2- السيد توماس

Start from the beginning
                                    

أجابته آنا:
- كل شيء على ما يرام، يمكننا الذهاب للمطعم لتراه، و يمكنني أن أريك الحسابات و الميزانيات.

- ذلك سيكون جيدًا، لطف منك آنا.

نزلت لينيريا من كرسيها العالي قرب الجدة لتقترب من توماس، ثم زمّت شفتيها و قالت:
- سيارتك قبيحة، أنت قبيح، أنت لست لطيفًا و أنا لا لن أتكلم معك مجددًا.

ركضت لينيريا خارج المنزل للحديقة بينما ابتسمت آنا،
هز توماس رأسه و قال:
- إنها تحتاج للتوجيه، و مقص حاد يقطع لسانها الطويل.

التفت سوير و قال:
- لن يقطع أحد لسان أختي الصغيرة.
هيا يا سارة لنلحق بها.

إبتعد سوير عن المائدة و اتجه نحو الباب، لتلحق به سارة، التي سرعان ما عادت للمائدة لتحمل شطيرة بمربى الفراولة و تسرع للحاق بسوير.

- لينيريا، أين أنت؟

هتف سوير و هو يبحث في الحديقة الصغيرة، اقتربت سارة و هي تقضم الشطيرة و أشارت له قرب السياج،
اقترب الإثنان منها في طرف السياج، متكورة على نفسها حتى لا تكاد تُرى،
تنهد سوير و جلس على الأرض قبالتها، لمس شعرها بخفة لترفع رأسها،
إبتسم سوير و قال:
- هل أنت غاضبة من العم توماس؟

- كثيرًا!
لقد قمت بكتابة إسمي بخط جميل على طرف السيارة ببعض الطين، فضربني هنا بشدّة.

أشارت لينيريا لظهرها و أضافت:
- إنه ليس لطيفًا أبدًا، أنا لا أحبه، لقد سمعته يقول أنني شقراء مزعجة، هل لأن شعري ليس أسود بل ذهبي أنا قبيحة؟

ضحكت سارة و ساعدت لينيريا للنهوض و أجابتها :
- لا بالتأكيد، أنتِ جميلة.
ربما هو يحب سيارته كثيرًا، و لا يريد رؤيتها متسخة،
و أيضًا من المعيب أن تقولي ذلك الكلام لمن هو أكبر منك،
الفتيات المهذبات لا يفعلن ذلك، أليس كذلك؟

أومأت لينيريا بصمت و قالت:
- أنا فتاة مهذبة، لذلك سأعتذر من السيد توماس.

ربت سوير على رأسها لتبتسم،
في تلك اللحظة خرج توماس برفقة آنا، ركبت آنا السيارة مع توماس و سرعان ما تحركت،
فقالت لينيريا:
- لقد ذهب.. كيف سأعتذر منه؟! هل سافر و أخذ أمي معه؟!

أجابتها سارة بينما تراقب السيارة المبتعدة :
- من الأفضل أن نسأل جدتي.

دخل الثلاثة للمنزل ليقابلوا الجدة التي بدت قلقة،
أمسكت لينيريا بيد الجدة و قالت:
- جدتي، أين ذهبت أمي؟ و عم توماس؟
أريد الإعتذار.

ابتسمت الجدة و أجابتها :
- أحسنت صنعًا يا صغيرتي! هذا ما يجب عليك فعله الآن، مهما يكن لا تقابلي الإساءة بالإساءة.

ثم أضافت:
- لقد خرجا للمطعم لتفقده، السيد توماس كان شريك والدكم في المطعم و الآن هو شريك والدتكم،
لذا سيكونان مشغولين بالعمل، لا تزعجوهما، حسنًا؟

غابة إيلينWhere stories live. Discover now