- الفصل الثالث -

344 12 0
                                    




" اشكرُ تلك الصدف التي جمعتنا
رغم قساوة كلماتنا و تجافينا ، تبقى الصدفة
خيرً من الف ميعاد و ميعاد .. "




- دنيا –

كنت اول الواصلين الى الصف
اخرجتُ دفتر اللغة العربيه
لاذهب الى الصفحه الاخيره
مسكتُ قلمي لانهمك في الرسم عيناي مصوبه
نحو ورقتي رسمته دون ملل ودون شعور
اليوم سنحصل على علامات الاختبارات
مر شهر منذ عرفته
فلقد احببت درسه وشخصه
وكل شيء يتعلق به
وقعتُ بين تلك الصدفة التي جمعتنا
لكن ذلك لم يؤثر في مستواي ابداً
سمعت تصفيراً لاستفيق من شرودي
تنهدت براحه كانت مينا
انتقلت الى فصلنا حديثاً
بعد تعديل علاماتها الدراسية واثبات مهارتها
و بتدخل مني فالمدير لا يرفض طلباً لي
مينا : عيـني عيـني استاذ محمد !
شهالتطورات انوب جايبته مضبوط
كتبت اسمي تحت الرسمة لأمزقها واضعها في
كتاب الاحياء
قلت بخجل : مشكلتي اعرف ارسم عدل
هو اول شخص اجه ببالي هسه
جلست بجواري لتضع حقيبتها
_ رسميني اني صديقتج من الطفولة
رسمي مايا ليش هالحلو
تهجمت ملامح وجهي ، مايا
اعلم انها تخطط لشيء ما
للحصول عليهِ ربما ، امتدت يدي
لامسك خصلات شعري التي وقعت
رُبما هي أجمل فالجميع يتهاتفون من أجل
كلمه واحده منها لهم بمستحضرات
التجميل التي تزيد جمالها و ابتسامتها
اللطيفه ربما سيقع في عِشقها لا محاله
فالجميع الان يفضل الجمال
وضعت رأسي على الطاوله لازفر باختناق
دنيا : تدرين انو مايا تفكر بي ؟
اني شسوي اذا بالنهايه فازت وظل يحبها
احس نفسي اموت من اشوفهم سوه
متفوت فرصه علمود تحجي ويا
واني اظل أباوع بحسره
ربتت على كتفي لتقول
مينا : عوفي هالسوالف انتي تردين تنجحين
خلي هالشي ببالج
واذا اختارها بعد هاي مشكلته
الي مايحبج علمود نفسج مايستاهل تحبي
لأن الجمال مو كل شي بهالحياة
عانقتها بهدوء شعرتُ بقلبي يتمزق
بدأ الصف يعج بالطلاب اتت مايا لتجلس بالجهة
الاخرى .. لا تفوت فُرصه
سحبت كتابي ببطء لاضعه بجوار مينا
تنفستُ بعمق مرت الدروس
بملل
وفي وقت الاستراحه اتجهت لشراء شيء
كنت اتضور جوعاً .. نظرت لساعتي
لا املك الكثير من الوقت لذا
اكتفيتُ بكوب من القهوة مع البسكوت
عدت إلى مقعدي جاءت مايا خلفي
رفعت رأسي بملل
ــ شكو
عبثت بخصلات شعرها المموج ..
لتقول : خايفه من الدرجات
ارتشفت من كوب قهوتي .. تسلل الدفء الى
جسدي لاحاول الابتسام
فـ هي صديقتي بطبيعه الحال
دنيا : عادي اذا مجاوبه ماكو داعي تخافين
حتى لو اغلاط بسيطة
انهيتُ طعامي مع رنين الجرس
اخرجت دفتري و أقلامي نظرتُ لساعتي
سألحق قبل مجيء غسق
عاد الجميع إلى مكانه ليدخل بكُل ثقه
رائحته التي سبقت كل شيء
كاد يتكلم لكن قاطعه قدوم أحد الموظفين
ليقوم بتوزيع العلامات ..
حك رقبته ليسمح لهُ بالدخول
انشغل في رؤيه درس اليوم
دون ان يُبالي لشيء أو لآحد
ابتسمت بسعادة حين أستلمتُ نتيجتي
بدأت اصوات الطلبه من يعترض على هذا وذاك
ومن يتناقش معهُ على بعض الاسئلة
وطريقه تصحيحه الصارمه
حيثُ لم يأخذ احد درجه كامله بأستثنائي و مينا ..
حتى مايا التي تباهت كثيراً في ذلك اليوم
قد وصلت درجتها لـ 80 لا اكثر
طويتُ ورقتي قبل ان تراها وكزتني مينا
ـ فتحيها ممسويه شي غلط كل واحد و استحقاقه
كان اغلب المتواجدين مُعترضين
سحب ورقتي و ورقه مينا ليقول
محمد : الي يدرس عدل ياخذ درجه زينه
والي يدرس حتى يجيب اعلى درجه يحصلها
المشكله مو بتصحيحي اذا انتوا هنا ومقبلتو عليها
من تشوفون تصحيح الوزاري وتتكسر درجاتكم شلون
اي اسئلتي اجيبها صعبه
لآن زمن السهوله راح تره انتوا بمرحله جبيره
شنو اجيبلكم مثلا؟ بعدين فرضاً
استمريتوا على اسلوب السهوله
بالكليه شلون تمشون !!
زميلاتكم هنا تعبانات لدرجه اجت درجة كامله
تعلمو من اغلاطكم حتى لا تعيدوها بعدين
ولا تظلون بنفس المكان ومصممين انو الطرف الثاني
غلط وانتوا صح
صمت ليعم الهدوء في المكان ليبتسم برضا
ظهرت تِلك الغمازه ليقول
ـ هسه نكدر نبلش الدرس
أعاد ورقتي ليأخذ الكتاب من مينا ..
اتسعت عيناي بصدمة انهُ لي ،
تلك الرسمه التي تخصه
تسمر في مكانه قليلاً لاعبث
بقلمي بتوتر .. اكمل تصفحه حتى وصل إلى
تلك الصفحه سحب القلم ليؤشر
كان ذلك هو تحضير الدرس القادم
لا اعلم ماذا خربش ايضاً
بدأ بشرح الدرس حاولت الانتباه قدر المُستطاع
وفهم ما كان يقوله ، شتت نظراته على غير العادة
ففي كل مره نظراته مصوبه نحوي
تمنيتُ مجيء اختي الان
وللمره الاولى تحققت أمنيتي
طرق احدهم الباب ليقول
ــ اعتذر عالمقاطعه استاذ محمد
بس المُدير كال خلي الطالبه دنيا علي تطلع
ولي أمرها ينتظرها بره
اومأ بالايجاب ليسمح لي أخذت حقيبتي
و اغراضي
كِدت اعبر من جواره ليمد لي كتابي
سحبته بيد مُرتجفه ..
فور خروجي تنهدت براحه ..
ركبتُ مع غسق لنتجه إلى احد المطاعم
التي نرتادها دائماً ..
قلت بفخر : اليوم انطونه نتائج الشهر الاول
أني الاولى عالسوادس كلهم ..
قرصت وجنتي بخفه لتبتسم
غسق : عفيه بالشطوره
دنيا : صدك هالسنه اجانه استاذ احياء
جديد
هتفت بأستفسار : اعرفه ؟
قلت : محمد ابن صديق بابا
غسق : اخو رعد ؟
أومأتُ رأسي بالايجاب
كُنت اود العودة للمنزل لرؤيه ماذا كتب
تنهدتُ بعمق انتظر عودتي للمنزل ..

الوتر الاخيرWhere stories live. Discover now