وهو بيقول: " لا طبعًا، أنا شغّال في العقود "
‎سألته: " عقود إيه؟ "
‎قال بلهجة غريبة: " عقود تأمين المُستقبل "
‎إبتسم بعدها ابتسامة مُخيفة وهو بيرفع شنطته فوق رجليه، صوابعه بتتحرك ببطء ناحية القفل بتاعها، قلبي بيدُق بقوة
‎فتح القفل والشنطة
‎سألته بعصبية: " الشنطة دي فيها إيه؟ "
‎" شُغل "
‎" شُغل إيه؟ "
‎مد إيده جوا الشنطة، بدأت أتوتر، خفت يطلع حاجة من الشنطة، قُلتله بلهجة تحذيرية: " عشان تبقي عارف أنا مُسلَح ومعايا مُعدات صيد كتير في العربية، فأتمني متتصرفش بشكل ... "
‎سكت لمّا شُفت هو طلع إيه من الحقيبة
‎مُجرد ورقة!

‎ولمُدة دقايق كان ساكت وهو بيقرا الورقة بتركيز، ماشي بصابعه على  السطر اللي بيقراه بمُنتهى التركيز
‎حط الورقة في الحقيبة وقفلها بهدوء
‎كان بيقرا إيه ؟!
‎بص ليّا باهتمام لمُدة دقيقة تقريبًا
‎وبعدها قرر يتكلم، قال بمنتهى البرود: " بلاش تروح تصطاد "
‎" إيه؟ "
‎" لف وارجع ... بلاش تصطاد ... ارجع لماري زوجتك "
‎" إيه؟ "
‎" ماري زوجتك محتاجاك ... مادلين بنتك محتاجاك "
‎جسمي بدأ يترعش بقوة
‎عرف منين إننا هنسمي البنت مادلين؟
‎محدش يعرف غيري أنا وماري
‎" إنت عرفت منين؟ "
‎" هيقتلك، هيقتلك ويبين الموضوع كأنه حادث، والحوادث بتحصل باستمرار أثناء عمليات الصيد، هيروح القسم وهو بيعيّط ويبلغ ويدلي بشهادته "
‎" لكن .... "
‎" أنا هنزل هنا "
‎" ماثيو هيقتلني؟ ... إنت بتقول إيه؟ "
‎" ماثيو مين ؟؟ ... أنا معرفش إنت بتتكلِّم عن مين؟ "
‎" إنت اللي لسّه قايل دا حالًا "
‎" أنا ما إتكلمتش من ساعة ما ركبت معاك ... أنا كُل اللي قُلته إني هنزل هنا "

‎قلبي كان بيدُق بقوة وأنا بوقف العربية، فتح باب العربية ونزل، إبتسم وهو بيقول: " شكرًا على التوصيلة وأتمنى لك رحلة صيد سعيدة "
‎بلعت ريقي بصعوبة وأنا مش قادر أتكلم أو أرد عليه!
‎بعت لماثيو رسالة قُلتله إني تعبان ومش هقدر أشاركه في رحلة الصيد دي، لفيت ورجعت البيت تاني، ماري كانت مستغربة، ماثيو كان مُحبط

‎بعد شهر تقريبًا، كُنت بتجاهل اتصالات ورسايل ماثيو اللي كانت زيادة عن حدها، لحَد ما في يوم سمعت حد برا البيت، لمّا بصيت من الشباك لقيت ماثيو بيحاول يقتحم البيت، بلغت النجدة ووصلوا خلال دقايق وقبضوا عليه ومعاه مُسدس، قال إنه بيحب ماري وأنا خطفتها منه
‎موجهناش له اتهام رسمي وأفرجوا عنه
‎بعد شهور وصلت مادلين للحياة، علي باب البيت بلقينا دب وردي مطعون بعُنف كهدية للطفل الجديد، أنا عارف كويس مين اللي حطه هنا
‎بس مش عارف إزاي الغريب كان عارف كل الحاجات دي ولحد النهاردة مش فاهم

"In The Dark Side/بالجانب المظلم"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن