- الفصل الثامن -

272 12 1
                                    




" يحدث ان تنكسر داخلياً
و تبقى صامد ظاهرياً
و يحدث ايضاً ان تستغل جميع الفرص فتبقى
عاجزاً عن كل شيء في لحظة واحده "

- رعد -

تغيبت عن العمل .. اغلقت هاتفها لتزيد قلقي
بينما كنا نجهز لحفل زفافنا لم يتبقى
سوى القليل و سينتهي الانتظار
لكن مابالها هذه الايام كثيره البكاء
يتقطع داخلي حزنا لمنظرها
تشجعتُ لاخذ الاذن من عمي بالذهـاب
سمح لي بذلك اضطراب في داخلي عميق
و حزن لا اعلم لماذا كان ينهشني .. ربما بسبب دموعها
فور وصولي اسقبلتني والدتها
سألتني بقلق
هدى : ابني تعاركتوا !! ليش هالايام مالها خلك
وهو اصلا قبل ايام طايره علمود تجهزون للعرس
رفعت كتفايَ باستغراب
رعد : هو اني اجيت حتى اعرف شبيها
ارشدتني لغرفتها ثم ذهبت طرقت الباب لادخل
لم تنتبه لدخولي كانت شارده في ورقه ما
بين يدها اقتربتُ لاجلس بجوارها
ابتسمت بخفه بعد انتباهها لتضع الورقه داخل الدرج
غسق : ما انتبهت عليك من اجيت ..
رعد : هسه اجيت اريد تفسير لحالتج الغريبه هاي ..
محد يعـرف شبيج ما بيـج
هزت رأسها نافية
_ والله مابيه شي بس شويه تعب يمكن راح اصير
فلاونزه
امسكتُ وجهها لاثبت نظراتي نحوها
حاولت الهرب بعينيها ، فهي تعلم انها لا تستطيع
اخفاء انزعاجها ..
انتشرت عدوى حزنها لتبث خلاياها لي
في أعماقي قلت برجاء
رعد : احجيلي ادري اكو شي مضوجج من قبل يومين
حتى مجاي تطلعين وياي مثل اول علمود نجهز
شصاير !!
تنهدت بصوت مسموع لتـقول
غسق : مهما سويت راح تظل تحبني !
حتى لو شي صعب الواحد يغفرله
قبلتُ رأسها بهدوء لـ اقول
_ اكيـد أنتي اساس كل حياتي شلون
افكر اعوفج !
عانقتني بقوه ، في يومها لم تتكلم
كل محاولاتي تنتهي بـ بكائها على صدري
بينما ابقى عالقاً في حيرتي
و الافكار تنهش عقلي
دوماً ما احاول تذكر أن كنتُ فعلت شيء يزعجها
دون قصد لكن محاولتي فاشلة كالعاده
كنتُ في المركز ادرب بعض الطُلاب
كنت اشعر بوخزات خفيفه .. انهيتُ الدرس بصعوبه
اتصلت بعائلتي لاخبرهم انني معها
بينما فعلت العكس معها
اتجهت الى المشفى ربطتُ بالاجهزه من جديد
لكن هذه المره بمفردي
موحش هو ذلك الشعور كان داخلي يتقطع
الماً و وحده .. لكنني مع ذلك تحملتُ ذلك
لم استطع هذه المره الدعاء لأجل التخلص من حياتي
فـ هي ستبدأ بعد عده ايام
ولن استطيع ترك الكمان
كل ذلك يجعلني مشوش سمعتُ صوت الدكتور
_ لماذا تفعل بنفسك كل هذا ..!
يمكنكَ العيش بكل راحه ان تركت ذلك الكمان اللعين
علاوة على ذلك وجدت فتاة تعشقك حد الجنون
فلماذا تتعب من يُحبك هكذا ..
أتعلم أنها تفعل المستحيل من أجلكَ لكن ذلك سيكلفكما جداً
ستتذكر كلماتي في يوم من الايام و ستتندم على
هذه الاوتار التي لا تنفك اصابعكَ عن مداعبتها
لتخلق تلك الالحان
لم اتكلم ليكمل حديثه
مُراد : ايها الرجل هذا اليوم اتيت بمفردك هل
يستصعب عليكَ رؤية دموعها المنهمره
و والدتكَ التي تتحمل كل شيء ! لماذا يا رعد
هناك الكثير من الاحباء حولكَ
و انا متأكد انك قادم من عزف الكمان
ليكُن بعلمكَ هناك قلب لكن زوج المريضة لا يرضى
لسبب لا يعلمهُ احداً لكن ربما سيرضى بعد عده
ايام ولن اجري لكَ العمليه الا حين تقطع عليَ
وعداً بأنك ستنسى بعدها امر الكمان وستضع وتركَ
جانباً ليصبح الوتر الاخير في حياتك
ستحيا من جديد من اجل عائلتك ولـ اجل غسق
كلماته لامست اعمق نقطة في داخلي شعرتُ بأنها
الكسر و الجبر في ذات الوقت سأحاول ذلك
لأجل الذين تركتهم اليوم و قمت بحيله لأجل هذه
الانتكاسه
هل يستحق العزف التضحيه بحياتي
بينما هي ضحت بأكثر شيء تحبه من اجلي
شعرتُ بحرقه في عينيَ انصدمت بأنها دموع
مسحتها سريعاً ليبتسم قائلاً
_ الدموع ليست ضعفاً انما مشاعر متراكمه
قلت بتعب : هل أنت جراح قلب ام انكَ طبيب نفسي
مراد : خلال عملي تعاملتُ مع الكثير
لدرجة جعلتني اضع تفسيراً لأي تصرف منهم
اترك تعلقكَ بشيء يضيع حياتك
تعلق بمحبوبتكَ فهي تستحق ذلك
قبل ان يأتِ وقت وتخسرها
اومأت بالايجاب لاقول
رعد : أعدكَ انني لن اعود للعزف مره اخرى
بمجرد الخضوع لتلك العمليه سأنسى الماضي
و أمضي قدماً برفقتها
ابتسم برضا ..
خرج بينما بقيتُ للمساء ثم خرجت للمنزل
شعرتُ بشيء من الانتعاشِ بعد كلماته
شعرتُ بأمل جديد في حياتي يستحق ان اتمسك
به بكل قوتي
جاء يوم الزفاف اخيراً لينهي انتظاري
رغم أنني اشعر بتعب ، لكنني لم ادرب احداً
على العزف ولم اعزف في المنزل ايضاً
كنتُ ارى بصعوبه الدوار يكاد يمزقني
تحاملتُ على ذاتي حتى انتهاء حفل الزفاف
رأيتها تبدو كالملاك بفستانها الابيض و شعرها الذي
قامت بتغير لونه للبني
مكياجها الخفيف الذي يزيد جاذبيتها
و تلك الابتسامه التي تبث السعادة في داخلي
تقدمت لتقول بقلق
غسق : وجهك اصفر !!..
اومأت بالنفي لاقول
رعد : بس تعب بسيط ننزل
شبكت يدها بخاصتي لنتجه نحو الاسفل
أنهيتُ الاجراءات برفقتها بصعوبـة ..
شعرت بالسواد من بعدها ، دون ان اعي على ما حولي

الوتر الاخيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن